الأحد 01/سبتمبر/2024

وفاء نعالوة.. كلمات نازفة في استقبال خبر استشهاد نجلها

وفاء نعالوة.. كلمات نازفة في استقبال خبر استشهاد نجلها

قد تكون الحالة الأولى التي سجلت لأم تتلقى خبر استشهاد ابنها وهي خلف القضبان، فالمرأة كانت أسيرة ومطاردة ومناضلة في جميع مراحل المقاومة الفلسطينية، ولكن أن تتلقى إلى جانب اعتقالها خبر استشهاد ابنها فهو أمر لا يوصف.

وكان صعبًا للغاية على المحامية حنان الخطيب أن تلتقي يوم الخميس (13-12-2018) بالسيدة وفاء نعالوة والدة الشهيد أشرف نعالوة بعد ساعات قليلة من استشهاده؛ إذ لم تكن الخطيب قادرة على تحمل المشهد وعلى أعباء هذه المقابلة التي تختلف عن عملها في ملفات الأسرى والأسيرات لسنوات طويلة.

وقفت الخطيب صباح الخميس بانتظار لقائها الأسيرة وفاء في سجن الدامون، وكان الشعب الفلسطيني قد استفاق لتوه على خبر اغتيال أشرف في مخيم عسكر، وفي كل خطوة تقدمت بها نحو مقابلة والدة أشرف كان الأمر يبدو أصعب وأصعب.

أصعب لقاء

ونقلت المحامية الخطيب بكل ألم كلمات والدة أشرف التي جاءت للمقابلة وقد شاهدت عبر شاشات التلفاز مشاهد دماء ابنها على جدران منزل آل بشكار في مخيم عسكر: “خالتي هذا الدم اللي شفته بالتلفزيون مش دم ابني.. روحيني من شان الله بدي أشوف أشرف..”.


null

واستطردت في نقل حديث أم أشرف: “ابني أشرف شجاع.. راح ابني.. مين اسا موقف مع بناتي؟.. لحالهم بعزوا حالهن.. حابسيني أنا وأبوهم وأخوه والكل.. فش حدا بالدار.. والدار بدهن يهدوها، طب شو عاملتلهن الدار؟”.

وأكملت: “روحوني من هون يا خالتي، بدي أشوف ابني وأسلم عليه.. نفسي أشوفه.. صارلي شهرين مشفتوش.. ابني ما متش، لسة عايش.. خالتي طلعوني من هون.. نار مولعة بصدري.. معملتش اشي أنا.. نار بتهب يا خالتي.. طب ليش قتلوه؟، قالولي بدك إياه شهيد واللا أسير؟، قلتلهم اقتلوني أنا تقتلوهوش.. أسير بعرفه بالسجن وبتنفس”.

عادت السيدة وفاء بعد المقابلة لتكمل معاناتها خلف القضبان؛ فهي الخمسينية التي لم يخطر ببالها أنها سوف تعتقل يومًا، لتتجرع الحسرة التي لا تطاق بعد أن كانت والدة مطارد دعت لـ 65 يومًا في كل صلاة أن يبعد الله عيون الاحتلال عنه، فصارت والدة شهيد بين أربعة جدران وعذاب لا يوصف.

في سجل الشرف

وفي مكان آخر وفي سجن مجدو لم يختلف الحال كثيرًا مع السيد وليد نعالوة، الذي وقف في سجن مجدو وقد تجمع حوله الأسرى معزين مهنئين في الوقت ذاته ليضاف اسم جديد في سجل الشرف والمقاومة هو سجل آل نعالوة.

كان هذا داخل السجن.. وأما بيت العزاء فكانت عنوانه الدكتورة فيروز نعالوة شقيقة أشرف الكبرى التي تصدّرت المشهد يوم أمس بدور الأب والأم والأخ والأخت في مشهد أبكى الجميع.

يذكر أن قوات الاحتلال اعتقلت والدة أشرف ووالده وشقيقه بعيد مطاردته بهدف الضغط عليه، ووجهت لهم تهمًا تتعلق بمعرفتهم بنيته تنفيذ عملية، وهي تهم قد يصلها حكمها مدّة طويلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات