سوء الأحوال الاقتصادية تنعش سوق البالة في نابلس
فرضت أسوق الملابس المستعملة “البالية” نفسها بجدارة خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت منافساً قوياً للبضائع الجديدة في ظل سوء الأحوال الاقتصادية التي يعيشها أغلب الناس في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، وتتنوع هذه الأسواق لتطال الألبسة والأغطية والأحذية والأثاث والألعاب والسجاد والمواد الكهربائية.
وباتت هذه الأسواق في معظم المدن أكثر الأسواق انتعاشاً بالزبائن نظراً للحالة الاقتصادية السيئة التي تعيشها معظم العائلات ذوي الدخل المحدود، وغلاء المعيشة، وارتفاع نسبة العاطلين عن العمل.
ويرى أغلب المواطنين ذوي الدخل المحدود، أن أسواق “البالة” هي الحل الوحيد لقضاء حوائج عائلاتهم، وتوفير متطلباتهم؛ خصوصاً بعد ارتفاع أسعار الملابس وغلاء المعيشة، وعدم كفاية راتبه الشهري لتوفيرها.
ويقول أبو أحمد إن المشكلة الحقيقية التي تجعل الناس تلجأ للبالة هو استغلال التجار في رفع أسعار الملابس، وعدم مراعاتهم لأصحاب الدخل المحدود، وعدم وجود رقابة حقيقية وفعالة عليهم.
نضال الكعبي (55 عاماً) من مخيم بلاطة، ورث محل بيع الملابس عن أبيه، وامتهن البيع فيه حتى أصبح مصدر رزقه الوحيد، يقول إن البضائع الموجودة بالسوق البالية يقوم بشرائها من “إسرائيل”، منبهاً أن الأمر لم يقتصر على الفقراء وأصحاب الدخل المحدود فقط، بل إن أشخاص ذوي وضع اقتصادي جيد، يرتادون بسطته، ويشترون ما يحلو لهم منها.
ويؤكد الكعبي أن المهنة ليست سهلة كما يعتقد البعض، فقد يخرج تاجر البالة منذ الصباح ويعود في ساعات متأخرة في المساء، دون النجاح في العثور على بضاعة تساوي التعب ومصاريف النقل.
ويعدّ الكعبي احتفاظ السوق الشعبي البالية بنابلس باستمراريته إلى اليوم دليلا على حاجة الكثيرين لمثل هذه الأسواق لشراء حاجاتهم، فالكثير منهم يلجأ إليها لتدني وضعه الاقتصادي، ومنهم من تغريه الماركات العالمية وتميزها عن غيرها بتصاميمها المختلفة والتي لا توفرها الصناعات المحلية.
ويعتقد أنه ليس عيباً شراء الملابس المستعملة من سوق البالة، مضيفاً أن هذه الأسواق لا تتواجد في فلسطين فقط، وإنما في كل دول العالم.
أما المواطنة لمياء حسين (45 عاما)، فقد بقيت دون ملابس للشتاء هي وأطفالها، لذلك تفكر أن تذهب إلى سوق البالة لعلها تجد بعض الألبسة الشتوية المناسبة في السعر دون الاهتمام الكبير في الجودة.
وتؤكد أن الظروف المادية صعبة جداً بعد أن أصبح زوجها عاطلا عن العمل وليس لها إلا راتبها من وظيفتها الذي لا يكفي لإطعام العائلة، لذلك لجأت إلى البالة بحثاً عن البعض من الملابس لمقاومة برد الشتاء.
ويؤكد المواطن فلاح درويش أنه لجأ إلى البالة منذ أن ارتفعت أسعار الملابس الجديدة واستغلال التجار للزبائن، منبهاً أنه في بعض الأحيان لا يستطيع شراء الجيد منها لارتفاع أسعرها.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...