السبت 10/مايو/2025

سوء الأحوال الاقتصادية تنعش سوق البالة في نابلس

سوء الأحوال الاقتصادية تنعش سوق البالة في نابلس

 فرضت أسوق الملابس المستعملة “البالية” نفسها بجدارة خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت منافساً قوياً للبضائع الجديدة في ظل سوء الأحوال الاقتصادية التي يعيشها أغلب الناس في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، وتتنوع هذه الأسواق لتطال الألبسة والأغطية والأحذية والأثاث والألعاب والسجاد والمواد الكهربائية.

وباتت هذه الأسواق في معظم المدن أكثر الأسواق انتعاشاً بالزبائن نظراً للحالة الاقتصادية السيئة التي تعيشها معظم العائلات ذوي الدخل المحدود، وغلاء المعيشة، وارتفاع نسبة العاطلين عن العمل. 

ويرى أغلب المواطنين ذوي الدخل المحدود، أن أسواق “البالة” هي الحل الوحيد لقضاء حوائج عائلاتهم، وتوفير متطلباتهم؛ خصوصاً بعد ارتفاع أسعار الملابس وغلاء المعيشة، وعدم كفاية راتبه الشهري لتوفيرها. 

ويقول أبو أحمد إن المشكلة الحقيقية التي تجعل الناس تلجأ للبالة هو استغلال التجار في رفع أسعار الملابس، وعدم مراعاتهم لأصحاب الدخل المحدود، وعدم وجود رقابة حقيقية وفعالة عليهم. 

نضال الكعبي (55 عاماً) من مخيم بلاطة، ورث محل بيع الملابس عن أبيه، وامتهن البيع فيه حتى أصبح مصدر رزقه الوحيد، يقول إن البضائع الموجودة بالسوق البالية يقوم بشرائها من “إسرائيل”، منبهاً أن الأمر لم يقتصر على الفقراء وأصحاب الدخل المحدود فقط، بل إن أشخاص ذوي وضع اقتصادي جيد، يرتادون بسطته، ويشترون ما يحلو لهم منها. 

ويؤكد الكعبي أن المهنة ليست سهلة كما يعتقد البعض، فقد يخرج تاجر البالة منذ الصباح ويعود في ساعات متأخرة في المساء، دون النجاح في العثور على بضاعة تساوي التعب ومصاريف النقل. 

ويعدّ الكعبي احتفاظ السوق الشعبي البالية بنابلس باستمراريته إلى اليوم دليلا على حاجة الكثيرين لمثل هذه الأسواق لشراء حاجاتهم، فالكثير منهم يلجأ إليها لتدني وضعه الاقتصادي، ومنهم من تغريه الماركات العالمية وتميزها عن غيرها بتصاميمها المختلفة والتي لا توفرها الصناعات المحلية.

ويعتقد أنه ليس عيباً شراء الملابس المستعملة من سوق البالة، مضيفاً أن هذه الأسواق لا تتواجد في فلسطين فقط، وإنما في كل دول العالم.

أما المواطنة لمياء حسين (45 عاما)، فقد بقيت دون ملابس للشتاء هي وأطفالها، لذلك تفكر أن تذهب إلى سوق البالة لعلها تجد بعض الألبسة الشتوية المناسبة في السعر دون الاهتمام الكبير في الجودة.

وتؤكد أن الظروف المادية صعبة جداً بعد أن أصبح زوجها عاطلا عن العمل وليس لها إلا راتبها من وظيفتها الذي لا يكفي لإطعام العائلة، لذلك لجأت إلى البالة بحثاً عن البعض من الملابس لمقاومة برد الشتاء. 

ويؤكد المواطن فلاح درويش أنه لجأ إلى البالة منذ أن ارتفعت أسعار الملابس الجديدة واستغلال التجار للزبائن، منبهاً أنه في بعض الأحيان لا يستطيع شراء الجيد منها لارتفاع أسعرها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات