الجمعة 02/مايو/2025

إيران أم قبائل ذات علم

صلاح الدين العواودة

نتذكر أغنية (بفكر في اللي ناسيني وانسى اللي فاكرني) ونحن نقرأ المقال في معاريف للكاتب الصهيوني جاكي خوجي تحت عنوان: “إسرائيل تسخن العلاقات مع إمارات الخليج لكنها تريد شيئاً آخر”. يقول الكاتب: إن مسؤولين إسرائيليين يعتقدون أن العلاقات الطبيعية لـ”إسرائيل” هي مع إيران، وكما قال الدبلوماسي المصري في عهد السادات تحسين بشير: (أنتم الإسرائيليون تريدون الحصول على الحب من السلام) فالحب والرومنسية هو ما يطلبه الإسرائيليون بينما يريد المصريون شيئاً آخر.

بشير سمى دول الخليج قبائل لها علم لما كانت مصر في السبعينات أهم دولة، ولم يكن أحد يرى دول الخليج، بينما اليوم دار الدولاب و”إسرائيل” تبحث عند القبائل ذات العلم عما بحثت عنه عند مصر قبل أربعين عاماً، والقبائل تستجيب تشجيعاً لها للتضييق على إيران لكن القبائل لا تفقد إدراكها واحتمال الوصول إلى نقلة حقيقية في العلاقات مثل علاقات رسمية احتمال ضعيف، فهذه القبائل تحصل على ما تريد من “إسرائيل” دون تطبيع وما يمنعها من التطبيع ليس القضية الفلسطينية، وإنما الخوف من الشعوب وبمقاييس الربح والخسارة، فالتطبيع مع “إسرائيل” صفقة خاسرة.

“إسرائيل” من ناحيتها تتقارب مع دول الخليج لانعدام البديل، ولأن إيران نجحت في توحيد الجميع ضدها، رغم أن قادة إسرائيليين كبارًا يقولون في الغرف المغلقة إن انعدام العلاقة مع إيران هو تضييع فرصة كبيرة، وإن إيران مفضلة بأضعاف كصديقة عن القبائل العربية ذات العلم، ولو كان الاختيار لـ”إسرائيل” لاختارت الفرس على العرب، ورغم أن قول هذا الكلام في الوقت الذي تشكل فيه إيران التحدي الأكبر لـ”إسرائيل” في سوريا يثير السخرية، ولكن الحقيقة أنه لو أعطيت “إسرائيل” الفرصة لاختيار أصدقائها في الخليج لفضل كثير من قادتها إيران على غيرها.

(قول للزمان ارجع يا زمان)، يقول خوجي: إن العداء مع إيران صعّب على الإسرائيليين فهمهم ورغم كونهم عدوًّا مرًّا إلا أنهم أقل تعصباً من جيرانهم السنة، وأقل إجراماً وهم (أذكياء) كاليهود، وإدارتهم للسياسة والأمن مثيرة للإعجاب، والشبه بين الشيعة واليهود في الرواية التاريخية كبير، وهذا ما يفسر أنه قبل السلام مع مصر كان لـ”إسرائيل” علاقات مع إيران تحلم “إسرائيل” بعودتها.

ننقل هذا المقال وهذه الأقوال ليس لتبرير أو لتأييد الأبواق الخليجية الداعمة للتطبيع والتي تصر على اعتبار إيران العدو الأول للأمة، وتستبيح في سبيل ذلك قتل الفلسطينيين الذين تدعمهم إيران، وتستبيح وضع يدها في يد “إسرائيل” عدو الأمة الحقيقي والمركزي في الوقت الذي تعلن فيه أن إيران و”إسرائيل” مشروع واحد؛ وإنما لتنبيه هؤلاء الأبواق ومن يتحدثون باسمهم أنكم أنتم من أوصلتم أنفسكم إلى هذه النقطة من الاحتقار عند عدوّكم إيرانياً كان أو صهيونياً، فعقل العدو الصهيوني مع أموالكم لكن قلبه على علاقات مع إيران صاحبة المشروع والرؤية والاستراتيجية، أما أنتم في نظره مجرد قبائل ولستم حتّى دولاً!
 
لافتة في أحد شوارع تل أبيب تعلن عن افتتاح السفارة الإيرانية قريباً في “إسرائيل” حسرةً على فقدان إيران كحليف.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي في دمشق

إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي في دمشق

دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي - الجمعة- عدوانًا على سوريا، واستهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق، في تصعيد لسياسة...

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، اليوم الخميس، أن 91% من سكان القطاع يعانون من "أزمة غذائية"...