السبت 03/مايو/2025

عملية خانيونس بين الفشل والنجاح – قراءة تحليلية

جابر أبو مصطفى

يعد مجرد التفكير بإدخال قوات خاصة صهيونية جرأة متهورة ومغامرة خطرة حيث تعج غزة بالأجهزة الأمنية والعسكرية، وأن أي قوة تدخل غزة وبغض النظر عن أدوات التغطية والتمويه التي تستخدمها فإن احتمال كشفها عالية جدا، وهو ما حدث مع قوة خانيونس حيث تم كشفها، وكانت بين خطر الاعتقال أو القتل.

إن نجاح دخول القوة إلى غزة وكشفها يعد ضربة في الرأس للأجهزة الأمنية الغزية والصهيونية.

إن الحاجات الأمنية الصهيونية بساحة غزة هي التي تدفع المؤسسة الأمنية الصهيونية للمخاطرة من أجل تحقيق أهداف معلوماتية استراتيجية تساهم في تحسين بنك الأهداف وتحقيق الردع في أي مواجهة قادمة.

إن المهام الخاصة التي تسعي لتنفيذها القوات الخاصة تعتمد على معلومات استخبارية مسبقة تقدمها منظومة العملاء المحليين أو الطائرات دون طيار التي لا تغيب عن سماء غزة.

إن دخول أفراد القوة من المعابر بوثائق مزورة يعكس فشل الأجهزة العاملة بالمعبر، حيث يعتبر دخولهم ثغرة أمنية خطيرة تحتاج إلى وضع حلول لعدم تكرارها.

إن دخول السيارات والمعدات والأسلحة الشخصية يعزر فرضية احتمال دخولها من الحدود البرية أو البحرية، وهذا يحتاج إلى إعادة نظر لتعزيز السيطرة على الحدود وإعاقة أو منع أي محاولات تسلل مستقبلية برا أو بحرا.

إن دخول القوة ومكوثها لفترة ما، وتجولها بشكل طبيعي بغزة يعد جرأة مستفزة للأمن بغزة.

إن القوة لها جدول عمل يومي، وكلما طال وقت مكوثها بغزة كلما زاد عدد المهام الأمنية التي نفذتها. وكل مكان نزلته ومكثت فيه كان لتنفيذ مهمة أمنية.

إن كشف القوة يعتبر إنجازا هاما وكبيرا، ولكن تعامل الأجهزة الأمنية معها ميدانيا قبيل كشفها لم يكن مهنيا ويحتاج إلى تحسين.

إن الأهداف التي يختارها العدو لاختراقها والسيطرة عليها متنوعة ولكنها بمناطق نائية وبعيدة عن حركة السكان وقريبة من الحدود لضمان سلامة القوة في حالات الطوارئ.

إن اعتداء القوة على أماكن سيادية للمقاومة، وتدخل الطيران لإنقاذ القوة وقتل سبعة من مقاتليها يعطي المقاومة الحق في الرد “العنيف” والقاتل.

إن القيادة الصهيونية تعطي نفسها الحق بقتل العشرات بل المئات من الفلسطينن لإنقاذ جندي واحد فكيف بفرقة خاصة كاملة؟ لذلك كان رد الكورنيت قويا إعلاميا ضعيفا في محتوى نتائجه، فالاعتداء على مقدرات المقاومة وقتل جنودها يعطي المقاومة الحق في قتل أكبر عدد من جنودها مهما كلف الأمر لتبقى ذاكرة العدو يقظة بأن أي عتداء على غزة سيتبعه رد مساوٍ لاعتدائه في القوة والخسارة.

إن ما حصلت عليه المقاومة من معدات تقنية كنز ثمين يمكن أن يكون موجودا في قصور العواصم العربية الصديقة للاحتلال وفي أنقرة وطهران وجنوب لبنان وأماكن أخرى في العالم.

إن النجاح أو الفشل هي إضاءات تستوجب الوقوف عندها في طريق المواجهة الطويلة والمستمرة مع الاحتلال.

فالنجاح نبني عليه لنراكم نقاط قوتنا والفشل يدفعنا ألا ننام حتى نسد كل الثغرات ونحصن الجدار لنكون أقوى في المواجهة القادمة، والتي لن تكون بعيدة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...