الأحد 06/أكتوبر/2024

الطمرية.. حلوى نابلسية تُذهب برد الشتاء

الطمرية.. حلوى نابلسية تُذهب برد الشتاء

أقبل الشتاء، وحلت معه الأجواء الباردة، إذ يزداد الإقبال على حلوى “الطمرية” النابلسية الشهيرة، لتدخل الدفء إلى الأبدان، وتمدها بالطاقة.

وتنتشر في مدينة نابلس العديد من المحلات المتخصصة بإعداد الطمرية، ويمكن بوضوح ملاحظة الأعداد المتزايدة من الزبائن وهي تقف بانتظار دورها للحصول على طلباتها من هذه الحلوى الشهية.

والطمرية من الحلويات الشعبية زهيدة الثمن لبساطة مكوناتها وسهولة إعدادها، حيث تتكون من مكونين أساسيين هما: العجين، وحلوى “البالوظة”، ويباع قرص الطمرية بسعر يتراوح ما بين (1.5 – 2) شيكل.

ويتم إعداد البالوظة من السميد والسكر والماء بعد طهيها، ومن ثم سكبها في صواني وتُترك حتى تبرد وتتماسك، ثم يتم تقطيعها إلى مربعات صغيرة، ليتم تغليفها بطبقة رقيقة من العجين، وتلقى في الزيت الساخن حتى تكتسب لون ذهبيا مائلاً للحُمرة.

ويزداد الطلب على الطمرية في فصل الشتاء، حيث لا تؤكل إلا ساخنة، لكن تناولها صباح الجمعة تقليد تراثي نابلسي، لا زال الكثيرون يحرصون على التمسك به صيفًا شتاءً.


null
تراث نابلسي أصيل

وبسبب ارتباطها بالتراث النابلسي، فإن أغلب محلات الطمرية تتركز في البلدة القديمة ومحيطها، رغم توجه بعض المحلات حديثا لفتح فروع لها في الأحياء البعيدة، حيث تفتح أبوابها في ساعات المساء.

وحول مقلى كبير في أحد المحلات الشهيرة بإعداد الطمرية في شارع النصر بالبلدة القديمة، تحلّق عدد من المواطنين في الصباح الباكر، بانتظار نضوج أول وجبة من الطمرية، ليتناولوها قبل انطلاقهم إلى أعمالهم ووظائفهم.

ويقول مجدي عرفات، صاحب المحل، لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “إن ساعات الصباح الباكر تعد وقت الذروة بالنسبة له، لا سيما عند توجه العمال إلى أعمالهم”.

ويضيف أن العمال في المهن الشاقة هم الأكثر إقبالا على الطمرية، حيث تمدهم بالطاقة اللازمة في فصل الشتاء.

ويعمل عرفات بإعداد الطمرية منذ أن كان في السابعة من عمره، وورث سر الصنعة عن والده الذي ينتمي لعائلة اشتهرت بهذه الصنعة منذ القِدم.

ولا يُعرف على وجه اليقين سبب تسمية الطمرية بهذا الاسم، فهناك من يعتقد أنه يعود إلى طريقة إعدادها، حيث تُطمر البالوظة بالعجين، أو لأن قرص الطمرية يُطمر بالزيت الساخن.

لكن “عرفات” يبين أن الاسم نسبة لبلدة “طمرة” في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، حيث جاء بها أحد أجداده من هناك، وكان أول من أدخلها إلى نابلس قبل نحو 200 عام.

دفء وطاقة

ويقول المواطن راجي الهندي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، بينما كان يتناول قرص طمرية ساخنا، أن هذه الحلوى تمده بقدر كاف من الطاقة ليبدأ يوم عمل شاق في مجال البناء.

ويشير إلى أن تناول الطمرية تقليد نابلسي عريق، يحرص عليه بين الحين والآخر، خاصة في الأيام الباردة وأيام الجمعة.

ورغم كونها تقليدا نابلسيا، إلا أن الطمرية تجد إقبالا أكبر من زوار المدينة وضيوفها.

ويؤكد عرفات أن قسطا وافرا من إنتاجه بات يذهب لزوار المدينة من المدن والقرى الأخرى، ومن فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948، فضلا عن السياح والوفود الأجنبية، حيث يحرصون على تناولها في كل زيارة، وأحيانا يأخذون منها إلى مدنهم وقراهم.


null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات