الطمرية.. حلوى نابلسية تُذهب برد الشتاء
أقبل الشتاء، وحلت معه الأجواء الباردة، إذ يزداد الإقبال على حلوى “الطمرية” النابلسية الشهيرة، لتدخل الدفء إلى الأبدان، وتمدها بالطاقة.
وتنتشر في مدينة نابلس العديد من المحلات المتخصصة بإعداد الطمرية، ويمكن بوضوح ملاحظة الأعداد المتزايدة من الزبائن وهي تقف بانتظار دورها للحصول على طلباتها من هذه الحلوى الشهية.
والطمرية من الحلويات الشعبية زهيدة الثمن لبساطة مكوناتها وسهولة إعدادها، حيث تتكون من مكونين أساسيين هما: العجين، وحلوى “البالوظة”، ويباع قرص الطمرية بسعر يتراوح ما بين (1.5 – 2) شيكل.
ويتم إعداد البالوظة من السميد والسكر والماء بعد طهيها، ومن ثم سكبها في صواني وتُترك حتى تبرد وتتماسك، ثم يتم تقطيعها إلى مربعات صغيرة، ليتم تغليفها بطبقة رقيقة من العجين، وتلقى في الزيت الساخن حتى تكتسب لون ذهبيا مائلاً للحُمرة.
ويزداد الطلب على الطمرية في فصل الشتاء، حيث لا تؤكل إلا ساخنة، لكن تناولها صباح الجمعة تقليد تراثي نابلسي، لا زال الكثيرون يحرصون على التمسك به صيفًا شتاءً.
null
وبسبب ارتباطها بالتراث النابلسي، فإن أغلب محلات الطمرية تتركز في البلدة القديمة ومحيطها، رغم توجه بعض المحلات حديثا لفتح فروع لها في الأحياء البعيدة، حيث تفتح أبوابها في ساعات المساء.
وحول مقلى كبير في أحد المحلات الشهيرة بإعداد الطمرية في شارع النصر بالبلدة القديمة، تحلّق عدد من المواطنين في الصباح الباكر، بانتظار نضوج أول وجبة من الطمرية، ليتناولوها قبل انطلاقهم إلى أعمالهم ووظائفهم.
ويقول مجدي عرفات، صاحب المحل، لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “إن ساعات الصباح الباكر تعد وقت الذروة بالنسبة له، لا سيما عند توجه العمال إلى أعمالهم”.
ويضيف أن العمال في المهن الشاقة هم الأكثر إقبالا على الطمرية، حيث تمدهم بالطاقة اللازمة في فصل الشتاء.
ويعمل عرفات بإعداد الطمرية منذ أن كان في السابعة من عمره، وورث سر الصنعة عن والده الذي ينتمي لعائلة اشتهرت بهذه الصنعة منذ القِدم.
ولا يُعرف على وجه اليقين سبب تسمية الطمرية بهذا الاسم، فهناك من يعتقد أنه يعود إلى طريقة إعدادها، حيث تُطمر البالوظة بالعجين، أو لأن قرص الطمرية يُطمر بالزيت الساخن.
لكن “عرفات” يبين أن الاسم نسبة لبلدة “طمرة” في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، حيث جاء بها أحد أجداده من هناك، وكان أول من أدخلها إلى نابلس قبل نحو 200 عام.
دفء وطاقة
ويقول المواطن راجي الهندي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، بينما كان يتناول قرص طمرية ساخنا، أن هذه الحلوى تمده بقدر كاف من الطاقة ليبدأ يوم عمل شاق في مجال البناء.
ويشير إلى أن تناول الطمرية تقليد نابلسي عريق، يحرص عليه بين الحين والآخر، خاصة في الأيام الباردة وأيام الجمعة.
ورغم كونها تقليدا نابلسيا، إلا أن الطمرية تجد إقبالا أكبر من زوار المدينة وضيوفها.
ويؤكد عرفات أن قسطا وافرا من إنتاجه بات يذهب لزوار المدينة من المدن والقرى الأخرى، ومن فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948، فضلا عن السياح والوفود الأجنبية، حيث يحرصون على تناولها في كل زيارة، وأحيانا يأخذون منها إلى مدنهم وقراهم.
null
null
null
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
غوتيريش يدعو لإسكات الأسلحة.. الحرب تعصف بحياة الفلسطينيين
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ عام على قطاع غزة، "لا...
23 ألف انتهاك رقمي للمحتوى الفلسطيني خلال عام على حرب الإبادة
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام وثق تقرير للمحتوى الرقمي الفلسطيني، 23 ألف انتهاكا بحق المحتوى الفلسطيني على شبكات التواصل الاجتماعي خلال عام...
الأورومتوسطي: تكثيف الاحتلال قصفه وإصدار أوامر إخلاء لشمال غزة تكرار لمراحل الإبادة
جنيف - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يكرر مراحل الإبادة الجماعية التي بدأ بتنفيذها في...
حرب إسرائيل على لبنان .. 30 غارة على الضاحية الجنوبية وقصف طرابلس
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية، فجر اليوم الأحد، أكثر من 30 غارة عنيفة على مناطق متفرقة في الضاحية الجنوبية...
29 شهيدًا و93 جريحًا بمجزرتين إسرائيليين استهدفتا نازحين وسط القطاع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" مجزرتين وحشيتين بقصف مسجدٍ ومدرسةٍ يؤويان نازحين في وسط قطاع غزة، ما أدى إلى...
غارات إسرائيلية مكثفة ومتواصلة على شمال غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات الاحتلال الصهيوني - مساء السبت- عشرات الغارات المكثفة والقصف المدفعي على بيت لاهيا وجباليا شمال غزة، وسط...
عدوان إسرائيلي متواصل على لبنان وحزب الله ينفي إشاعات عن قادته
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الدموي على لبنان، واستهدفت مجدداً ضاحية بيروت الجنوبية، والبقاع، وجنوبي...