السبت 03/مايو/2025

لا زالت المعركة مستمرة

مصطفى الصواف

عندما أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام بعد عملية خانيونس أن المعركة مستمرة؛ ظن البعض أن ذيول المجموعة الإرهابية الصهيونية لا زالت آثارها موجودة في مدينة خانيونس، وأن هناك من لا زال متواجدا في قطاع غزة، وزاد الشك بعد نشر صور أعضاء الفرقة الصهيونية، وهناك من تساءل لماذا هذا النشر إذا كانت العملية انتهت بعد هروب أعضاء المجموعة وسط حماية جوية غريبة وشديدة.

نشر الصور بهذه السرعة والدقة هو عمل أمني مخابراتي دقيق، وهو دليل واضح على أن المعركة مع الاحتلال مستمرة ولن تنتهي، وأن صراع الأدمغة بين كتائب القسام والاحتلال لم تتوقف بهروب مجموعة المخابرات الصهيونية، ونشر الصور يهدف إلى أمرين:

الأول: موجه للمواطن الفلسطيني لكي يكون يقظا حذرا، والتعرف على وجوه هذه المجموعة، والتعرف إن شاهدها أي مواطن ومكان تواجدها كون أن المهمة التي من أجلها دخلت هذه الفرقة ذات أبعاد متعددة على رأسها زرع أجهزة تنصت على المقاومة، وهناك حديث غير مؤكد من مصادره أن القسام بحوزته هذه الأجهزة، ومعلومات أخرى سيتم الكشف عنها لاحقا.

الثاني: إرباك الاحتلال أن الصراع المتطور بين المقاومة والاحتلال يتخذ أشكالا متعددة ومتطورة وخاصة لدى المقاومة، وهذا الكشف بهذه السرعة والدقة، وهي المرة الأولى التي تكشف فيها عملية للاحتلال مخابراتية هنا في قطاع غزة، وهذا في عالم المخابرات خطير، خاصة لو كان التعامل مع قطاع غزة المحاصر والذي لا يملك من التقنيات ما يمكنه من سرعة الكشف، وهذا ما ثبت عكسه، الأمر الذي أربك الاحتلال وأفشل هذه الفرقة وفضحها؛ خاصة أن هذه المجموعة قامت بأعمال تجسس في كثير من البلدان العربية، وكشف صور هذه المجموعة المهنية والمتخصصة يجعل مهامها بعد هذا الكشف صعبة، وربما تصبح مستحيلة.

نشر الصور يؤكد قدرة المقاومة على ملاحقة خيوط الجريمة ويكشف للمجتمع الصهيوني أنه ليس الوحيد والقادر على تنفيذ كل مهامه الاستخباراتية عالية الدقة والحساسية، والخروج من المكان دون كشف أو ملاحقة، وحتى الأمر قد يصل إلى نكران الفعل لفترة طويلة قد تستمر لسنوات رغم أن المؤشرات كلها تدلل على أن الاحتلال من يقف خلفها ولكن دون دليل عملي يثبت الادعاء.

هذا الإرباك لم يصب الأجهزة الأمنية، بل أصاب المجتمع الصهيوني، إن العمل في ساحة قطاع غزة مختلف وله تداعيات خطيرة على قدرة الأمن الصهيوني في الاختراق، وأن هذا الكشف السريع للجريمة ولمن شارك فيها يؤكد أن ساحة غزة مختلفة عن كل الساحات، ويزيد أيضا من اليقظة والحذر، لذلك أوصل هذا الكشف أن الاحتلال لم يعد قادرا على تنفيذ مهامه بسهولة ضد المقاومة، وأن الاستفراد الأمني الصهيوني لم يعد حكرا على الاحتلال، وأن المقاومة باتت لديها القدرة على مواجهة ما يخطط له الاحتلال في أدق التفاصيل الأمنية والاستخباراتية.

ما سيكشف عنه القسام في قادم الأيام سيضع الاحتلال في حيص بيص، وسيصيب المجتمع الصهيوني بالإحباط وفقد الثقة بأجهزته الأمنية رويدا رويدا، ما يشكل خطرا على مجتمع كان يعتقد أنه الوحيد والقادر على تنفيذ مهامه الأمنية في أي مكان وبدون خسائر ويعود مرة تلو المرة لتنفيذ مهامه في ساحات عربية وغربية دون أن يكشف.

نعم المعركة لا زالت مستمرة، والتفوق الصهيوني بات يتراجع، وأن المقاومة الفلسطينية وحركة حماس لديها ما يمكن أن تتحدث عنه عمليا بعيدا عن الشعارات الدعائية، وهي في هذا تعمل بصمت، وتترك الأعمال تتحدث عن القدرات والإمكانيات، لأن هناك رجال أصحاب إرادة قوية وتصميم لا يلين وإيمان أن النصر حليفهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماحتجز مستوطنون، اليوم السبت، ثلاثة صحفيين وناشطا في قرية المغير شمال شرق رام الله، فيما اعتقلت قوات الاحتلال...