عاجل

الأحد 04/مايو/2025

الأسيرة شروق دويات.. أخاديد الرصاص تروي قصة الثائرة المقدسية

الأسيرة شروق دويات.. أخاديد الرصاص تروي قصة الثائرة المقدسية

ببسمتها الرقيقة وهدوئها الممزوج بالطيبة، كانت تتنقل شروق دويات من مدينة القدس بين الأسيرات، فلطالما هزتها أنات الأسيرات ومعاناتهن، وكانت تبتسم كأنها نسمة الصباح تمسح ألم كل عليل.

شروق صلاح دويات كأي ثائرة كانت تشاهد وطنها يغتصب وتدنس مقدساته، لكن تنكيل الاحتلال بها لم يقتصر على منعها كالمقدسيات من الدخول للمسجد الأقصى، بل تعداه إلى محاولة النيل منها ونزع حجابها ومحاولة قتلها، في محاولة لتكرار واقعة من سبقتها إلى الشهادة كالعفيفة الثائرة هديل الهشلمون من الخليل، والتي استشهدت دفاعا عن نقابها.

الإصابة والاعتقال 

بعد يوم واحد من استشهاد فادي علون في مدينة القدس، وبعد شهرين من ارتكاب جريمة عائلة دوابشة، استهدف الاحتلال الطالبة شروق دويات من بلدة صور باهر في مدينة القدس.

لم تكن شروق قد أكملت الـ 18 عاما عندما كانت في طريقها إلى منزلها مطلع تشرين أول (أكتوبر) عام 2015، حينما اعترضها مستوطنون حاقدون فأطلقوا الرصاص عليها وتركوها تنزف على الأرض نصف ساعة، قبل أن تحضر قوة صهيونية وتعتقلها وهي في حالة الخطر الشديد.

وروى شهود عيان أن الطالبة دويات كانت في طريقها إلى منزلها في قرية صور باهر عندما فاجأها المستوطن وحاول نزع حجابها، ثم أطلق 4 رصاصات على أنحاء جسدها، وضربها وركلها وهي تنزف، ومن ثم ضربها بحقيبتها التي كانت تحملها.

نقلت شروق إلى مشافي الاحتلال وخضعت لعمليات نقل جلد وشرايين لإزالة التهتك الذي حصل في كتفها ورقبتها جراء الرصاص، ولا تزال رصاصات الغدر تحفر أخاديد الوجع في جسدها، وكلما نظرت إليها شروق تذكرت قصة باب الواد شارع الموت الذي يدشن المستوطنون من خلاله أكبر حملة اعتداء ضد الفلسطينين.

وروي شهود عيان أن شارع باب الواد كان شاهدًا على مئات الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون ضد أبناء القدس من ضرب وتنكيل واعتداء وإغلاق والسماح فقط للمستوطنين بالمرور منه بأمن وأمان لتنفيذ مخططاتهم.

أما عائلتها فقد تعرضت للتنكيل فور اعتقال شروق؛ حيث أقدم الاحتلال على تطويق منزلهم في بلدة صور باهر بالقدس، واعتقل والدها وشقيقتها حنين وشقيقيها، وأخضعهم للتحقيق، ومن ثم أفرج عنهم.

طموحات معتقلة

بعد استعادة شروق وعيها، نقلت إلى مركز التحقيق، ومكثت تتنقل بين سجن هشارون ومحكمة الاحتلال في القدس عاما كاملا، وحكم عليها الاحتلال بالسجن 16 عامًا وغرامة مالية 80 ألف شيقل.

دخلت شروق عامها الرابع في سجون الاحتلال ليتبقى لها الأمل في أن تشملها صفقة تبادل تحررها مما تبقى من مدّة حكمها المتبقيه 12 عاما.

وبحكم الاحتلال الظالم على شروق، فقد حطم آمالها العلمية، فبعد أن حصلت على معدل 90% في امتحان التوجيهي، وتقدمت بطلب التحاق إلى كلية التربية في جامعة القدس تخصص التاريخ والجغرافيا، قادها قدرها المحتوم إلى سجون الاحتلال ليمارس اضطهاده عليها ويطوي صفحات ما تبقى من طموح.

ورغم أن التهم التي وجهها الاحتلال إلى شروق لا تحتمل هذه السنوات الطويلة، لكن الاحتلال تعمد إصدار هذه الأحكام نكاية بالمقدسيين وإمعانا في تعذيبهم وسيلةً لترحيلهم من مدينة القدس.

وتأمل عائلتها أن تمضي شروق على درب الماجدات، وأن يمنّ الله عليها بالفرج العاجل مع أخواتها الأسيرات.

وانتقلت شروق مع 35 أسيرة من سجن هشارون في “تل أبيب” إلى سجن الدامون في حيفا الذي يحوي 25 أسيرة ليصبح عدد الأسيرات في سجون الاحتلال 60 أسيرة، جميعهن في سجن الدامون.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات