السبت 29/يونيو/2024

بطن الهوى بسلوان.. صمود في مواجهة التطهير العرقي الإسرائيلي

بطن الهوى بسلوان.. صمود في مواجهة التطهير العرقي الإسرائيلي

أكبر عملية تهجير للفلسطينيين خلال السنوات الماضية.. هذا ما خلص إليه تقرير مركز المعلومات “الإسرائيلي” لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة “بتسيلم”، حول عمليات التطهير العرقي التي تقترفها قوات الاحتلال داخل حيّ بطن الهوى في سلوان بالقدس المحتلة.

وقال المركز في تقرير له، مساء الخميس تعقيبا على قرار للمحكمة العليا “الإسرائيلية” يمهد لتهجير سكان حي بطن الهوى بسلوان: “نحن نتحدّث هنا عن أكبر عمليّات التهجير يجرى تنفيذها في (شرقي) القدس في السنوات الأخيرة، قدمت حتى اليوم تقديم عشرات الدعاوى لإخلاء أسر فلسطينية من المنازل التي تسكن فيها منذ عشرات السنين”.

ويشدد على أن الاستيطان داخل حيّ بطن الهوى في سلوان، جزءٌ لا يتجزّأ من مخطط تهويد حوض البلدة القديمة الذي تنفذه قوات الاحتلال والجمعيّات الاستيطانيّة- داخل الحي الإسلامي في البلدة القديمة من القدس المحتلة.


تسارع وتيرة التهويد الصهيوني في حي بطن الهوى قرب المسجد الأقصى

مخطط التهجير
ورفضت المحكمة “الإسرائيلية” العليا، الالتماس المقدم من أهالي حي “بطن الهوى” في بلدة سلوان جنوب القدس، وسمحت لجمعية “عطيرت كوهنيم” الاستيطانية، بالاستمرار في طرد 700 فلسطيني.

وزعمت المحكمة في قرارها -الأربعاء الماضي- أن منازل المقدسيين بنيت على أرض امتلكها يهود قبل نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، على الرغم من إقرار هيئة القضاة أن إجراءات المنظمة في الاستيلاء على الأرض قد شابتها عيوب وأثارت أسئلة حول قانونية نقل الأرض إلى الجمعية اليمينية.

وكانت جمعية “عطيرت كوهنيم” الاستيطانية، التي تنشط لتهويد القدس المحتلة، قدمت طلبًا بطرد العائلات الفلسطينية بمساعدة المدير العام لوزارة قضاء الاحتلال؛ سعيًا منها للاستيلاء على المنطقة وعلى البنايات المقامة فيها بدعوى ملكيتها لليهود قبل أكثر من 120 عامًا، وسلمت أكثر من 70 عائلة فلسطينية تضم المئات من أهالي الحي، بلاغات قضائية.

التمميز العنصري

وقال المركز: إن قوات الاحتلال “الإسرائيليّ” “تمارس سياسة التمييز ضدّ الفلسطينيّين، وتعمل بشتّى الطرق لزيادة عدد اليهود في المدينة وتقليص عدد سكّانها الفلسطينيين، بهدف خلق واقع ديمغرافيّ وجغرافيّ يقضي على أيّ إمكانيّة مستقبليّة لتقويض السيادة (المفروضة بقوة الاحتلال) الإسرائيلية شرقي القدس”.

وأشار إلى أنه ضمن هذه السياسة صادرت قوات الاحتلال آلاف الدونمات من أيدي السكّان الفلسطينيّين، وأقامت 12 حيًّا للمستوطنين اليهود حصريًّا في منطقة محتلّة ضمت إلى “إسرائيل”.

وشدد على أنه من منظور القانون الدوليّ، لا تختلف مكانة هذه الأحياء عن مكانة المستوطنات في بقيّة أنحاء الضفة الغربيّة؛ “إذ تعد نقلًا لسكان (مستوطني) الاحتلال إلى الأراضي المحتلة، وهي مخالفة للقانوني الدولي”.

تجنيد لخدمة الاستيطان
وحسب إحصائيات “بتسيلم”؛ يوجد اليوم نحو ٢٨٠٠ مستوطن يسكنون في قرابة ١٤٠ بناية في قلب الأحياء الفلسطينيّة في البلدة القديمة وفي محيطها، وهي منطقة يسكنها نحو ٣٠٠ ألف فلسطينيّ.


أهالي حي بطن الهوى يتظاهرون ضد تهجيرهم

وأشارت المنظمة إلى أن مختلف الوزارات الحكوميّة الإسرائيلية وبلدية الاحتلال تجنّدت في السنوات الأخيرة لمساندة جمعيّة “عطيرت كوهَنيم” الاستيطانيّة في مساعيها لتجريد الأسَر الفلسطينية التي تسكن حيّ بطن الهوى من منازلها، وإسكان مستوطنين يهود مكانهم.

وقالت: “نحن نتحدّث هنا عن أكبر عمليّات التهجير ينفذها الاحتلال في (شرقي) القدس في السنوات الأخيرة، وقدمت حتى اليوم عشرات الدعاوى لإخلاء أسر فلسطينية من المنازل التي تسكن فيها منذ عشرات السنين”.

ووفقًا لمسح أجراه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانيّة؛ فإن ما يقارب ٤٥٪ من مجمل الأسر المهدّدة بالتهجير من المدينة على أساس اثني عرقي وديني.

وجاء في تقرير “بتسيلم” أن حيّ بطن الهوا في سلوان جنوب المسجد الأقصى مقسّم إلى نحو خمسين قسيمة نُقلت تسع منها إلى يد جمعيّة “عطيرت كوهَنيم” الاستيطانية، وقد انتقل مستوطنون للسّكن في خمْسٍ منها حتى الآن.

مصاعب متعددة
اقتحام المستوطنين الحيّ قلب أحواله رأسًا على عقب، وكأنّما لا تكفي المصاعب التي يجلبها المستوطنون معهم؛ دعاوى قضائيّة، ومسّ بالخصوصيّة، وضغط اقتصادي، وتنكيل يوميّ بالسكّان، وبالتالي مواجهات بين شباب الحيّ والمستوطنين يتخلّلها رشق حجارة، وفق التقرير.

وأضاف: “فوق ذلك يستدعي وجود المستوطنين حضورًا دائمًا لقوّات الشرطة وحرس الحدود “الإسرائيلية”، إضافة إلى حرس الشركات الخاصّة بتمويل من وزارة الإسكان الإسرائيلية، وهؤلاء جميعًا يقترفون العُنف ضدّ السكّان الفلسطينيّين، ويهدّدونهم، ويعتقلون القاصرين، ويشوّشون مجرى الحياة في الحيّ”.

وكلّما تعمّق وجود المستوطنين في حيّ بطن الهوى، ازدادت معه أعداد الفلسطينيّين المعرّضين للاعتداءات اليوميّة على يد منظومة أمن المستوطنين، حتّى دون طردهم من منازلهم، ومع كل المعاناة يصرون على الصمود وإفشال مخططات التهجير الصهيونية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات