الأربعاء 07/مايو/2025

هآرتس: القسام وضع الوحدة الخاصة في مأزق

هآرتس: القسام وضع الوحدة الخاصة في مأزق

كتب عاموس هرئيل من صحيفة هآرتس، مقالاً معقبًا فيه على الصور التي نشرتها كتائب القسام للوحدة الخاصة التي تسللت إلى قطاع غزة الأسبوع الماضي في مدينة خان يونس، ما نتج عنها مقتل قائد الوحدة وإصابة آخر بجراح، ما شكل حالة من الصدمة والذهول في أوساط المؤسسة الإسرائيلية، حتى وصل الأمر إلى حظر رئيس الرقابة العسكرية الإسرائيلية أريئيل بن أفراهام تداول تلك الصور في وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وافتتح هرئيل مقاله بالتشبيه بين نشر صور أفراد الوحدة الخاصة التي تسللت إلى خان يونس وحادثة كشف للعناصر المتورطة في قضية اغتيال الشهيد محمود المبحوح في دبي عام 2010، حين نشر قائد شرطة دبي آنذاك ضاحي خلفان أسماء عناصر الموساد التي شاركت في عملية الاغتيال، ما تسبب في حرج مطول لـ”إسرائيل” والدخول في دائرة التوضيحات والتعويضات التي تطالب بها الدول الصديقة بسبب الاستخدام الخطير من تلك العناصر لجوازات سفر مواطنيها.

وأضاف أن الرسالة التي أرادت حماس إيصالها هو أن ما تم إنجازه في دبي، يمكن إنجازه هنا أيضًا في قطاع غزة، وأن الهدف من وراء ذلك هو الحصول على استخراج معلومات من المجتمع الإسرائيلي.

ورأى هرئيل أن حماس تحاول من خلال نشرها لتلك الصور تحقيق أمرين، أولهما: تأكيد روايتها التي هزمت فيها جيش الاحتلال، ولا سيما في هذه الحادثة على وجه الخصوص وإظهار مدى اليقظة التي يتمتع بها عناصر حماس، مبينًا أن الكشف عن عملية سرية كهذه هي مسألة غير عادية للغاية، وما أعقبها من إطلاق مئات الصواريخ تجاه الأراضي المحتلة عام 1948، وثانيهما: “تحاول حماس عبر نشرها للصور التأثير بصورة غير مسبوقة على الرأي العام الإسرائيلي؛ حيث منعت الرقابة العسكرية جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية من تداول ونشر تلك الصور، لكن ظهرت صور الجنود وهي غير واضحة تمامًا على وسائل الإعلام”.
 
تجربة حماس الشفافة
ورأى هرئيل أن حماس تخوض نوعاً من التعبئة الجماهيرية، بالتزامن مع سعيها للحصول على معلومات من الجمهور الإسرائيلي بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي، وأنه في حال تم تداول صور الجنود في وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيلي فإنه من السهولة التعرف على أصحاب تلك الصور عبر الأقارب والأصحاب، حينها يتم تداول الأسماء عبر مواقع التواصل، ما يسهل على حماس جمع تلك المعلومات، ما يعني أن حماس اليوم تقول: إن ما تم إنجازه في دبي قبل سنوات، يمكن فعله في غزة اليوم في ظل عصر تدفق المعلومات.
 
تكتيكات الانتفاضة 
تحت هذا العنوان ختم هرئيل مقاله؛ حيث تطرق إلى ما نشره جهاز “الشاباك” حول محاولات حماس تجنيد عناصر من الضفة الغربية لغرض تنفيذ عمليات فدائية، وحسب تقديرات الشاباك فإن الجناح العسكري لحماس في القطاع أخذ على عاتقه الأمر في التخطيط وتنفيذ عمليات تفجيرية داخل المحلات التجارية والباصات والمطاعم كما حدث في الانتفاضة الثانية داخل الأراضي المحلتة عام 1948، أضف إلى ذلك استخدام العبوات الناسفة ذات التفجير عن بعد، دون الحاجة إلى وجود “استشهاديين”، وتفتقر الضفة الغربية اليوم إلى خبراء التصنيع؛ حيث اغتيل بعضهم واعتقل آخرين جيشُ الاحتلال في سنوات الانتفاضة.

ويرى مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني أن نشر صور الوحدة التي نفذت التسلل في قطاع غزة وطريقة عرضها في وسائل الإعلام والسرعة في الوصول إلى المعلومة، هو أسلوب جديد تتبعه الفصائل الفلسطينية في صراعها مع “إسرائيل”، وأن المواجهة لم تعد عسكرية فقط، بل باتت “حرب عقول” وحربًا نفسيةً واستخباراتية على مستوًى عال، وكان من الواضح مدى الصدمة والذهول التي أصابت المؤسسة الإسرائيلية برمتها، حتى بلغ الأمر في منع الرقابة العسكرية وسائل الإعلام الإسرائيلي نشر الصور، وبالتالي فإن نشر تلك الصور قد ألحق هزيمة معنوية إضافة إلى العسكرية أثناء التسلل، بالإضافة إلى الضرر الاستراتيجي الذي أصاب عمل الوحدة، بحيث أصبحت غير قادرة على العمل كما كانت ليس في قطاع غزة أو الضفة الغربية، بل في أي مكان في العالم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...