إير بي إن بي تنسحب من مستوطنات الضفة.. أي تأثير على إسرائيل؟

شركة أمريكية تُعنى بتأجير الشقق والفنادق أعلنت أنها ستسحب قائمة الإيجارات الخاصة بها في المستوطنات “الإسرائيلية” المتمركزة في الضفة الغربية، معللة أنّ تلك المواقع هي “موضع خلاف  بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.

وكانت شركة “إير بي إن بي” قد ذكرت في بيان لها أمس، أنها قررت إلغاء قوائم الأماكن المتاحة للحجز في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، موضحةً أنّ ذلك سيؤثر على ما يقارب 200 منزل معروض على قائمتها، مضيفة: “نحن بالطبع لسنا خبراء عندما يتعلق الأمر بالنزاعات التاريخية في المنطقة. لقد عانى فريقنا مع هذه المسألة، وعانينا للوصول للنهج الصحيح”.

غير كافية

ريتا أبو غوش، المنسقة الإعلامية للجنة الوطنية المقاطعة BDS، عدّت في حديثٍ خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّها خطوة أولية في الاتجاه الصحيح، ولكّنها أكّدت أنّها غير كافية.

وأوضحت أنّ هناك تناقضًا واضحًا في قرار الشركة الأمريكية؛ حيث استثنت العقارات والشقق في القدس المحتلة بما فيها البلدة القديمة، مؤكّدة استمرار الحملة ضد هذه الشركة، وكل الشركات المماثلة.

وقد أكّدت الشركة الأمريكية أنّها تأمل أن يوضع قريبا إطار يصطف فيه المجتمع الدولي بأسره كي يكون هناك حل لهذا الصراع التاريخي، ومسار واضح للمضي قدما يلتزم به الجميع”، وقالت الشركة الأميركية: “نعرف أن هناك من سيعترضون على هذا القرار، ونحترم ذلك. إنها قضية مثيرة للجدل”.

وتوصلت “إير بي إن بي” إلى قرارها بعد أن استنتجت أن عليها “إزالة القوائم الموجودة في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة”؛ لكون المنطقة تعد “قلب الخلاف بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.

إنجاز ولكن!

النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة، وصف قرار الشركة الأمريكية أنّه جزء من إنجازات كبيرة تقوم بها المقاطعة الدولية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني الذين بدؤوا بالتأثير على الرأي العام الغربي وحتى الأمريكي.

وأشار خريشة في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ هذا إنجاز كبير، ولكّنه يحتاج إلى مراكمة الجهود ومضاعفتها من المؤسسة الرسمية الفلسطينية لتدويلها في المحافل الدولية.

وقال: “الأكاديميون والإعلاميون في العالم أخذوا هذه الصورة، وكثير من البلدات الأمريكية بدأت تأخذ نفس الموقف”، متوقعاً أن تلحق بها العديد من الشركات والمؤسسات.

وطالب خريشة أن يكون الفلسطينيون على المستوى الرسمي جدّيين في هذا الموضوع، وأوضح أنّه مطلوب الذهاب للأمم المتحدة والتأكيد أن الصهيونية مساوية للعنصرية والنازية والتي شطبت بعد اتفاقية أوسلو، لافتاً إلى أنّ التنصل من أوسلو يمنح الفلسطينيين مساحة واسعة من التحرك في كل المجالات.

وتقيم قوات الاحتلال 423 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، تشكل مساحتها 46% من إجمالي مساحة الضفة الغربية، يقطن فيها قرابة 700 ألف مستوطن، يمارسون اعتداءات شبه يومية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتعد المستوطنات “الإسرائيلية” في الضفة الغربية انتهاكاً لبنود القانون الدولي، كما تعد أيضاً واحدة من العقبات الرئيسة أمام السلام، إلا أن “إسرائيل” تعارض ذلك، وتصر على أن وضع الضفة الغربية يعد “أكثر غموضاً” في القانون الدولي.

نفس طويل

المحلل السياسي إبراهيم حبيب، أكد أنّ هذا الإنجاز جزء من معركة طويلة مع الاحتلال “الإسرائيلي” ضمن إنجازات حملة المقاطعة الدولية للاحتلال وبضائعه.

وأوضح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الكثير من الشركات التي تعمل في هذا الإطار، “ستجد نفسها تتقدم باتجاه خطوة مماثلة”، لافتاً إلى أنّ “إسرائيل” ستجد نفسها مضطرة للاعتراف بالحق الفلسطيني في لحظة من اللحظات.

ويعتقد حبيب أنّ ما فعلته الشركة تقدم مهم في المقاطعة التجارية سيكون له تبعات وملاحق كثيرة، ما سيضع الاحتلال في زاوية من الحرج والاستسلام للحقوق الفلسطينية.

وأثار قرار الشركة الأميركية غضبًا إسرائيليًّا، إذ وصف وزير السياحة الإسرائيلي ياريف ليفين خطوة “إير بي إن بي” أنها “أكثر خطوات الاستسلام بؤسا لجهود المقاطعة”، وأضاف ليفين في تصريح للقناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية أنه لم يجر إبلاغ إسرائيل بالقرار مسبقا، وأنها سترد بمساندة دعاوى قضائية ضد الشركة في المحاكم الأميركية.

ودعا وزير الأمن الإسرائيلي جلعاد أردان “كل المتضررين إلى رفع شكاوى على الشركة” بموجب قانون إسرائيلي لمحاربة مقاطعة “إسرائيل”.

وترى الأمم المتحدة أن المستوطنات الإسرائيلية ليست شرعية؛ لأنها مقامة على أراض فلسطينية، ويشدد الجانب الفلسطيني على أن الاستيطان عقبة رئيسة أمام إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.

و”إير بي إن بي” (بالإنجليزية: Airbnb) شركة أمريكية، لها موقع رئيس على الانترنت، يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن سكن، ويحتوي الموقع على أكثر من 800 ألف إعلان موزعة على 33 ألف مدينة في 192 دولة، وقد تأسس الموقع في أغسطس 2008، ويقع مكتبه الرئيس في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا.