المزارع سلامة.. عندما تفشل الإغراءات والتهديدات في بيع الأرض

يشير إلى أرضه في منطقة الخلايل الواقعة بين بلدة بروقين وكفر الديك غرب سلفيت، ويقول: “انظر هناك زرعت غراس الزيتون وعندما نضجت وذهبت لقطف ثمارها تفاجأت بالمستوطنين وقد نشروها”.

هذا هو حال المزارع سلامة من بلدة بروقين، وهو أستاذ لغة عربية متقاعد، حيث يضيف: “جاء عندي حرس مستوطنة بروخين وأنا أقطف ثمار البطاطا قبل أشهر، وقال لي اكتب الرقم الذي تريده، ولماذا تتعب نفسك بصندوق بطاطا ثمنه 10 شيقل بالسوق”، إلا أنني قلت له: “أموت ولا أبيع أرضي”.

المزارع سلامة يشرح أكثر عن حال أرضه التي يبتعلها الاستيطان من مستوطنة “بروخين” التي تقع شمال بلدة بروقين، بالقول: “في منطقة الخلايل خمسة دونمات، تجرف وقطعها الاستيطان إلى قطع صغيرة، واليوم تجرف أرضي ومساحتها 20 دونما إلى الشرق من منطقة الخلايل، وصرخاتنا واحتجاجاتنا تذهب أدراج الرياح”.

ويتذكر سلامة كيف كان يزرع الأرض دون منغصات أو تجريف قبل مجيء المستوطنين إلى أرضه بالقول: “كنا نفلح الأرض ونزرعها بسعادة بالغة، وكانت تدر علينا دخلا وفيرا، والآن نفقدها قطعة قطعة، وبالتدريج لصالح المستوطنين، والجرافات نراها ولا نستطيع فعل شيء أو وقفها فالجنود وحرس المستوطنة يمنعون الاقتراب  منها”.

وعن مستوطنة “بروخين” يقول عبد الفتاح سمارة رئيس البلدية إن “المستوطنة يجري فيها أعمال توسعة لبناء شقق استيطانية جديدة وإقامة بنى تحتية للمستوطنة وطرق داخلية، ومتنزهات ومشاريع أخرى تخدم المستوطنة، وإن أكبر الخاسرين هم مزارعو بلدة بروقين وجزء من بلدة كفر الديك”.

وأضاف بأن “الاستيطان يترك أهالي بروقين دون أراض زراعية أو رعوية، ويتسبب بخسران مخطط هيكلي يراعي احتياجات السكان، عدا عن أن هناك منازل مخطرة بالهدم بحجة قربها من الخط الالتفافي ومستوطنة بروخين”.

بدوره يقول الباحث في شؤون الاستيطان خالد معالي إن مستوطنة “بروخين” هي واحدة من بين 25 مستوطنة تستنزف الأراضي في محافظة سلفيت، وتحولها إلى منطقة منكوبة، مبينا أن الاحتلال يسعى لبناء حزام وشريط استيطاني ممتد من حاجز زعترة شرق سلفيت وجنوب نابلس وحتى كفر قاسم في الأراضي المحتلة عام 48.

وأكد معالي أن الاستيطان يخالف مبادئ القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة، وكل المواثيق والشرائع الدولية، مشيرا إلى أن مخططات الاحتلال في التوسع الاستيطاني تشارف على القضاء على حلم إقامة الدولة الفلسطينية بشكل نهائي.

وأشار إلى أن الاحتلال صادر أكثر من 8000 دونم من الأراضي القرية.

وتبلغ مساحة الأراضي منطقة “ج” في البلدة حوالي 55.8%، أقيم عليها عدة مستوطنات، ففي عام 1981، صادر الاحتلال أجزاء من أراضي البلدة لصالح إقامة مستوطنة بركان الصناعية، وفي عام 1999، تم مصادرة حوالي 332 دونماً من أراضي البلدة لصالح إقامة مستوطنة بروخين، في عام 2014، بدأ مجلس شمرون الإقليمي بتجريف 105 دونمات شمال غرب البلدة.  

ولفت معالي أن بلدة بروقين تتبع محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية. وبلغ عدد سكانها حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني حوالي 4047 نسمة حسب التعداد العام للسكان الذي أجري عام 2017.