الإثنين 05/مايو/2025

المحررة العدم قبل وبعد.. صورة تلخص إجرام إسرائيل

المحررة العدم قبل وبعد.. صورة تلخص إجرام إسرائيل

نعم تحمد الله على حرية سلبها محتل غاصب، رغم ضعفها، وكونها أمًّا لـ9 أبناء، وهي تستذكر ألمًا لا يوصف وعذابا تعرضت له قيد الاعتقال والتحقيق في غياهب سجون “إسرائيل”.

هي الأسيرة المحررة عبلة العدم (47 عامًا) من بيت أولا بالخليل، والتي أفرج عنها الاحتلال الإسرائيلي مساء 25 أكتوبر المنصرم، بعد 3 سنوات من التغييب في سجونه.

3 سنوات قضتها الأم العدم بعيدة عن بيتها، وعن أبنائها، حرمها المحتل من حياتها الطبيعية، في تحدٍّ للأعراف والقوانين والأخلاق في العالم.

يومٌ ليس عاديًّا
20 كانون الأول 2015 كان يومًا ليس عاديًّا، كان صعبًا؛ حيث أطلق جنود الاحتلال النار صوب الأم العدم، وأصابها في الرأس والوجه والكتف، وفقدت النظر في عينها اليمنى إثر ذلك، كما وأصيبت بكسر في الجهة اليمنى من الجمجمة أدّى إلى استئصال جزء منها.

تقول العدم فور الافراج عنها: إن الجنود كبلوا يديها، وقدميها خلال عملية الإفراج عنها، وتشير إلى أن جنود الاحتلال كانوا يمنعون الأمهات من تقبيل أطفالهن خلال الزيارات المعدودات.

وخلال اعتقالها نقلت محامية هيئة الأسرى هبة مصالحة شهادة الأسيرة الجريحة عبلة أنها اعتقلت في ساعات الظهر من باب الزاوية بجانب شارع الشهداء في الخليل؛ حيث كانت تشتري بعض الأغراض واللوازم البيتية.

تتابع أنها حملت أغراضها، وتوجهت إلى موقف الباصات لتستقل الباص من هناك بهدف العوده لبيتها وأطفالها، وفي باب الزاوية عادة توجد اشتباكات بين الشباب الفلسطينيين وجيش الاحتلال، ويوجد هناك برج مراقبة يقف بداخله جنديان أو أكثر.

وهي في طريقها للباص أطلق جندي من على برج المراقبة النار عليها دون سبب، فأصيبت برصاصة في عينها اليمنى (فقدت عينها) ورصاصة أخرى برأسها اخترقت الجمجمة من جهة اليمين كذلك (كسر في الجمجمة أدى لفقدان الجزء اليمين من الجمجمة)، فوقعت على الأرض مباشرة وهي تنزف كثيرا.


إجرام

بداية أصيبت بحالة من الإغماء الخفيف فلم تعد ترى لكنها كانت تسمع أصوات من حولها، هجم الجنود عليها، وانهالوا عليها بالضرب وهم يصرخون، “موتي موتي”، ضربوها بأعقاب أسلحتهم على رأسها ووجهها مكان الإصابة غير آبهين بوضعها وبإصاباتها ونزيفها المستمر، ضربوها بوحشية تعسفيًّا ما أدى لكسور صعبة في الفك العلوي والسفلي وكسور في الأنف (فيما بعد فقدت حاسة الشم) وإصابة بالغة في الأذن والتي أخذت تنزف دون توقف (لم تعد تسمع بأذنها اليمنى).

استمروا وقتا طويلا بضربها، ضربوها بأقدامهم وأحذيتهم على ظهرها وكتفها تعسفيًّا؛ ما أدى لحدوث شرخ في عدد من الفقرات (شهرين لم تستطع الوقوف على قدميها والمشي)، كذلك أصيبت بخلع في الكتف الأيسر.

بعد كل هذا الضرب فقدت وعيها تماما، وتقول: علمت فيما بعد أن سيارة الهلال الأحمر وصلت ووضعوها بداخلها لمحاولة إسعافها، لكن بعد 20 دقيقة اختطفها الجنود من هناك، ثم أخذوها إلى مستشفى هداسا في القدس، وهناك أجروا لها عددًا من العمليات الضرورية لإبقائها حية.

وتقول: إنها أفاقت من إغمائها فقط بعد ساعات من وصولها لسجن الشارون قسم الأسيرات، ولاحقا أعلمها المحامي أنهم حققوا معها في مستشفى هداسا، لكنها لا تتذكر متى حقق معها، ولا من حقق معها، ولا تعرف بماذا أجابت إذا حقق معها فعلًا.

صراخ الوجع

وعندما أفاقت في سجن الشارون كانت تصرخ من الأوجاع الرهيبة. كانت شبه ميتة، علمت من الأسيرات أنها وصلت للسجن وهي في حالة يرثى لها، وبقيت أشهرًا لا تستطيع تناول الطعام، ولا تستطيع المشي، ولا استعمال يديها، لذلك كانت الأسيرات يدخلنها الحمام وخاصة الأسيرة عالية العباسي التي كانت ترافقها كل الوقت، وتساعدها على الاستحمام، وتغيير ملابسها، وأثناء تناول القليل من الطعام السائل.

وتقول العدم إنها كانت تعاني جدا عند نقلها إلى مستشفى هداسا في القدس، حيث يتم التوقف في سجن المسكوبية، وينزلونها هناك، وتنتظر عدة ساعات في غرفة في السجن لحين تجميع عدد من الأسرى داخل البوسطة.

وفي إحدى المرات أدخلها الناحشون (قوات خاصة إسرائيلية) إلى غرفة رقم 10 في سجن المسكوبية، وهي جالسة تنتظر، فدخل عليها شخصان يرتديان الزي الأسود وهجموا عليها وانهالوا عليها بالضرب المبرح، ثم أوقعوها على الأرض، وأخذوا يدعسون على ظهرها بأحذيتهم وهم يوجهون لها الركلات القوية المؤلمة، ثم سبّوها وشتموها بأسوأ الألفاظ النابية، وقبل أن يتركوها بصقوا على وجهها عدة مرات.

وفي مره ثانية أوقفوها الناحشون في الممرّ، وكان كل سجين مدني يهودي يمر بجانبها يسبها ويشتمها يبصق عليها ويكمل مشيه، وأحدهم ضربها وصفعها بقوة على وجهها، والناحشون لا يحركون ساكنا، وكأن شيئا لم يقع.!!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات