الثلاثاء 06/مايو/2025

نتنياهو يدق طبول الحرب الانتخابية

ناصر ناصر

لقد أثار خطاب نتنياهو العاجل بالأمس موجة من التكهنات والتحليلات حول نواياه في التصعيد العسكري بشكل عام، وفي غزة بشكل خاص، وذلك من خلال ما بثه من رسائل تظهر أنه في خضم، بل في قمة معركة لم تنته بعد.

ولكن قراءة حقيقية لخطابه تظهر عكس ما قاله، وتستبعد احتمالية مبادرة “إسرائيل” بحملة عسكرية في الجنوب أو الشمال.
 
لقد أظهر نتنياهو وبصورة واضحة حذره الشديد من استخدام القوة الواسعة اتجاه غزة، واكتفى في غالب الأحيان بعمليات محدودة أو ما تسمى في المصطلحات الإسرائيلية بعمليات “مبم” والتي تتضمن بالدرجة الأولى عمليات خاصة وسرية كتلك التي حدثت في شرق خان يونس، وقد نبع ذلك من أمرين رئيسيين.

الأول: يتعلق بالتكلفة، حيث يرى نتنياهو ما يراه المستوى العسكري في الغالب بأن ثمن الحرب على غزة أكبر من النتائج المتوقعة، وذلك بفضل ما تمتلكه المقاومة الفلسطينية في غزة من قدرات للدفاع عن النفس.
 
أما الأمر الثاني فيتعلق بطبيعة شخصية نتنياهو الحذرة التي لا تحب المغامرات، وتفضل استمرار الأوضاع القائمة، حتى أصبح متهما وخاصة في الأشهر الأخيرة بأنه يميني قومي من حيث الشعارات والخطابات، ولكنه يساري من حيث السياسات الفعلية، مع التحفظ على صورة اليسار الحمائمية الشائعة.

كان من المفيد لنتنياهو أمس من الناحية السياسية الداخلية أن يلقي خطابه بالطريقة التي ألقاها به، وبالرسائل التي بثها فيه، فنتنياهو بحاجة إلى استعادة صورته كسيد الأمن الصارم والذي يعرف ما يريد ضمن خطط واضحة وقوية، وهذا تماما هو عكس الوضع والحالة التي يعاني منها نتنياهو والتي انكشفت (على مصراعيها) في مواجهته لغزة في الشهور الأخيرة وتحديدا بعد جولة الكورنيت.

لهذا كله، ولأن “إسرائيل” قد دخلت فعليا في أجواء الانتخابات العامة في الكنيست، والتي يرتفع فيها سقف الشعارات الرنانة والمزايدات الفارغة التي تتجاوز في بعض الأحيان شعارات بعض المزايدين العرب المعروفة التي ألقت بالصهاينة مرارا وتكرارا في عمق البحر.

فمن المستبعد جدا قيام المستوى السياسي والعسكري في “إسرائيل” بحرب محدودة أو واسعة في الشمال أو الجنوب، ومن غير المستبعد القيام بمحاولة لاغتيال شخصيات كبيرة في المقاومة وخاصة خارج فلسطين علها تعيد لنتنياهو (شرفه المهدور) في غزة، ومعه بضعة مقاعد في الكنيست.

و أخيرا لا بد من القول إن تراجع نفتالي بينت وشاكيد عن عزمهما الاستقالة لا يغير من صورة و توجهات الحرب لدى نتنياهو على الأرجح، ولكنه يعزز الشلل الذي من المتوقع أن يسود أي حكومة في “إسرائيل” تعتمد على 61 مقعدا فقط، وذلك لحين اختيار نتنياهو موعدا مناسبا له للانتخابات، قد يكون بعد شهرأو شهرين أو أكثر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

18  شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

18  شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين وجمعية "نادي الأسير الفلسطيني"، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت 58 أمر...