بعد جولة الكورنيت: هدوء في غزة وتصعيد في الكابينت وسديروت

لم تلبث الحرب التي اندلعت بضرب الكورنيت لباص الجنود شرق جباليا كرد من المقاومة على اختراق القوات الخاصة الإسرائيلية لاتفاق التهدئة واعتدائها على منطقة شرق خانيونس، أو ما عرف بعملية الفلوكس فاجن أن تضع أوزارها، بوساطة مصرية وأممية حتى اندلعت حرب من نوع آخر، حيث أشعلت جماهير إسرائيلية غفيرة في سديروت والجنوب الإطارات الحارقة، وأغلقت الشوارع الرئيسية، ورددت هتافات ضد وزراء الكابينت الإسرائيلي وعلى رأسهم نتنياهو، متهمينهم بالضعف أمام حماس في غزة، إضافة إلى تبادل الاتهامات بين وزراء الكابينت أنفسهم.
لم يستوعب الشارع الاسرائيلي الذي يضلله السياسيون بقدرات “إسرائيل” الخارقة (والحارقة والمتفجرة) أن تنتهي جولة الكورنيت بهذا الشكل وبهذه الطريقة، فهل يعقل إسرائيليا أن تبادر حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية بجولة مواجهة “سميت على نطاق واسع بجولة الكورنيت” ، تطلق خلالها أكثر من 460 صاروخا وقذيفة هاون على مستوطنات غلاف غزة، وتدمر فيها مبنى في عسقلان وتترك قتيلا وعشرات الجرحى والمنازل الإسرائيلية المهدمة، و تدخل مئات آلاف الإسرائيليين للملاجئ، وتعطل حياة المواطنين في “إسرائيل” لمدة حوالي 48 ساعة تقريبا، ثم تقوم هي بنفسها بإعلان وقف النار وموافقة الحكومة الإسرائيلية على ذلك، إن هذه الصورة لا تلائم الذهنية التي زرعها الاحتلال العنصري في عقول أبناء شعبه.
لقد تناولت وسائل الإعلام في “إسرائيل” وعلى نطاق واسع تجدد الاتهامات بين وزراء الكابينت، ولكن بصورة أكثر حدة، حيث اتهم ليبرمان رئيس الوزراء نتنياهو (باللف والدوران) من خلال قوله ان قرار الموافقة على وقف النار في غزة جاء بالإجماع، مع أن كل التقارير تشير إلى عدم حصول أي نوع من التصويت، وترجح أن ما حصل هو تلخيص من نتنياهو للقرار بالموافقة على توصية المستوى العسكري مع سكوت الحاضرين من الوزراء وعدم تعليقهم، مما سمح باندلاع حرب الاتهامات فور انتهاء الجلسة.
تميزت هذه الحرب هذه المرة (بتطاول) بعض الوزراء على الجيش (المقدس) متهمين قادته بضعف الروح الهجومية، وبعدم عرض أو اقتراح بدائل أخرى سوى وقف النار والقبول بعروض الوساطة، متناسين عمدا ومتهربين قصدا من مسؤوليتهم القانونية والمنطقية عن انعدام وجود سياسة واستراتيجية واضحة تجاه قطاع غزة، عدا عن سياسة الهدوء مقابل الهدوء.
من غير الواضح ما هي المآلات المحددة لهذه الحرب الداخلية المتصاعدة في “إسرائيل”؟ فهل سيقوم ليبرمان أو بينت بتقديم استقالتهما كما يتوقع البعض؟ وهل سيسفر ذلك عن تقديم موعد الانتخابات من 5-11-2019 إلى بداية السنة؟ وإلى أي مدى سيؤثر ذلك على مسار اتفاق التهدئة؟ وهكذا فقد استطاع الفلسطيني ومقاومته في غزة إرباك الاحتلال وتحقيق إنجاز آخر على طريق الحرية والاستقلال.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

استشهاد شاب برصاص الاحتلال في بيتا جنوب نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد الشاب علاء شوكد أحمد اخضير، مساء اليوم الخميس، إثر إصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها بلدة...

القسام يعلن عن كمين محكم لقوات الاحتلال في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الخميس، مسؤوليتها عن تنفيذ عملية مركبة ضد قوات الاحتلال الصهيوني في...

مجزرة هدم جديدة.. الاحتلال يخطر بهدم أكثر من 100 مبنى في مخيمي طولكرم ونورشمس
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام أخطر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، بهدم عشرات المنازل في مخيمي طولكرم ونور شمس في طولكرم بالضفة الغربية...

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، اليوم الخميس، أن 91% من سكان القطاع يعانون من "أزمة غذائية"...

مستوطنون ينصبون خياماً استيطانية جديدة على أراضي سنجل شمال رام الله
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامأقام المستوطنون اليوم الخميس، خيمة استيطانية جديدة على أراضي المواطنين في بلدة سنجل شمال رام الله. وقال أهالي...

تحذير من قتل ممنهج يتعرض له الأسير حسن سلامة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذر مكتب إعلام الأسرى من تعرض الأسير القيادي في حركة حماس حسن سلامة لتعذيب ممنهج في سجن مجدو الإسرائيلي، بهدف القتل....

3 شهداء بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في جنوبي لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد ثلاث أشخاص، اليوم الخميس، في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة ميس الجبل جنوبي لبنان. وأفادت وكالة...