الجمعة 02/مايو/2025

بعد جولة الكورنيت: هدوء في غزة وتصعيد في الكابينت وسديروت

بقلم ناصر ناصر

لم تلبث الحرب التي اندلعت بضرب الكورنيت لباص الجنود شرق جباليا كرد من المقاومة على اختراق القوات الخاصة الإسرائيلية لاتفاق التهدئة واعتدائها على منطقة شرق خانيونس، أو ما عرف بعملية الفلوكس فاجن أن تضع أوزارها، بوساطة مصرية وأممية حتى اندلعت حرب من نوع آخر، حيث أشعلت جماهير إسرائيلية غفيرة في سديروت والجنوب الإطارات الحارقة، وأغلقت الشوارع الرئيسية، ورددت هتافات ضد وزراء الكابينت الإسرائيلي وعلى رأسهم نتنياهو، متهمينهم بالضعف أمام حماس في غزة، إضافة إلى تبادل الاتهامات بين وزراء الكابينت أنفسهم.

لم يستوعب الشارع الاسرائيلي الذي يضلله السياسيون بقدرات “إسرائيل” الخارقة (والحارقة والمتفجرة) أن تنتهي جولة الكورنيت بهذا الشكل وبهذه الطريقة، فهل يعقل إسرائيليا أن تبادر حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية بجولة مواجهة “سميت على نطاق واسع بجولة الكورنيت” ، تطلق خلالها أكثر من 460 صاروخا وقذيفة هاون على مستوطنات غلاف غزة، وتدمر فيها مبنى في عسقلان وتترك قتيلا وعشرات الجرحى والمنازل الإسرائيلية المهدمة، و تدخل مئات آلاف الإسرائيليين للملاجئ، وتعطل حياة المواطنين في “إسرائيل” لمدة حوالي 48 ساعة تقريبا، ثم تقوم هي بنفسها بإعلان وقف النار وموافقة الحكومة الإسرائيلية على ذلك، إن هذه الصورة لا تلائم الذهنية التي زرعها الاحتلال العنصري في عقول أبناء شعبه.
  
لقد تناولت وسائل الإعلام في “إسرائيل” وعلى نطاق واسع تجدد الاتهامات بين وزراء الكابينت، ولكن بصورة أكثر حدة، حيث اتهم ليبرمان رئيس الوزراء نتنياهو (باللف والدوران) من خلال قوله ان قرار الموافقة على وقف النار في غزة جاء بالإجماع، مع أن كل التقارير تشير إلى عدم حصول أي نوع من التصويت، وترجح أن ما حصل هو تلخيص من نتنياهو للقرار بالموافقة على توصية المستوى العسكري مع سكوت الحاضرين من الوزراء وعدم تعليقهم، مما سمح باندلاع حرب الاتهامات فور انتهاء الجلسة.

تميزت هذه الحرب هذه المرة (بتطاول) بعض الوزراء على الجيش (المقدس) متهمين قادته بضعف الروح الهجومية، وبعدم عرض أو اقتراح بدائل أخرى سوى وقف النار والقبول بعروض الوساطة، متناسين عمدا ومتهربين قصدا من مسؤوليتهم القانونية والمنطقية عن انعدام وجود سياسة واستراتيجية واضحة تجاه قطاع غزة، عدا عن سياسة الهدوء مقابل الهدوء.

من غير الواضح ما هي المآلات المحددة لهذه الحرب الداخلية المتصاعدة في “إسرائيل”؟ فهل سيقوم ليبرمان أو بينت بتقديم استقالتهما كما يتوقع البعض؟ وهل سيسفر ذلك عن تقديم موعد الانتخابات من 5-11-2019 إلى بداية السنة؟ وإلى أي مدى سيؤثر ذلك على مسار اتفاق التهدئة؟ وهكذا فقد استطاع الفلسطيني ومقاومته في غزة إرباك الاحتلال وتحقيق إنجاز آخر على طريق الحرية والاستقلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، اليوم الخميس، أن 91% من سكان القطاع يعانون من "أزمة غذائية"...