السبت 03/مايو/2025

عملية خانيونس.. الرصاصة التي قتلت مطلقها

عملية خانيونس.. الرصاصة التي قتلت مطلقها

مُني الكيان الصهيوني الليلة الماضية بحفلة فشل صاخبة رافقها كيل من التهم والتلاوم على من تقع مسؤولية فشل عملية أمنية في قطاع غزة أسفرت عن مقتل ضابط وإصابة آخر من وحدة “مجلان”، وهي وحدة مسؤولة عن تنفيذ مهمات عميقة الأهداف.

المركز الفلسطيني للإعلام” تابع انعكاسات العملية وأبرز ردود الأفعال:

عملية نادرة
تساءل المحلل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية رون بن يشاي، عن كيفية دخول قوة من الجيش الإسرائيلي لبلدة في قطاع غزة، حتى لو كانت ذات تدريب جيد ومؤهلة لذلك، فهي عملية تعرض حياة الجنود للخطر، ويمكنها أن تؤدي إلى وقوع أحدهم في الأسر؛ وبالتالي سيؤدي هذا إلى تصعيد حاد في التوتر.

وبحسب بن يشاي؛ فإن عملية مثل هذه التي نفذت مساء الأحد عملية نادرة في السنوات الأخيرة، ولها أن تنفذ في ظروف خاصة فقط حين لا تتوفر معلومات استخباراتية أو عملياتية، أو أن تجرى دون مشاركة مقاتلين في الميدان، وتؤدي المهمة المرجوة من الجيش أو جهاز الشاباك.

وأوضح أنه من المتبع أن تكون عملية كهذه قد حددت بوضوح، مؤكدة هدفها أو النقطة المستهدفة للإصابة، يسبقها دراسة وتحقيق دقيق وشامل، في علاقة مباشرة مع جمع المعلومات الاستخباراتية.

وأشار إلى أن مثل هذه العملية السرية أحيانا تنفذ عندما تتوفر معلومات استخباراتية نوعية عن فرصة لا تتكرر لتصفية أحد العناصر الرفيعة، أو تدمير مركز معلوماتي أو تعطيل وسائط قتالية ذات جودة عالية أو للحصول على ورقة مساومة.

ثمن باهظ
وتابع بن يشاي: لكن على ما يبدو لم تكن النوايا هنا من هذا القبيل؛ فمثلا خطف الجيش “الإسرائيلي” مصطفى الديراني عام 1994 للحصول على معلومات عن رون أراد أو ورقة مساومة مقابل الإفراج عنه مقابل الإفراج عن الطيار الذي أسر في لبنان.

ويختم بن يشاي تحليله متسائلا: ما الذي حدث بالضبط؟ كيف ولماذا انكشف عناصر العملية السرية وتورطوا في الاشتباك؟

كما أن هناك أمرا مثيرا للحيرة، وهو كيف ظهر قائد رفيع من حماس في مسرح العملية وقتل خلال الاشتباك؟ وهل حضرت القوة “الإسرائيلية” لملاحقة أنشطته، على سبيل المثال في تعقب حفر الأنفاق؟

وفي السياق ذاته قال المحلل العسكري لموقع “واللا” العبري أمير بوخبوط: “الحديث يدور عن عملية سرية خاصة، صدّق عليها رئيس الأركان جادي أيزنكوت، ومن ثم وزير الجيش ليبرمان، ومن ثم رئيس الحكومة نتنياهو، وذلك نظرا لحساسية الوضع المشتعل مع حماس”.

وذكر الموقع ذاته أن “نتائج العملية كشفت عن الثمن الذي سيدفعه الجيش حال اندلاع معركة شاملة في قطاع غزة”.

وقال مراسل القناة العاشرة أور هيلر: عملية أمس كانت تهدف إلى الحصول على معلومات من مسؤول رفيع في حماس عن منظومة الصواريخ في غزة، ولم يكن الهدف اغتيال الهدف؛ لأنه لو كان كذلك لاكتفت “إسرائيل” بتنفيذه من الجو.

سوء تقدير
ألون بن دفيد، المراسل العسكري للقناة العاشرة “الإسرائيلية”، ينقل أن العملية للوحدة الخاصة “الإسرائيلية” في قطاع غزة لم تكن تهدف لتنفيذ اغتيال أو عملية خطف، بل كانت عملية مستمرة.

ورأى موقع 0404 العبري أن ما حدث الليلة الماضية في الجنوب هو كارثة، وليس حدثا أمنيا كما قال الجيش.

الكاتب “الإسرائيلي” يريف أوفنهايمر اتهم ليبرمان أنه أمر بالعملية حتى يثبت للوزير نفتالي بينبت أنه قادر على اتخاذ قرارات صعبة.

وفي تفاصيل العملية قال مراسل القناة العاشرة: إن مركبة فولكس فاجن كانت تنتظر مقابل منزل (القيادي في كتائب القسام) نور بركة، المركبة أثارت شكوك حراسه، لاحقوا المركبة، أوقفوها، طلبوا من ركابها كشف هوياتهم، حينها كان تبادل إطلاق النار.

قتل ضابط “إسرائيلي”، يشغل منصبا حساسا ورفيعا وهو المقدم “محمود خير الدين” من قرية حورفيش الدرزية، وهو نائب قائد وحدة الكوماندو سييرت مجلان، والضابط الآخر أيضا درزي من قرية عوسفيا، وهو مصاب بجراح خطيرة، واستدعي الطيران “الإسرائيلي” الذي نفذ 40 عملية قصف لإنقاذ المجموعة “الإسرائيلية” الخاصة.

ونقلت صحيفة معاريف عن آيزنكوت قوله: “إن قوة خاصة من الجيش الإسرائيلي نفذت الليلة عملية ذات أهمية كبيرة لأمن إسرائيل”.

وعلق محلل “إسرائيلي” بارز أن “العملية سرية”، ولكنها “تعقدت” بعد اكتشاف المقاومة القوات الخاصة والاشتباك معهم.

وكشفت الصحيفة أن العميد الذي قتل في العملية هو الضابط الأعلى رتبة الذي يُقتل منذ الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

تربص المقاومة
ويوضح المختص بالشؤون “الإسرائيلية” والعبرية صلاح أحمد عقب، أن توقيت العملية جاء خطوة استباقية قبل بدء المرحلة الثانية من التفاهمات؛ التي تتضمن طرح ملف الجنود الأسرى لدى حماس ورقة ضاغطة للتقليل من الثمن الذي ستدفعه “إسرائيل” مقابل هؤلاء الجنود.

ويضيف المختص أن الصور التي ُنشرت من مكان العملية، تشير إلى عدة أهداف ويغلب الظن أن الهدف الأساسي هو الحصول على معلومات دقيقة عن المقاومة، سواء كان ذلك باختطاف أفراد من المقاومة أم زرع أجهزة تنصت عالية الفعالية، مع احتمالية ضعيفة لخيار الاغتيال؛ إذ إنه من الممكن أن يتحقق هذا الهدف بواسطة زرع عبوة ناسفة أو من خلال طائرة، دون المخاطرة بحياة عدد من ضباط الكيان.

ويؤكد المختص أن عملية كهذه لا تنفذ إلا بمساعدة من العملاء على الأرض، خاصة أن السيارة المستخدمة في العملية سلمت من عميل، وكذلك عملية رصد الشهيد، وفي نهاية العملية قصفت طائرات الاحتلال السيارة للتخلص من أي دليل ممكن أن يوصل إلى هؤلاء العملاء.

ويشير صلاح إلى أن العملية -كما صرحت مصادر عبرية- مخطط لها مسبقاً بأدق التفاصيل حيث أشرف على تنفيذها رئيس الأركان “الإسرائيلي” غادي آيزنكوت وقائد ركن الاستخبارات مباشرة؛ ما يدلل أن هدف العملية هو استخباراتي بالأساس، سواء بخطف أحد قادة المقاومة أو زرع الأجهزة ويُعد من أبرز مهام وحدة “سيريت مجلان” التي نفذت العملية.

وبالإشارة إلى جهوزية المقاومة أكد المختص صلاح أن العملية أثبتت أن تنفيذ أي عملية في غزة من الكيان؛ هو عمل مشوب بالمخاطر والخسائر، ولن يحقق أي هدف مرجو، وأنها كانت رسالة قاسية من المقاومة للكيان أن الحل العسكري لن يُجدي نفعا مع المقاومة في غزة.

وختم المختص صلاح أحمد: “لا تزال الخلافات بين قادة الكيان تطفو على السطح؛ إذ يحاول كلٌّ منهم استعراض عضلاته، فكانت هذه العملية التي أثبتت فشل وزير الحرب ليبرمان أمام منتقده الأكبر وزير التعليم “نفتالي بينت”، بالمقابل رئيس هيئة الأركان آيزنكوت طمح إلى إحراز أي إنجاز قُبيل مغادرته الخدمة، فسجلت نقطة سوداء في ملفه العسكري.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماحتجز مستوطنون، اليوم السبت، ثلاثة صحفيين وناشطا في قرية المغير شمال شرق رام الله، فيما اعتقلت قوات الاحتلال...