السبت 03/مايو/2025

معدات حساسة وتكتيم كبير.. هل أفشل القسام عملية ضخمةً لـإسرائيل؟

معدات حساسة وتكتيم كبير.. هل أفشل القسام عملية ضخمةً لـإسرائيل؟

العملية الأمنية التي جرت شرق مدينة خانيونس ليلة أمس، وما صاحبها من تضليل، إضافة لحجم النيران التي صاحبت عملية هروب القوة الإسرائيلية الخاصة التي توغلت شرق خانيونس، وتدمير السيارة المستخدمة تمامًا، كل ذلك يشي بهدف كبير محدد لها، إلا أن يقظة المقاومة كانت لهم بالمرصاد.

كما أن التعتيم الذي فرض على اسم الضابط القتيل، وتلك المهام والمنجزات التي كان قد أوكل بها، وحجم القوة، وما كانت تحمله، كل ذلك يؤكد أن كتائب القسام وبكل جدارة أفشلت عملية إسرائيلية كبيرة ومعقدة.

السيارة المستخدمة

ومن موقع الحادث شرقي خانيونس، يظهر حطام السيارة الإسرائيلية التي استخدمت في العملية الفاشلة، أنها كانت تحمل تجهيزات كثيرة، منها ملابس للجيش الإسرائيلي وأغطية ومواد غذائية ومشروبات وكرسي متحرك وكوابل كهربائية ولوحات طاقة شمسية وخيام.

وما تحمله السيارة، يشير إلى أنها بمنزلة غرفة عمليات، وأن الهدف كان أكبر من استهداف قيادي بكتائب القسام، أو اختطافه، وحسب ما رشح من وسائل إعلام الاحتلال فإن العملية كانت استخبارية معقدة جدا، وظهر حجم الغضب من فشلها.

وأوضحت مصادر أن المنطقة التي دخلتها السيارة الإسرائيلية كانت نقطة انطلاق لتنفيذ عملية كبيرة غير واضحة المعالم حتى الآن.


عملية سرية

وما يعزز فرضية حجم المحاولة الإسرائيلية الفاشلة وضخامتها، قول المحلل العسكري الإسرائيلي روني دانيال: إن العملية المعقدة التي جرت في خانيونس جنوب قطاع غزة ليلة أمس ستكون سرية سنواتٍ طويلة.

وأشار دانيال في تحليل له على قناة “ريشت 13” العبرية، إلى أن ما حدث قي خانيونس أمس يذكر بالعمليات التي وقعت في أماكن أخرى خاصة اللفتنانت كولونيل إيمانويل مورينو الذي قتل في لبنان في عملية مشابهة في الماضي.

ونبه دانيال إلى أن العملية التي نفذتها القوة الخاصة أمس يكتنفها ضباب كثيف، ولن يتلاشى في المستقبل القريب، مبيناً أن العملية ذات أصول استخباراتية معقدة بعد أن أكد مكتب الناطق بلسان الجيش أنها لم تكن لغرض الاختطاف أو القتل.

وأوضح أن مثل هذه العمليات الاستخباراتية تتم على مر السنين رغم إمكانية تعرضها للخطر، لكنها تحدث بعد استعدادات طويلة، وعادة يكون الهدف منها هو جلب مخابئ يمكن من خلالها الدخول لأراضي العدو بهدوء والخروج بأمان.

وأشار دانيال إلى أن عمليات كهذه معقدة تأتي في إطارها تحضيرات تراعي الحاجة إلى قوة أخرى لاستخراج الوحدة من أراضي العدو إذا حدث خطأ ما وهذا ما حدث الليلة الماضية، فدخلت الوحدة ونفذت العملية ومنذ اللحظة الأولى للاشتباك عملت وحدة أخرى على تخليصها من الوضع الصعب والمعقد التي تعرضت له، ولفت إلى أنه عادة ما يحدّد توقيت تلك العملية ومدتها إن كان هناك حدث عاجل، وربما قد تمكث الوحدة في أراضي العدو أيامًا لتنفيذ عمليتها على افتراض أنها ستبقى سرية.



اسم القتيل طيّ الكتمان

ونشر موقع “عكا” نقلا عن إعلام الاحتلال أن الجيش الإسرائيلي فرض تكتيماً إعلامياً على نشر صور أو معلومات حول المقدم القتيل في عملية خانيونس أمس.

وقال المعلق العسكري في صحيفة “معاريف” العبرية: إن حركة حماس تحتفل بنشر صور المقدم، وهذا دليل على الضرر الهائل الذي ألحقته في عناصر الوحدة الخاصة في خانيونس.

ودعا الرقيب في الجيش الإسرائيلي أرييل بن أبراهام للتوقف عن الانفلات الأمني على مواقع التواصل الاجتماعي، والتصرف بمسؤولية، والتوقف عن نشر المعلومات حول الرقيب وصوره.

وأشارت صحيفة “معاريف” إلى أن المقدم الذي قتل في عملية خانيونس -الليلة الماضية- هو الضابط الأعلى رتبة الذي يُقتل منذ الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

حماس تعرف السبب

كما قال محللون عسكريون إسرائيليون: إن تفاصيل العملية لا تزال طيّ الكتمان، إلا عند جيش الاحتلال وكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقال مصدر عسكري: إن “حماس تعرف هدف العملية الحقيقي”.

وتُعد هذه العملية من العمليات الحديثة النادرة التي تحاول فيها الرقابة العسكرية إخفاء تفاصيلها كاملةً بدءًا من اسم القتيل والجريح وصولًا إلى اسم الوحدة وطبيعة الهدف.

ويعتقد محللون عسكريون إسرائيليون أن العملية الخاصة قد تكون أُعدت لعدة أهداف منها الوصول إلى معلومات أو حتى أماكن إخفاء الجنود الأسرى.


null

هدف ضخم

ولوحظ شنّ الكثير من رواد وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيليين هجومًا على الجيش على خلفية العملية، قائلين: إنه “ضحّى بضباط أحياء فداءً لرفات جنود”، وذلك في إشارة إلى إمكانية أن تكون العملية موجهة لأماكن احتجاز الجنود أو الوصول إلى أشخاص مرتبطين بهذا الملف.

وما يعزز هذه الرواية تصريح مثير للجدل نقلته عائلة الضابط الأسير لدى القسام “هدار غولدين” قبل أيام عن قائد الأركان غادي آيزنكوت، ومفاده أن جيشه “قادر على استعادة الجنود خلال أسبوع لو مُنح الضوء الأخضر من المستوى السياسي”.

وأثار حديث العائلة الكثير من الجدل، إذ نفى بعدها الجيش أن يكون آيزنكوت تحدث بهذا السياق، وأنه يعتمد على المستوى السياسي، قبل أن تتراجع عائلة الضابط عن روايتها وتقول: إنها تُصدّق رواية الجيش، وإن الأقوال أُخرجت عن سياقها، في محاولة للتغطية على ما وُصف إسرائيليًّا بـ”زلة لسان”، أو اتهام مباشر لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالتقصير في الملف.

وبحسب ما رشح من معلومات؛ فإن العملية حصلت على موافقة مباشرة من نتنياهو في توقيت حرج، “بعد أيام من التوصل إلى صيغة اتفاق للتهدئة وإدخال الأموال القطرية إلى القطاع”.

وتلفت التوقعات الإسرائيلية إلى أن نتنياهو كان سيلّوح بإنجاز كبير حققه جنود الوحدة بعد عودتهم من القطاع، إلا أن انكشاف أمر القوة خلط الأوراق، واضطر الجيش إلى عدم تصعيد الأمور أكثر.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مصادر طبية عن استشهاد طفلة، اليوم السبت، بسبب سوء التغذية وعدم توفر الحليب والمكملات الغذائية جراء الحصار الذي...