الأحد 01/سبتمبر/2024

تخفيف الحصار.. بوادر بشريات لغزة دون أثمان سياسية

تخفيف الحصار.. بوادر بشريات لغزة دون أثمان سياسية

بعد سبعة أشهر من انطلاق مسيرة العودة وكسر الحصار، جاء الإعلان في غزة عن رزمة مساعدات ومنح مالية وفرص عمل لآلاف الخريجيين، لتعطي دفعة أمل على طريق الإرادة الشعبية لكسر الحصار عن قطاع غزة.

ولم تسلم مسيرة العودة الكبرى منذ أيامها الأولى، من تشويه الاحتلال ودعايته المضللة، فضلا عما تعرضت لها من حملة ممنهجة من أطراف محسوبة على حركة فتح والسلطة الفلسطينية، وسط تشكيك بأهداف المسيرة والمشاركين فيها، رغم أنها جاءت منسجمة مع منهج المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال.

ومع ذلك استمرت المسيرة، بحراك شعبي كبير ومتصاعد، وتنوع في الفعاليات، وتوحد فصائلي غير مسبوق تمثل في إعلان الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار المشكلة من كل الفصائل الفلسطينية التي تقود هذا الحراك الكبير، حتى استطاعت أن تعيد طرق أسماع العالم بعدالة قضية اللاجئين والعودة من جديد، وطرح ملف حصار غزة المستمر منذ 12 عاما على الطاولة بقوة.

تضحيات وحراك

الزخم الكبير للمسيرات، وما تخللها من تضحيات وصلت إلى 230 شهيدًا وأكثر من 22 ألف جريح، وما فرضته من سياقات بما فيها احتمال اندلاع مواجهة رابعة، جعل الكثير من الأطراف تتحرك لمحاولة منع الانفجار الوشيك الذي حذرت من وقوعه الأمم المتحدة في تقارير رسمية.

مصر وقطر والأمم المتحدة، هي أبرز الأطراف التي عملت على هذا الملف، وشهدت الأسابيع الأخيرة زيارات مكوكية للوفد الأمني المصري وللسفير القطري محمد العمادي، ونيكولاي ميلادنيوف، منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط ونائبه جيمي ماكغولدريك، بين غزة ورام الله وتل أبيب، وعواصم عربية، إلى جانب وفود دبلوماسية أخرى زارت غزة، فضلا عن زيارات لقيادات من حماس والفصائل إلى القاهرة.

حركة فتح ممثلة بالسلطة الفلسطينية وضعت عدة مرات العصي بالدواليب، بدعوى “المصلحة الوطنية العليا”، متجاهلة كل النداءات الوطنية بالعودة إلى المصالحة وإنهاء عقوبات غزة، ومواجهة صفقة القرن بوحدة وطنية.

مزاعم فتح

وتزعم حركة فتح أن أي اتفاق تعقده حماس سيعمل على فصل غزة عن الضفة، وهو ما نفته الأخيرة، التي طالما أكّدت عبر منابرها الإعلامية وعلى لسان قيادتها عدم قبولهم بأي خطة لفصل غزة.

وكشف “المركز الفلسطيني للإعلامفي تقارير سابقة أن العقوبات المفروضة على قطاع غزة، والحصار الذي تشارك فيه السلطة الفلسطينية، هو الذي يؤسس لفصل غزة.

وفي بيان سابق لها، أشارت حماس إلى أن عباس يفصل غزة من خلال فرض عقوبات عليها، مؤكدة أنه يضرب بجهود الوحدة عرض الحائط من خلال شروط تعجيزية أهمها تسليم سلاح المقاومة، رغم أنّ فتح تقول: إن حل أزمات غزة فقط عن طريق المصالحة.

وفي مواجهة تفرد فتح، بدا للمرة الأولى إجماعٌ فصائليّ على فهم حقيقة المشهد.

وأكد طلال أبو ظريفة، عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية، الفصيل الثالث في منظمة التحرير الفلسطينية، أن حركة حماس لا تقبل انفصال قطاع غزة، مشددًا على أنه لا دولة فلسطينية دون غزة.

وقال أبو ظريفة: “هناك أطراف تحاول دائمًا إبراز وجود خلاف سياسي كلما تقدمت أمور المصالحة خطوة إلى الأمام”، عادًّا هذه الاتهامات “فزاعة” لتفريق الشعب الفلسطيني.

وأوضح أن هذه الاتهامات تعطي الضوء الأخضر للاحتلال بتشديد الحصار المفروض على قطاع غزة، وزيادة العقوبات الجماعية عليه.

رزمة تحسينات
ومساء أمس، أُعلن في غزة عن رزمة مساعدات تشمل تحسينات في رواتب الموظفين بغزة، والأسر المهمشة، والمعطلين عن العمل، وساد الفرح في غزة بعد تحقيق جزء من حقوقهم دون أي ثمن سياسي ومع استمرار مسيرة العودة، إلا أن فتح والسلطة هاجمت بشدة ذلك.

وهاجم عزام الأحمد، عضو مركزية فتح، وتنفيذية المنظمة، الخطوات الأخيرة، وتعهد بإفشالها، مطالبا أن يكون الاتفاق بين السلطة وعباس و”إسرائيل”.

في المقابل، أعلنت غالبية الفصائل، أن التخفيف الحاصل في ملف كسر الحصار، ثمرة لتضحيات شعبنا، وهو من الحقوق الأصيلة التي يجب أن تستكمل بإنهاء حصار غزة كاملا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات