الفتى عماد شاهين.. شهيد مختطف بعد 3 إصابات بمسيرة العودة

“نادى عليَّ تعال أنقذني، لا أستطيع الحركة، زحف وهو ينزف على الأرض، لم أتمكن من الوصول إليه، خيّم الظلام حتى تمكنت من الهرب بعد أن اختطفه الجنود ونقلوه للعربة ثم نقلته الطائرة”، يلخّص أحمد صديق الشهيد عماد وشاهد العيان آخر لحظات شاهد فيها صديقه.
وكان جنود الاحتلال قتلوا الفتى عماد خليل شاهين (17 عاما) على حدود مخيم البريج، واختطفوا جثمانه قبل أن يعلن الاحتلال استشهاده ويرفض تسليم جثمانه.
في خيمة العزاء يعيش أحمد حالةً من الصدمة، يروي فيها الدقائق الأخيرة لما جرى آسفًا على عجزه من مساعدة صديقه تحت وابل إطلاق النار.
صديق دائم
طوال سبعة أشهر رافق أحمد صديقه عماد في فعاليات مسيرة العودة السلمية، حمل أحمد عماد يوم جرح للمرة الثانية وفقد أصابع قدمه، وداوم معه في مسيرة الجمعة.
ويضيف: “آخر يوم معاً كان صامتاً ومقلًّا في الكلام، اقتربنا من الحدود، وتعرضنا لإطلاق النار، تفقدني مع صديقنا الثالث، وفجأة سقط أرضاً وهو ينزف، عدوت نحوه لكنهم أطلقوا النار، حاولت حمله فواصلوا إطلاق النار”.

null
حضر للمكان أربعة من الجنود وتحدثوا إليه بالعربية، سألوه أين أصبت، ثم حضر خمسة جنود بواسطة مركبة عسكرية، وبعد نصف ساعة حمله ثلاثة منهم إلى داخل السلك الفاصل قبل أن تصل طائرة مروحية وتنقله وتختفي.
احتجز الاحتلال جثمان الفتى شاهين، وأعلن في اليوم التالي عن استشهاده متأثراً بجراحه، رافضاً تسليم جثمانه، ما اضطر عائلته لأداء صلاة الغائب عليه وفتح بيت عزاء.
مناشدة إنسانية
تتفق مناشدات شقيق شاهين ووالده وأعمامه على المطالبة بتسليم جثمانه ودفنه قرب أسرته، وهم يطالبون بحماية جسده من سرقة الاحتلال لأعضائه البشرية.
يقول باسل شاهين شقيق عماد الأكبر: “لم يكتف الاحتلال بالقتل؛ بل مارس الاختطاف، أخي طفل بريء اختفى مساء السبت، وقد اعتاد المشاركة في فعاليات الحدود، علمت أنه أصيب ونزف قبل اختطافه وتلقينا نبأ استشهاده في مستشفى إسرائيلي، أطالب المؤسسات الدولية والإنسانية التدخل لتحرير جثته حتى نودعه وندفنه”.
أما والد عماد الذي يستقبل منذ يومين المعزين دون أن يتمكن من مواراة نجله الثرى؛ فيؤكد أن ابنه تعرّض للقتل والاختطاف من داخل أرض قطاع غزة.
ويتابع: “قتلوه واختطفوه، لماذا احتجاز الجثمان، كرامة الشهيد دفنه، ابني طفل لم يفعل شيئا، ولم يؤذ أحدا”.
ويوجه علي شاهين عمّ الشهيد عماد رسالة باللغة العبرية يدعو فيها حكومة الاحتلال لمحاسبة الجنود الذين قتلوا فتىً في مقتبل العمر لم يشكل خطراً على أحد.
ويتابع: “ابننا عماد لم يفعل شيئا، لم يؤذ أحدا، ومع ذلك قتله الجنود، ما الذي فعله؟!، أطالب العالم والمؤسسات بسؤال حكومة الاحتلال لماذا قتلوه، ولماذا يرفضون تسليم جثمانه؟!”.
وكان شاهين أصيب ثلاث مرات خلال مشاركته السلمية في مسيرة العودة، وقد بترت أصابع قدمه في الإصابة الأخيرة، ما اضطره لاستخدام عكاز يتوكأ عليه خلال المشي.
احتجاز الجثامين
وأكد باسم أبو جريّ الباحث الأكاديمي في مركز الميزان لحقوق الإنسان، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل سياسة احتجاز جثامين الشهداء في مسيرة العودة
وأضاف: “هذا الإجراء يُعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة؛ حيث إن احترام جسد الإنسان وهو ميت مكفول بموجب القانون الدولي الإنساني؛ وحق الأهل في استلام الجثمان ودفنه وفق الشريعة من الحقوق المكفولة، فكرامة الإنسان لا تقتصر على كرامته حيًّا وإنما حق يُحفظ له بعد وفاته”.
وأشار أبو جريّ إلى أن احتجاز الجثامين يهدف إلى الضغط على المواطنين وخاصة ذوي الشهداء، وقد تكرر على نحو ملحوظ منذ بدء فعاليات مسيرات العودة في قطاع غزة، فمنذ 30 آذار بلغ عدد الجثامين التي تحتجزها قوات الاحتلال الإسرائيلي (11)، من بينهم ثلاثة أطفال.
ونبه أبو جري إلى أن مركز الميزان لحقوق الإنسان يواصل مساعيه الحثيثة لاستعادة جثمان الشهيد الطفل شاهين (17 عاماً)، من سكان مخيم النصيرات في قطاع غزة.
وطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفاعل لوقف هذا الإجراء الذي يشكل انتهاكاً جسيماً لقواعد القانون الدولي الإنساني.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

معركة زيكيم.. يوم فر مقاتلي النخبة الإسرائيلية من مواجهة القسام
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام كشف تحقيق إسرائيلي حول معركة زيكيم، عن هجوم نوعي نفذه مقاتلو كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عبر البحر،...

أونروا تدعو لتضافر الجهود لمنع كارثة إنسانية غير مسبوقة بغزة
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بتضافر الجهود الدولية لمنع "كارثة إنسانية غير مسبوقة" في...

استشهاد المعتقل الإداري محيي الدين نجم من جنين
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد المعتقل الإداري، محيي الدين فهمي سعيد نجم (60 عاماً) من جنين، في مستشفى (سوروكا) الإسرائيليّ، ليضاف إلى سجل...

توثيق 25 ألف انتهاك ضدّ المحتوى الفلسطيني على منصّات التواصل في 2024
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز صدى سوشال الفلسطيني، 25 ألف حالة انتهاك للمحتوى الرقمي الفلسطيني في العام 2024 على المنصات الرقمية...

40 شهيدًا و125 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 40 شهيدا، و125 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال الـ 24 ساعة الماضية؛ جراء العدوان...

إيهود باراك يدعو إلى عصيان مدني لإنقاذ الأسرى وإسرائيل من نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد رئيس حكومة الاحتلال السابق إيهود باراك هجومه على نتنياهو لما قال إنه بسبب سوء إدارته للحرب، في ظل تزايد خسائر...

الأورومتوسطي: خطة الاحتلال بشأن المساعدات “خدعة إنسانية” لتكريس الحصار والتجويع في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ الخطة الإسرائيلية المتداولة حاليًا بشأن المساعدات الإنسانية في قطاع غزة...