الأحد 29/سبتمبر/2024

الفتى عماد شاهين.. شهيد مختطف بعد 3 إصابات بمسيرة العودة

الفتى عماد شاهين.. شهيد مختطف بعد 3 إصابات بمسيرة العودة

“نادى عليَّ تعال أنقذني، لا أستطيع الحركة، زحف وهو ينزف على الأرض، لم أتمكن من الوصول إليه، خيّم الظلام حتى تمكنت من الهرب بعد أن اختطفه الجنود ونقلوه للعربة ثم نقلته الطائرة”، يلخّص أحمد صديق الشهيد عماد وشاهد العيان آخر لحظات شاهد فيها صديقه.

وكان جنود الاحتلال قتلوا الفتى عماد خليل شاهين (17 عاما) على حدود مخيم البريج، واختطفوا جثمانه قبل أن يعلن الاحتلال استشهاده ويرفض تسليم جثمانه.

في خيمة العزاء يعيش أحمد حالةً من الصدمة، يروي فيها الدقائق الأخيرة لما جرى آسفًا على عجزه من مساعدة صديقه تحت وابل إطلاق النار.

صديق دائم
طوال سبعة أشهر رافق أحمد صديقه عماد في فعاليات مسيرة العودة السلمية، حمل أحمد عماد يوم جرح للمرة الثانية وفقد أصابع قدمه، وداوم معه في مسيرة الجمعة.

ويضيف: “آخر يوم معاً كان صامتاً ومقلًّا في الكلام، اقتربنا من الحدود، وتعرضنا لإطلاق النار، تفقدني مع صديقنا الثالث، وفجأة سقط أرضاً وهو ينزف، عدوت نحوه لكنهم أطلقوا النار، حاولت حمله فواصلوا إطلاق النار”.


null

حضر للمكان أربعة من الجنود وتحدثوا إليه بالعربية، سألوه أين أصبت، ثم حضر خمسة جنود بواسطة مركبة عسكرية، وبعد نصف ساعة حمله ثلاثة منهم إلى داخل السلك الفاصل قبل أن تصل طائرة مروحية وتنقله وتختفي.

احتجز الاحتلال جثمان الفتى شاهين، وأعلن في اليوم التالي عن استشهاده متأثراً بجراحه، رافضاً تسليم جثمانه، ما اضطر عائلته لأداء صلاة الغائب عليه وفتح بيت عزاء.

مناشدة إنسانية
تتفق مناشدات شقيق شاهين ووالده وأعمامه على المطالبة بتسليم جثمانه ودفنه قرب أسرته، وهم يطالبون بحماية جسده من سرقة الاحتلال لأعضائه البشرية.

يقول باسل شاهين شقيق عماد الأكبر: “لم يكتف الاحتلال بالقتل؛ بل مارس الاختطاف، أخي طفل بريء اختفى مساء السبت، وقد اعتاد المشاركة في فعاليات الحدود، علمت أنه أصيب ونزف قبل اختطافه وتلقينا نبأ استشهاده في مستشفى إسرائيلي، أطالب المؤسسات الدولية والإنسانية التدخل لتحرير جثته حتى نودعه وندفنه”.

أما والد عماد الذي يستقبل منذ يومين المعزين دون أن يتمكن من مواراة نجله الثرى؛ فيؤكد أن ابنه تعرّض للقتل والاختطاف من داخل أرض قطاع غزة.

ويتابع: “قتلوه واختطفوه، لماذا احتجاز الجثمان، كرامة الشهيد دفنه، ابني طفل لم يفعل شيئا، ولم يؤذ أحدا”.

ويوجه علي شاهين عمّ الشهيد عماد رسالة باللغة العبرية يدعو فيها حكومة الاحتلال لمحاسبة الجنود الذين قتلوا فتىً في مقتبل العمر لم يشكل خطراً على أحد.

ويتابع: “ابننا عماد لم يفعل شيئا، لم يؤذ أحدا، ومع ذلك قتله الجنود، ما الذي فعله؟!، أطالب العالم والمؤسسات بسؤال حكومة الاحتلال لماذا قتلوه، ولماذا يرفضون تسليم جثمانه؟!”.

وكان شاهين أصيب ثلاث مرات خلال مشاركته السلمية في مسيرة العودة، وقد بترت أصابع قدمه في الإصابة الأخيرة، ما اضطره لاستخدام عكاز يتوكأ عليه خلال المشي.

احتجاز الجثامين
وأكد باسم أبو جريّ الباحث الأكاديمي في مركز الميزان لحقوق الإنسان، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل سياسة احتجاز جثامين الشهداء في مسيرة العودة

وأضاف: “هذا الإجراء يُعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة؛ حيث إن احترام جسد الإنسان وهو ميت مكفول بموجب القانون الدولي الإنساني؛ وحق الأهل في استلام الجثمان ودفنه وفق الشريعة من الحقوق المكفولة، فكرامة الإنسان لا تقتصر على كرامته حيًّا وإنما حق يُحفظ له بعد وفاته”.

وأشار أبو جريّ إلى أن احتجاز الجثامين يهدف إلى الضغط على المواطنين وخاصة ذوي الشهداء، وقد تكرر على نحو ملحوظ منذ بدء فعاليات مسيرات العودة في قطاع غزة، فمنذ 30 آذار بلغ عدد الجثامين التي تحتجزها قوات الاحتلال الإسرائيلي (11)، من بينهم ثلاثة أطفال.

ونبه أبو جري إلى أن مركز الميزان لحقوق الإنسان يواصل مساعيه الحثيثة لاستعادة جثمان الشهيد الطفل شاهين (17 عاماً)، من سكان مخيم النصيرات في قطاع غزة.

وطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفاعل لوقف هذا الإجراء الذي يشكل انتهاكاً جسيماً لقواعد القانون الدولي الإنساني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

البرازيل.. مظاهرة تضامنية مع غزة ولبنان

البرازيل.. مظاهرة تضامنية مع غزة ولبنان

سان باولو – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الأشخاص في مدينة ساو باولو البرازيلية، السبت، احتجاجا على الهجمات الإسرائيلية في غزة ولبنان. ورفع...

استشهاد 17 ألف طفل في غزة منذ 7 أكتوبر

استشهاد 17 ألف طفل في غزة منذ 7 أكتوبر

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أفاد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة، اليوم الأحد، بأنّ نحو 17 ألفاً من أطفال غزة...