الأحد 04/مايو/2025

من يداوي جراح عائلة المطارد نعالوة؟

من يداوي جراح عائلة المطارد نعالوة؟

على خطى من سبقوه، مضى الشاب أشرف نعالوة وهو يدرك ما سيلحق به وعائلته من أذى الاحتلال، بعد العملية الجريئة التي نفذها في مستوطنة “بركان”، موقنا بأن وراءه شعبا سيؤازر ويداوي جراح أهله.

منذ الساعات الأولى لعملية “بركان” في السابع من تشرين أول الماضي، لم تعرف عائلة الشاب “نعالوة” ولا مسقط رأسه ضاحية شويكة بطولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، طعم الراحة أو الاستقرار.

فقد داهم الاحتلال منازل عائلته وأقربائه في شويكة ومدينة نابلس مرارا، واعتقل كل أفرادها، وأخضعهم للتحقيق والترويع، ولا تزال والدته وشقيقته “فيروز” المحاضرة الجامعية، قيد الاعتقال، فيما يستخدم الاحتلال قرار هدم منزل العائلة كأداة للضغط عليه.

ولم تتوقف إجراءات الاحتلال على عائلة نعالوة فقط، بل طالت كل ضاحية شويكة والقرى المجاورة، ضمن سياسة العقاب الجماعي التي يستخدمها الاحتلال، إذ تتعرض “شويكة” لاقتحامات يومية ومفاجئة، يتخللها تنكيل وتخريب، بحجة البحث عن نعالوة.

لماذا العقاب الجماعي؟
ويبين مراقبون ومختصون أن الاحتلال يسعى من خلال هذه الانتهاكات بحق عائلة المطارد نعالوة، وكذلك سياسة العقاب الجماعي تجاه جيرانه وأبناء بلدته، إلى تحقيق جملة من الأهداف، وأهمها الضغط على المطارد ذاته، وتحطيم معنوياته عبر اعتقال والدته وشقيقته، ودفعه بالتالي إلى تسليم نفسه، سعيا منه لوقف مسلسل المعاناة، وحتى لا يكون سببا بمزيد من الأذى لعائلته وأبناء بلدته.

كما يتوقع الاحتلال أن ممارسة مثل هذه الضغوط على العائلة، قد يدفعهم للضغط عليه وإقناعه بضرورة تسليم نفسه.

وفي كل مرة يلجأ فيها الاحتلال إلى سياسة العقاب الجماعي، فإنه يسعى إلى تأليب الشعب على مقاوميه، من خلال الربط بين نشاطهم المقاوم والأذى الذي يلحق بهم.

ويضاف إلى ما سبق، فإن الاحتلال يتوجه بهذه الممارسات إلى أوساط المستوطنين، لإشباع رغبة الانتقام لديهم، ومحاولة طمأنتهم بأن جيشهم لا يدخر جهدا للوصول إلى المطارد نعالوة.

التفاف شعبي وغياب رسمي

وأمام بطش الاحتلال، وفي ظل عجز السلطة عن وقف مسلسل التنكيل، يأتي الالتفاف الشعبي والأهلي ليسد هذا الفراغ، يساند العائلة ويقف إلى جانبها في محنتها، ويمدها بأسباب الصمود والثبات.

وخلال الأيام الماضية، شهدت شويكة عدة وقفات تضامنية مع عائلة نعالوة، أظهرت مدى التفاف الجماهير حول المطارد نعالوة وعائلته، وفشل مساعي الاحتلال لخلق حواجز بين الشعب ومقاوميه.

ويقول النائب حسن خريشة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “إن هذه الوقفات تكسر حاجز الخوف، وتقول للاحتلال بأن الشعب الفلسطيني لا يخاف من إرهابه، وإن الجميع مستعدون للوقوف في وجه جنود الاحتلال وانتهاكاتهم المستمرة”.

ويؤكد أن دعم صمود عائلة “نعالوة” واجب وطني وأخلاقي وديني، لأن ما قام به عمل مقاوم، ولا يوجد فلسطيني شريف إلا ويشعر بالفخر والاعتزاز تجاهه.

أشكال الدعم

بدوره، يقول الناشط فؤاد الخفش أن ضاحية شويكة، التي تتعرض في كل دقيقة لاقتحام وترويع وحصار واعتقالات وتنكيل، تعاني التهميش وعدم وصول المسؤولين إليها، وعدم تسليط الضوء عليها من جانب أقلام وكاميرات الصحافة.

ويضيف الخفش: “شويكة اليوم التي يعاقب أهلها لخروج فلسطيني من رحمها قام بعمل ضد الاحتلال، من الواجب الحج لها، وتحويل القِبلة عليها، والطواف حول المنزل المهدد بالهدم، ومساندة سيد المنزل”، كما قال لمراسلنا.

ويقترح أن تكون شويكة قِبلة المعارضين لقانون الضمان الاجتماعي، بحيث تقام الوقفة القادمة في البلدة، لتسليط الضوء على معاناة أهلها، وأن تعقد الحكومة اجتماعها القادم فيها كرسالة تضامن وتكاتف، وأن تكون صلاة الجمعة القادمة لكل طولكرم فقط في مسجد البلدة والمنزل المهدد بالهدم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...