السبت 10/مايو/2025

المختوم خلطة تراثية فلسطينية.. هل تعود؟

المختوم خلطة تراثية فلسطينية.. هل تعود؟

“عجوة التمر، العسل، زيت الزيتون، حبة البركة، السمسم” كانت قديماً تقدم في فلسطين لعلية القوم ولكبار الزوار كأفضل غذاء فلسطيني وصحي، كان يطلق عليها قديماً “المختوم” في إشارة إلى أنّه أفضل ما يملكه الفلسطيني في بيته.

هذه الخلطة غابت عن موائد الفلسطينيين وباتت مندثرة إلا من بعض البيوت النادرة، حتى باتت غير معروفة في أوساط الناس سوى عبر الروايات والأحاديث عن التراث والماضي الفلسطيني الجميل.

إحياء الفكرة

أحمد طاهر الحسنات (34 عاماً) هو شاب فلسطيني تربى وسط أسرة بدوية تعود أصولها لقرية “بئر السبع” المحتلة، كان والده من الناس الذين لم تغب هذه الخلطة “المختوم” عن موائدهم يوماً والذي بدوره ورثه عن والده أيضاً، حتى اكتشف الحسنات أنّ كثير من الناس في قطاع غزة لا تعرف هذه الخلطة التي وصفها بأنّها أشهى أنواع الأطعمة التي يمكن تناولها في صباحاً أو مساءً.

الحسنات وهو خريج بكالوريوس تربية واستشاري في التسويق، يؤّكد أنّه أراد إحياء هذه الخلطة التراثية الفلسطينية بنهكة عصرية عبر إضافة بعض الإضافات عليها التي تزيد من إقبال الجمهور عليها، وهو ما تحقق فعليًّا.


null

إنتاج وترويج

يقول الحسنات لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إنّه لم يكن يخطر بباله القيام ببيع هذا المنتج، إلا أنّ عندما قام بتجهيزها وتعبئتها في أوانٍ زجاجية وعرضها على صفحته على “فيسبوك” حتى تواردت عليه عشرات الأسئلة عن سر هذه الخلطة ومكوناتها، وكيفية الحصول عليه.

حينها لمعت الفكرة برأس الشاب الحسنات، بالبدء بإرسال بعض العينات كهدية لبعض الأصدقاء للتجربة ومن ثم لتقديم أكثر، وسرعان ما تسارعت الردود التي طالبته بعمل هذه الخلطة وتعبئتها في مرطبانات زجاجية وبيعها للناس.

المختوم الملكي

سريعاً وكأنّ التوفيق من الله كان حليف الشاب الحسنات الذي بدأ بتجهيز كميات من الخلطة الذي أطلق عليها “المختوم الملكي” في إشارة منه أنّها طعام الملوك، ويقصد أولئك الناس الذين يبحثون عن أفضل الأطعمة وأجودها.

وبدأ الحسنات باستقبال طلبات الأصدقاء والمقربين وحتى المعارف على شبكات التواصل الاجتماعي، وبدأ البيع حتى تزايد عليه الطلب، ويكشف أنّه ومع تسارعه في تقديم بصمة وشعار لمنتجه، بدأت تصله بعض عروض الشركات التي ترغب بتبني هذا المشروع، وأخرى تريد كميات من المنتج.

يؤكّد أحمد الحسنات، أنّه رفض قطعيًّا تبني المنتج من أي شركة، وذلك كما يقول “حتى نحافظ على جودة المنتج”، مبيناً أنّ جودة المكونات عنصر مهم جدًّا في طعمها المميز.

ويضيف: “أريد أن يكون هذا المشروع مشروعي المستقبل الذي يحقق لي ولأهلي، ولكن لن أتخلى يوماً عن الجودة وعن أفضل العناصر التي تقدم خلطة مميزة للمواطن”.

فوائد المختوم

يؤكّد الحسنات، أنّه بإمكان الكثير من الناس العمل في هذا المشروع وإضافة المكونات على بعضها، إلا أنّ “ما يميز هذه الخلطة هو المعايير لكل مكون، وطريقة الطبخ” كما يقول.

ويكشف الحسنات، أنّ المختوم له فوائد صحية جمة، أبرزها القوة الجسمانية والجسدية، وزيادة التركيز، والنشاط العام.

ويشير إلى أنّ عشرات الرسائل وصلته تؤكّد هذه الفوائد، ويقول: “هذا المختوم عبارة عن صيدلية كاملة” وسيكتشف الناس بعد حين أنّ له فوائد أكبر من ذلك بكثير.


الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات