الجمعة 09/مايو/2025

الشهيد الباز .. 3 إصابات انتهت باستشهاده

الشهيد الباز .. 3 إصابات انتهت باستشهاده

بعد استشهاده بقي الفتى منتصر الباز حاضرًا في مسيرة العودة شرق مخيم البريج، فصورته الكبيرة تتناقلها الأم والأشقاء لتذكر الجميع بالمسار الذي اختاره الشهيد بإيمان ومحبة.

واستشهد الباز (17 عاما) مساء 23 أكتوبر/تشرين أول الماضي، بعد ساعات من إصابته شمال موقع “كيسوفيم” شرق دير البلح وسط قطاع غزة، عندما أطلق قنّاص إسرائيلي النار على رأسه بشكل مباشر، بعد أن تعرّض للإصابة ثلاث مرات في مسيرة العودة.

شاهد الجريمة الأقرب هو الشاب محمد السلطي (18 عاما) الذي هرع لإسعاف منتصر لحظة إصابته برصاصة في رأسه، وقد تعرّض لإطلاق النار على بعد أمتار منه.

غياب أبدي

يقول السلطي: “كان الجنود بالعشرات قرب بوابة موقع النمر، ثم جاءت دبابة، ظهرت طائرة بدون طيار فوق رؤوسنا مثبت فوقها كاميرا واضحة، وصورتنا، ثم أصيب شاب في كتفه، ولما حاول منتصر الوقوف أصابه القناص في رأسه”.

تفجّر دماغ منتصر وسالت الدماء بغزارة من رأسه، وخلال محاولة السلطي سحب جسده تعرّض لإطلاق النار، في حين كان منتصر يردد الشهادتين، ويلفظ أنفاسه الأخيرة.

تقبض والدة الباز على صورته المكبرة، وتشارك للمرة الثانية في جمعة مسيرة العودة شرق البريج، وإلى جوارها أبناؤها وبناتها الذين يتلمسون غيابه عن ساحة المسيرة.

تبدي استغرابها من حالة الهدوء والسكينة التي عاشها منتصر، وقد راقبته يصلي قيام الليل، ويداوم على قراءة القرآن، حتى طلب منها مسامحته في آخر يوم من حياته.

تقول لمراسلنا: منتصر أصيب ثلاث مرات خلال مشاركته في مسيرة العودة للمطالبة بحق الفلسطيني بالحياة والكرامة.

وتضيف: “قلت له يا منتصر الإصابة الرابعة أخشى من فقدانك”.

وتتساءل بألم: “ما ذنب ابني حتى يقتل بهذه الطريقة؟ والده من قبل مرض وتوفي بسبب منعه من العلاج”.

أما عبير شقيقة الشهيد فلا تزال في حالة صدمة من لحظة تلقيها نبأ رحيله عن الحياة.

تكبر عبير منتصر بعامين فقط، وقد عاشا أشقاء وأصدقاء، فهو الأقرب إلى قلبها بين أشقائها التسعة.

وتتابع:” أفتقده لأنه ترك فراغاً كبيراً في البيت، آخر لحظات طلب مني أن أعد له الطعام، لكنه خرج ولم يأكل، خرج ولم يعد لنا”.

أشقاء منتصر

العجيب أن الفتى منتصر الباز حدث والدته بأنه رأى في المنام صديقه الشهيد عبد الرحمن عقل، وحدثه باقتراب اللقاء، ساعات فقط وكان الباز شهيداً برصاص قناصة الاحتلال في رأسه.

يقول إياد شقيقه الأكبر: إن منتصر داوم على المشاركة السلمية في جميع فعاليات مسيرة العودة على حدود غزة في عدة نقاط.

ويضيف: “لا يتجاوز عمره 17 عاما، إنسان بسيط جدًّا، أطلقوا الرصاص على رأسه مباشرة، ردد على مسمعي أن الاحتلال اغتصب الأرض ولابد من رفع الصوت عالياً بحقنا في الحياة”.

ويفسّر إياد جرائم قناصة الاحتلال على حدود غزة، ومنها تصويب الرصاص القاتل لرأس شقيقه، بأنها محاولة مستمرة لمنع السكان من المطالبة بحقهم في الحياة.

شريط الذكريات

كلمات جميل الباز (15 عاما) شقيق منتصر الأصغر مضطربة وهو يسترجع شريط الذكريات لأحزان طازجة بعد رحيل منتصر الذي أوصاه في آخر أيامه على والدته.

ويتابع: “لحظة إصابته رأيت شخصاً مصاباً برأسه وينزف، لم أعرفه في البداية، لكنني تأكدت لما اقتربت منه، شارك منتصر في كل فعاليات الحدود، غزة والبريج وحدود الشمال، أحبّ الناس والكل أحبه/ وكان دوماً يوصيني بأمي وشقيقاتي”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات