السبت 29/يونيو/2024

إسرائيل .. كيان قائم على الوهم!

إسرائيل .. كيان قائم على الوهم!

على فرضية خرافية وأطماع تلمودية قامت “إسرائيل” على الأرض الفلسطينية، محاولة تقديم نفسها دولة عصرية، نجحت أحيانا بسطوة الإعلام والنفوذ في ترويج هذه الفكرة، التي سرعان ما كانت تتبخر بفعل سلوكها العنصري الإجرامي لتبقى حقيقتها الراسخة “كيان قائم على الوهم”.

وبعد مجازر دموية اقترفتها العصابات الصهيونية، عام 1948، تأسست “إسرائيل”، على فرضية خرافية “فلسطين أرض بلا شعب” وروجت لخرافة شعب الله المختار، وأن هذه الأرض أرض الأجداد الموعودة، وعملت دعاية الاحتلال على الترويج لذلك؛ مسقطة مئات الآلاف الذين هجرتهم بعدما دمرت قراهم بالإرهاب والمجازر.

وعلى مدار 70 عامًا، عملت الدعاية “الإسرائيلية” وعبر استراتيجيات دعائية متعددة على الترويج لكيان الاحتلال القائم بالاغتصاب والقوة لأرض فلسطين، ومحاولة تقديمه دولة ديمقراطية لا مثيل لها في الشرق الأوسط.


شهداء مجزرة كفر قاسم

خرافة وأسطورة
كما روجت لكيانها قوة غير قابلة للهزيمة “الجيش الذي لا يقهر” وباتت معادلة الردع هي سلاحها في مواجهة الدول العربية التي ابتلي أغلبها بزعامات تبحث عن حماية كراسيها وعروشها، فغابت عن مشاريعها مواجهة “إسرائيل” أو القضية الفلسطينية إلا في إطار الخطب، وهو ما بدأ يتراجع على وقع اتساع رقعة التطبيع.

أسطورة “إسرائيل” القائمة على الخرافة، سرعان ما بدات تتهشم، بفعل صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته الممتدة، فلم تفلح “إسرائيل” رغم سطوة نفوذها وامتلاكها الفعلي وبالتأثير أبرز وسائل الإعلام الدولية التي استثمرت فيها المليارات لحجب حقيقة دموية جيشها، وقتله الأطفال والشيوخ بلا أدنى شفقة أو رحمة وبلا مبرر.

وبقيت الكثير من جرائم الاحتلال حاضرة في أذهان العالم بعدما شاءت الأقدار أن توثقها عدسات المصورين، كما حدث مع الإعدام الدموي للطفل محمد الدرة الذي استشهد في أحضان والده (30 سبتمبر 2000) وتوالت بعد ذلك مئات الشواهد والجرائم التي أظهرت الحقيقة الدموية للكيان.


الشهيد محمد الدرة في أحضان والده

سقط وهم الردع!
وعندما تفجرت الانتفاضات الفلسطينية الواحدة تلو الأخرى، وصولا للحروب الثلاث على غزة، والحرب على لبنان، سقط القناع عن دولة الوهم، فالجيش الذي لا يقهر قهره أطفال الحجارة، وشباب الانتفاضة الثائر، حتى وصلنا، إلى زمن تعلم فيه “إسرائيل” أن عمقها سيقصف في ساعة محددة، وتقف عاجزة بانتظار الضربة، وهو ما فعلته كتائب القسام خلال حرب 2014.

وسرعان ما سقط وهم الردع الإسرائيلي، وبات ردع المقاومة هو الحاضر، مع فارق القوة والإمكانات، ولكنها معادلة الإيمان والحق وعدالة القضية.


ما روج له سحرة الاحتلال (القائمون على الدعاية لديه) حول “إسرائيل” وقوتها، وتماسك مجتمعها، عبر عقود، لقفته عيون الحقيقة التي تناقلها الإعلام العالمي، فكيان الوهم أوغل في العنصرية، واستشرس في سياسة التهويد وفرض الأمر الواقع في القدس والضفة المحتلة.

عشرات القوانين العنصرية دشنها ساسة الاحتلال، وآخرها قانون القومية العنصري الإقصائي، فضحت حقيقة الدولة الديمقراطية المزعومة.

على وقع هذه الحقائق، وسقوط الوهم، تكاثر الداعون لمقاطعة الاحتلال وباتت دعوات المقاطعة تنتشر في معاقل الدول الداعمة للاحتلال، حتى باتت حركة المقاطعة BDS هاجسا ورعبا آخر للاحتلال بعدما دفعت العشرات من الشركات للانسحاب من “إسرائيل” (الأراضي الفلسطينية المحتلة).

كيف ينظر العالم لـ”إسرائيل”؟
وبينما تحاول “إسرائيل” هذه الأيام التسلل إلى الدول العربية عبر زعاماتها الباحثة عن الحفاظ على عروشها، والترويج للتطبيع مع الاحتلال، تبدو الصورة أمام الكثير من العالم أكثر وضوحًا.

وخلص استطلاع دولي فحص كيف ينظر إلى دول مختلفة في سائر أنحاء العالم، إلى أن “إسرائيل” دولة غير اجتماعية، وغير ودية، وغير ممتعة، ومنهكة لحقوق الإنسان، ويرتبط اسمها بالرشاش “عوزي”.


هذا التصنيف “الصادم” للإسرائيليين، الكاشف لحقيقة كيان الوهم، كشف عنه البروفيسور ديفيد ربشتاين، من كلية الأعمال في جامعة بنسلفانيا، حيث صنّفت “إسرائيل” في مواقع متدنية، باستثناء معياري القوة العسكرية (علامة 9.8 من 10) والعلاقات السياسية (علامة 7.9 من 10).

أجري الاستطلاع بالتعاون مع مجلة “يو إس أند نيوز ريبورت” و”يانغ أند روبيكام”، ونقله موقع عرب 48، وفحص مواقف 80 دولة، وشمل 21 ألف مستطلع من 36 دولة.

ويعد ثلث المستطلعين من النخبة وذوي التحصيل التعليمي العالي، ومن الطبقات المتوسطة والعليا، أما الثلث الثاني فيشمل مسؤولين في قطاع الأعمال، ويمثل الثلث الثالث شريحة عامة في الدول التي فحصت.

وحلّت” إسرائيل” في المكان الثلاثين، بين البرازيل والمكسيك، في حين اختتمت القائمة المؤلفة من 80 دولة كل من أنغولا والجزائر.

وكانت نتائج الاستطلاع قد نشرت للمرة الأولى في منتدى دافوس مطلع العام الحالي، ولكنها ركزت على الفائزين والتغييرات في تصنيف الدول الفائزة، حيث تراجعت الولايات المتحدة من المكان السابع إلى الثامن، وأبدلت ألمانيا ببريطانيا.

وحصلت “إسرائيل” على التدريج العالي في معيار القوة، حيث احتلت المكان الثامن، بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا واليابان، وحصلت على علامة 6.2 في بند التحالفات الدولية، أما في بند القيادة فقد حصلت على علامة 2.3 فقط. وفي معيار القوة هذا بدت عاجزة أمام مقاومة باسلة صمدت في 3 حروب مدمرة، واستطاعت أن تأسر جنود الاحتلال من دباباتهم العسكرية.


وبحسب الاستطلاع؛ ينظر لـ”إسرائيل” دولةً “غير سعيدة” (علامة 0.3)، وغير اجتماعية (بعلامة 0.8) ولا تحافظ على حقوق الإنسان (علامة 0.8)، ولا تحافظ على حرية الأديان (0.7)، ولا ينظر إليها دولةً تسعى للمساواة (1.5)، وهي معطيات تؤكد الواقع العنصري داخل الكيان الصهيوني.

واحتلت “إسرائيل” المرتبة 64 بحسب المعيار المتصل بالانفتاح على الأعمال، أما البيروقراطية “الإسرائيلية” فقد حصلت على علامة 4.0، ولكن لا أحد في العالم يعتقد أن نظام الضرائب فيها يشجع النشاط التجاري، حيث كانت علامتها في هذا المعيار صفرًا (0).

وبيّن الاستطلاع أن وضع “إسرائيل “سيئ في معيار (المغامرة)، والإشارة هنا إلى سعادة البشر فيها. وكان من اللافت أن الرشاش “عوزي” هو المنتج “الإسرائيلي” الوحيد البارز دوليا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات