طولكرم نعالوة.. الخبر اقتحام لكنّ الشيطان في التفاصيل!

لم تعد تفاصيل الحياة في بعض أحياء مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية وبعض المناطق في القضاء مثلما كانت قبل الثاني من الشهر الجاري عند بدء عملية مطاردة الفدائي أشرف نعالوة منفذ عملية بركان.

وبحسب المواطنين، فإن النوم ليلا بات حلما لدى البعض، فيما بات مشهد تواجد الجنود كل ليلة في المنزل أو على أبوابه أمرا اعتياديا وفق المواطن أحمد مهداوي.

null
ويشير مهداوي لمراسلنا إلى أن أصوات الطائرات الزنانة لا يفارق المنطقة، وبات جزءا من الحياة اليومية وحين يختفي لأمر يدبره الاحتلال يعود مرة أخرى وبشكل أكثر عنفا ليضاف إليه لاحقا مناطيد التصوير التي باتت جزءا من سماء المدينة ومحيطها.

لا يختلف الليل عن النهار في تعداد عدد الاقتحامات سيما لضاحية شويكة في طولكرم، فبات واضحا أن هناك اقتحام كل عدة ساعات لموقع في طولكرم أو محيطها ليتكرر نفس السؤال: أين أشرف؟.

null
على مدار الساعة
يقول والد المطارد أشرف لمراسلنا في آخر مرة اقتحم فيها الجنود المنزل، وسألوه عن ابنه الذي لا يعرف أين هو قال له الضابط: استأجر سيارة وركب عليها سماعات كبيرة، واذهب للقرى المجاورة، ونادي على ابنك لكي يسلم نفسه ويريح الناس.

منزل السيد نعالوة لم يعد مجديا تعداد عدد الاقتحامات لأنها تزداد يوميا، وانتهج الاحتلال أسلوبا مختلفا للتنكيل، مرة يعتقل الأب ويفرج عنه، وفي أخرى يعتقل الأم ويفرج عنها، وفي ثالثة يعتقل البنات ويفرج عنهن، ويعيد اعتقال الأب بعد ذلك ويفرج عنه، ويكرر الأمر مع البقية مرارا، ثم يعيد اعتقال إحدى البنات ولا يفرج عنها، ويعيد اعتقال الأم ولا يفرج عنها، ويقتحم المنزل كل يوم ويذكر ساكنيه بأنه سيهدم قريبا.. ويضع جرافة عسكرية كبيرة على بوابة تسيعور غرب طولكرم، ويقتحم المنزل والحي، ولا تدخل الجرافة.

null
وبحسب بيانات نادي الأسير، فإن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من خمسين مواطنا منذ عملية ملاحقة أشرف، ورغم هذا العدد الكبير من المعتقلين، فإن العدد الذي لا يحصى هو عدد الأشخاص الذين تم التحقيق الميداني معهم في منازلهم والشوارع.

تهديد ووعيد
وتشير السيدة إلهام أبو شيخة من حي النعالوة في ضاحية شويكة لمراسلنا: أن جنود الاحتلال دخلوا المنزل واحتجزوا جميع أفراد الأسرة في غرفة واحدة، ثم شرعوا بالتحقيق الميداني معهم واحدا واحدا، ثم تكرر الأمر لعدة أيام، وفي كل مرة يقولون “بتعرفوا إنه من يساعد أشرف سوف نهدم بيته”.

null
ونؤكد أن تفاصيل اقتحام المنازل ليست مجرد كلمة تقال، ففيها يتم قلب كل ممتلكات المنزل رأسا على عقب، وكذلك تخريب في الجدران وخسائر في الممتلكات، وأحيانا سرقات، عدا عن حالة الخوف المستمر التي تتولد لدى الأطفال حين يهرعون وهم نيام على وقع دخول الجنود للمنزل.

وبالنسبة لعلي الشيخ غانم، فإن كل ما يجري عقاب جماعي، مشيرا لمراسلنا إلى أن المربع الواقع بين شويكة وبيت ليد وعنبتا وبلعا لا تفارقه قوات الاحتلال منذ العملية، ما بين تفتيش وإهانات على الحواجز واقتحام مصانع ومحال تجارية حتى الأشجار والأحجار قلبت.

null
وفي آخر اقتحام لقوات الاحتلال للمنطقة، وزعت منشورات أعلنت فيها أن كل من يساعد أشرف بالإيواء، وحتى بتقديم الطعام والماء أو غيره، سوف يتعرض للاعتقال وهدم المنزل، وسحب تصاريح العمل له ولعائلته.