السبت 10/مايو/2025

من الإضراب للانتصار .. زوجة خضر عدنان تروي لـالمركز الحكاية

من الإضراب للانتصار .. زوجة خضر عدنان تروي لـالمركز الحكاية

أكدت زوجة الشيخ خضر عدنان عقب حضورها جلسة محاكمته اليوم الأحد أنه انتصر على السجان كعادته متحديا ضباط مخابرات الاحتلال الصهيوني الذين قالوا هذه المرة لن نسمح له أن ينتصر.

وأضافت في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” عقب صدور قرار الحكم بالسجن عاما واحدًا والاكتفاء بمدة اعتقاله، أن الشيخ ورغم حالته الصحية السيئة تمكن من توجيه رسالة بما استجمعه من قواه المنهارة وصوته الضعيف أن هذا انتصار.

ونقلت عنه إهداءه انتصاره للأسيرات على وجه الخصوص وللأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي في ذكرى استشهاده، ولوالدته التي افتقدها في هذا الإضراب بسبب وفاتها، ولوالده.

 


null

وأشارت إلى أن وضعه الصحي بدا سيئا، حيث تدهورت حالته كثيرًا مساء أمس ما استدعى نقله للمستشفى، ولكنه رفض إجراء الفحوص الطبية حتى لا يمنح الاحتلال أي معلومة عن صحته.

وحول ما شاهدته خلال جلسة المحكمة قالت: تقيأ أربع مرات دما، ولم يستطع الحراك، ويعاني من هزال شديد، وبدا واضحا أن حالته الصحية سيئة للغاية.

وفي مقابلة موسعة مع “المركز الفلسطيني للإعلام” تحدثت زوجة الشيخ خضر عدنان عن دوافع إضرابه مستنكرة الإهمال المتعمد لقضيته محليا، مخاطبة المؤسسات الرسمية والحقوقية “لسنا بحاجة لكم” ، ومؤكدة أن الإضراب نوع من أنواع مقاومة الاحتلال.

وأشارت إلى أن هناك استهدافًا خاصًّا للشيخ خضر منذ اعتقاله جعله يخوض الإضراب، وأن مخابرات الاحتلال أوصلت لهم رسالة أنها لن تسمح له هذه المرة بالانتصار.


null

وفيما يلي نص اللقاء:

– ما أسباب خوض الشيخ خضر عدنان إضرابه عن الطعام هذه المرة؟

إن إضراب الشيخ خضر هذه المرة مختلف، فهو ليس معتقلا إداريا، ولكنه كان موقوفا على ذمة قضية دون محاكمة، وهناك تمديد غير مبرر في كل جلسة محاكمة، ونحن نشعر أنه موقوف “إداري مبطن”؛ بمعنى أن مخابرات الاحتلال لم تحوله مباشرة للاعتقال الإداري لكي لا يشهر إضرابه عن الطعام كما العادة في كل مرة، فلجأت إلى توجيه تهم واهية وجلسات محاكمة دون حكم.

الشيخ خضر لدى اعتقاله وجه إنذارا لمخابرات الاحتلال أنه وفي حال مضى عام دون محاكمته، فإنه سوف يخوض إضرابا عن الطعام، وبالفعل هو بدأ ذلك في (2-9-2018) بعد (17) جلسة محاكمة.

الإضراب أحد أشكال المقاومة، ومقاومة الاحتلال تكون بعدة أشكال، وهي واجبة على كل فرد متى أعطاه الله القوة.


null

– ما هي أشكال المضايقات التي تعرض لها الشيخ خضر عدنان في اعتقاله الأخير؟

أخبرنا الشيخ خضر أنه يشعر في اعتقاله الأخير أن هناك استهدافا شخصيا له من جنود ومخابرات الاحتلال، وهذا أيضا كان سببا في إضرابه الأخير، ومن أوجه ذلك الاعتداء غير المبرر علينا (أسرة الأسير)، وعليه بالضرب لدى اعتقاله من المنزل وصولا لسجن مجدو، وكذلك نقله إلى سجن ريمون من مجدو، وهذا الأمر حصل فقط مع الشيخ؛ حيث إن سجن ريمون لا يوجد به موقوفون ولا أصحاب أحكام قليلة؛ فكان من الواضح أنها سياسة تنكيل خاصة به.


null

وكذلك أخبرنا أنه يتعرض أثناء نقله لمحكمة سالم لجميع أنواع الذل والإهانة من أي جندي أو مجندة لا نعرف أصلهم من أين.

إن كل ما يعانيه الشيخ هذه المرة هو “إداري مبطن”؛ حيث إن التهم الموجهة إليه لا تتعدى أحكامها ستة أو سبعة أشهر، لكن الاحتلال لا يزال يصر على إصدار حكم عالٍ بحقه أو تمديد اعتقاله دون محاكمة، وكما أفادنا المحامي فقضيته مروّسة بالإداري ما بعد القضية، وهو الإداري المفتوح.

الشيخ خضر لم يقبل أن يستسلم للإداري المبطن، وأي إنسان حر ذاق النصر وحلاوته على الاحتلال لا يمكنه أن يرضى أن يبقى تحت رحمته ليحدد له متى يفرج عنه، وكانت قد تحدثت القاضية بالمحكمة أن شخص خضر عدنان يجب أن يبقى رهن الاعتقال ولا يخرج من السجن.

– ما رسالة الشيخ خضر عدنان من هذا الإضراب؟

أراد الشيخ خضر أن يوصل رسالة للاحتلال أن الإضراب ليس فقط بحالة الإداري، وإنما بأي حال يتعرض لها للظلم، فمن حقنا أحرارًا على وجه هذه الأرض أن نرفض الاعتقال برمته وليس الإداري فقط، وأن نرفض آلية الاعتقال التعسفي وكيفية معاملة الأسرى من السجانين أثناء التنقلات أو المحاكم.


null

وأكدت أن من حق الأسير بعد تسلط الاحتلال عليه بظلمه وعنجهيته أن يرفع هذا السيف الذي يمتلكه، فالاحتلال كله باطل، والحق كل الحق بمقاومته، والأسير لا يملك إلا أمعاءه الخاوية لمحاربة هذا المحتل الغاشم.

– ما الحالة الصحية للأسير خضر وفق آخر الأخبار؟

يوجد الشيخ خضر اليوم في مستشفى سجن الرملة،  ويرفض إجراء الفحوصات الطبية وبين الحين والآخر ينقَل بالقوة لمستشفى برزلاي بعد الضغط والمشاجرة بينه وبين ووحدات النحشون، وهو يتبع هذه السياسة منذ إضرابه الأول لأنه يعلم أن هذه الفحوصات تخدم الاحتلال ولا تخدم الأسير المضرب رغم خطورة ذلك على وضعه الصحي.

من أضرب وخاض هذه المعركة لا ينظر لصحته ولا يلتفت للخلف، وأي معرفة بوضعه الصحي يخدم الاحتلال ويستطيع من خلالها أن يحدد قوة الأسير على التحمل وأين وصلت حالته الصحية ومنها يحدد متى يمكن أن يضغط على الأسير ومتى يمكن أن تنتهي معركته مع السجان.

– هل يوجد تواصل بينكم وبين الشيخ خضر بعد إضرابه الأخير؟

للأسف، ليس هناك أي تواصل بيننا وبينه إلا عن طريق المحامي؛ لأنه من اللحظة الأولى لإضرابه وهو معزول في سجن ريمون، ومن ثم نقل إلى عزل الجلمة، واستمر وجوده هناك حتى اليوم 37 من الإضراب، ونحن لم نعلم عنه أي شيء نوعا من العقوبات.


null

ونبهت إلى وجود أشكال مختلفة من الضغوط عليه في إضرابه تختلف عن الإضرابات السابقة في عزل الجلمة؛ حيث عزل في زنزانة 190 * 190 بها برشين مقيد اليدين والرجلين بمنطقة مظلمة، وكانت المياه تعمل طوال الوقت إضافة للحمام المفتوح، ولا باب للزنزانة سوى قضبان حديد حتى يتمكن السجانون من رؤيته دائما، ووجود الكثير من الحشرات ومداهمة الضباط له كل نصف ساعة حتى لا يسمحوا له بالراحة.

– هل تتعرض قضية إضراب الشيخ خضر هذه المرة للإهمال مقارنة بالمرات السابقة؟

أقول: الاحتلال هو الاحتلال، والشيخ هو الشيخ، والقضية هي القضية، والأمور لا تختلف كثيرا عن المرات السابقة، والاحتلال يولي هذه القضية كل الاهتمام، وهناك طلبات مستمرة من الاحتلال للأسرى أن يتدخلوا لكي ينهي إضرابه، فالشيخ هذه المرة أصلب من السابق، والاحتلال يتعامل مع هذه القضية أكثر من زخمها المرة الأولى، ويعلم مدى صلابة وإرادة الشيخ، وهذه المرة وكونه انقطع عن شرب الماء فالاحتلال يتخبط خوفا ومرتبك.

ولكن بصراحة الزخم بالمرة الأولى كان لأن السلطة أرادت ذلك؛ فهي عندما تريد أن تخرج الشعب للشارع تخرجه، والجميع يعلم ذلك القاصي والداني، فعندما تريد الخروج بمسيرة لموالاة الرئيس تخرج طلاب الجامعات والمدارس، ولكن هذه المرة السلطة غير معنية بقضية الشيخ، وذلك له أسبابه، والجميع يعلم الاعتداءات التي تعرض لها الشيخ من السلطة، وكيف كانت تضيق عليه،  وعندما كان الشيخ يوجد بخيمة الاعتصام أثناء الإضراب الجماعي كيف كان يتعرض للأذى من الكثيرين ممن لا يحملون في نفوسهم أي احترام للأسرى، ومع ذلك بقي متمسكا ومدافعا عن الأسرى وقضيتهم.

اليوم لا نتحدث عن قضية الشيخ وإنما إهمال في كل القضايا التي تتعلق بالشعب الفلسطيني ، فعندما يمرّ خمسون يوما على قضية الأسيرات وتركيب كاميرات المراقبة بالساحات الخاصة بهن؛ فلماذا لا يتفاعل المجتمع والسلطة مع هذه القضية؟

المشكلة أصبحت في قبول الذل، وقضية الأسرى لم تعد من الأولويات.


null

– كيف تقيمين الأداء الإعلامي في التعامل مع إضرابه هذه المرة؟

يضيّق الاحتلال على الشيخ، ويمنع خروج أي أخبار من عنده، ويمنعه من زيارة المحامي، فهذا التعتيم الإعلامي من الاحتلال لأنه يعلم مدى تأثير الإعلام في نشر هذه القضية، وكذلك عدم السماح لأعضاء الكنيست بزيارة الشيخ أو الوقوف إلى جانبه، وعدم السماح لإجراء أي فعاليات بأراضي 48 نصرة للأسرى المضربين.

وإن أردنا الحديث عن تقصير الإعلام المحلي، فهو ينتظر تنظيم أي فعاليات ليغطيها، وعندما أقيمت فعاليات برام الله وجنين وغيرها نصرة للشيخ جاء الإعلام وحضر، ولكن لا ننسى أننا تحت احتلال يضغط على الصحفيين ويهددهم، ولكن يبقى السؤال لبقية وسائل الإعلام فالقضية نفسها والشخص نفسه والاحتلال هو الاحتلال فما الذي تغير عليه؟!

– كيف تابعتم تطورات الإضراب الحالي؟

المشاعر لا تختلف؛ فعندما أتحدث عن الشيخ أتحدث عن قائد أفتخر وأعتز به قبل أن يكون زوجي، فكيف عندما أصبح زوجي وأبا لأبنائي السبعة. هذه المرة شعرنا بقلق وخوف أكثر من الس

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات