الأربعاء 26/يونيو/2024

النبي صموئيل.. قرية مقدسية منسية تتشبث بالبقاء

النبي صموئيل.. قرية مقدسية منسية تتشبث بالبقاء

تعاني قرية “النبي صموئيل”، شمال غرب القدس المحتلة، من التهميش، إذ تحولت بعد بناء الجدار الفاصل إلى سجن صغير، بحيث تفرض سلطات الاحتلال قيودا على سكانها وتمنع البناء فيها.

أهالي “النبي صموئيل” الذين يبلغ عددهم حوالي (320 شخصا)، اعتصموا قبل أيام، احتجاجا على ممارسات الاحتلال ضد قريتهم المعزولة، حيث تم الاعتداء على أراضي القرية، واستخدام ساحة المدرسة موقفا للمستوطنين الذين يزورون المقام.

“عيد بركات”، أحد سكان القرية يسرد لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” تاريخها ومعاناة السكان بقوله: “في العام 1971 تم هدم بيوت القرية الموجودة حول مقام النبي صموئيل، بادعاء أنها قديمة ويمكن أن تنهار على ساكنيها، لكن هذا الزعم غير صحيح، وإنما الهدف الحقيقي البحث عن آثار إسرائيلية، إذ تم نقلنا إلى بيوت بعيدة عن جامع القرية حوالي 400 متر”، وفق قوله.

وأضاف: “سمحوا لكل عائلة ببناء مطبخ وحمام خارجي، وما زاد عن ذلك بسبب النمو الطبيعي في عدد السكان، كانت سلطات الهدم الإسرائيلية له بالمرصاد”، لافتا إلى أن المؤسسة النرويجية بدأت في السنوات الأخيرة بمتابعة قضايا هدم منازل المواطنين في محاكم الاحتلال.

ويضرب”عيد” مثالا على سياسة التضييق الصهيونية مع سكان القرية، قائلا: “تلقيت 23 أمر هدم، موزعة على بناء منزلي أو بناء بركسات، أو حتى حفرة امتصاصية أو بئر ماء” ، مؤكدا على أن سلطات الاحتلال تمنع بناء أو توسعة أي شيء في القرية.

وأشار إلى أنه في العام 1995م، صادر الاحتلال حوالي (3500 دونما) من أراضي القرية وحولها إلى “حديقة وطنية”، تشمل كامل القرية ومحيطها بما في ذلك مسجدها، مضيفا أنه في أعقاب ذلك جرى حرمان سكانها من حق البناء أو الترميم أو غرس الأشجار.

وقال: “حاولنا الاعتراض على ممارسات الاحتلال إلا أننا لم نتمكن من ذلك”، موضحا أن الشارع الوحيد في القرية بقي دون تعبيد منذ العام 1967م، وحتى قبل ثلاث سنوات، إلى أن تمكنا عبر النرويجيين من تعبيده.

اعتصام احتجاجي
وأوضح “عيد” أن الاعتصام الذي جرى قبل أيام جاء احتجاجا على تحويل مدخل القرية كموقف سيارات للمستوطنين الزائرين لمقام النبي صموئيل، بحيث جرى تضييق المدخل، ما أدى الى خلق أزمات مرورية، وبالتالي يتأخر الطلاب عن مدارسهم، كما أقيمت قاعة أفراح على مدخل القرية، من أجل التضييق على السكان وتهجيرهم.

وعن واقع التعليم، أشار إلى أنه كانت في القرية مدرسة ابتدائية مكونة من غرفة واحدة مساحتها ٢٠ متراً مربعاً، ولاحقا، وبعد تدخل الملكة الأردنية رانيا العبد الله، ومؤسسة “مدرستي”، حصلنا على “كونتنير” لزيادة عدد الصفوف بحيث أصبح لدينا الآن أربعة تضم 20 طالبا، ومع ذلك لم تحل المشكلة، لذا يضطر حوالي 50 طالبا للدراسة في قريتي الجيب وبير نبالا، كما تفتقر القرية أيضا لعيادة صحية، ففي حالات الولادة تتوجه النسوة إلى مستشفيات الضفة الغربية.

وبين أن “الجدار العنصري” فصل القرية عن الضفة الغربية والقرى المجاورة مثل بيت اكسا وبيت حنينا والجيب وبير نبالا وبدو، إذ لا يمكن الوصول إليها إلا عبر اجتياز حاجز عسكري والسفر لمسافات طويلة،  وتابع بحسرة وألم: “لا أحد يستطيع زيارتنا إلا المقربين جدا ومن الدرجة الأولى، وعبر التنسيق مع الجانب الإسرائيلي”.

وطالب “عيد” السلطة الفلسطينية بالاهتمام بالقرية المنسية، والحد من البطالة المنتشرة في صفوف أبنائها، مؤكدا بأن الأهالي لن يغادروا قريتهم حتى لا تصادر أراضيهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...