الأربعاء 26/يونيو/2024

التهديدات والتصعيد .. ثنائية إسرائيلية هل تفجر الحرب الرابعة بغزة؟

التهديدات والتصعيد .. ثنائية إسرائيلية هل تفجر الحرب الرابعة بغزة؟

من جديد.. تعود نبرة التهديدات من قادة الاحتلال “الإسرائيلي” إلى قطاع غزة وحركة حماس، على وقع التصعيد الميداني، وسط تباين التقديرات حول آفاق هذه الحالة وإمكانية تطورها لمواجهة رابعة.

ومرت ليلة السبت والساعات الأولى منه على سكان قطاع غزة بصعوبة، بعد ساعات طويلة من القصف الإسرائيلي العنيف وأصوات الانفجارات والصواريخ، التي طاولت مواقع تابعة للمقاومة الفلسطينية في مختلف محافظات القطاع من الشمال حتى الجنوب، في حين ردت المقاومة هذه المرة عبر تبنٍّ من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بإطلاق 55 صاروخًا تجاه تجمعات الاحتلال.

ورغم الإعلان عن تثبيت وقف إطلاق النار برعاية مصرية، فإن حالة التوتر والتسخين لا تزال مستمرة، والعدوان الصهيوني تكرر مساء الأحد شرق دير البلح مستهدفًا مجموعة من الشبان وسط أنباء عن استشهاد عدد منهم.

رد المقاومة
الكاتب والمحلل السياسي أحمد أبو زهري رأى أن رد المقاومة السريع يأتى ضمن الرد الطبيعى على جرائم الاحتلال، سواء كان الفعل بقرار وطنى جامع، أم بقرار فصيل واحد.

وقال أبو زهري: إن الصواريخ والقذائف أصابت أراضينا المحتلة، واستهدفت عدة أهداف خلال دقائق فى أماكن متفرقة، وبالتالي هي أفزعت الاحتلال ومستوطنيه، وشفت قلوب أهالى الشهداء الذين لا يضعون فى اعتبارهم دهاليز السياسة ولا تكتيك الميدان.

واستشهد الجمعة الماضي 4 مواطنين، وأصيب أكثر من 230 بقمع الاحتلال متظاهري العودة شرق القطاع، استشهد أحدهم متأثرًا بجراحه صباح السبت، في حين استشهد شاب بالضفة المحتلة.

وأوضح أبو زهري أن دماء الشهداء التي سالت وتسيل في كل مرة؛ تفرض على المقاومة الكثير، مؤكدًا أن مشاهد البطولة والفداء، واستمرار التضحيات يفرض عليها أن تكون على قدر المسؤلية تجاه مطالب الشعب الفلسطيني.

دعاية إسرائيلية
وتواصل الدعائية “الإسرائيلية” دق طبول الحرب باتجاه قطاع غزة، وهو ما بات واضحاً من تصريحات قادة الاحتلال السياسيين في المدّة الأخيرة، والتي كان أبرزها تصريح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير حربه ليبرمان، ورئيس الأركان أيزنكوت.

وشهدت تصريحات القادة الإسرائيليين تناقضات وتضاربًا، حسب خبراء ومحللين، الأمر الذي يحتاج لزيادة الضغط من الفلسطينيين خاصة فيما يتعلق بمسيرات العودة، وفق تقديرهم.

وحول هذا السياق علّق المختص في الشأن “الإسرائيلي” أنور صالح على تهديدات قادة الاحتلال الاخيرة تجاه قطاع غزة بالقول: إنه رغم التصريحات التي تحدثوا بها من تهديدات فهي موجهة إلى المجتمع الإسرائيلي أكثر من تصعيد للأوضاع.

ودلّل صالح -في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“- على تقديره بأنه في كل جلسات المجلس الوزاري المصغر كانت قبلة نتنياهو باتجاه إعطاء فرصة للحوارات الدبلوماسية التي تقودها قطر ومصر والأمم المتحدة.

ونبه إلى أنه ولأول مرة تشهد حكومة الاحتلال حالة من التناقض والتضارب في تصريحاتها، ففي اللحظة التي يتحدث فيها ليبرمان عن تشديد الحصار على قطاع غزة ومنع إدخال السولار القطري، يخرج نتنياهو للحديث عن تسهيل إدخالها ويعطي الأوامر بذلك.

وعدّ صالح هذا التناقض بالأمر الخطير في السياسية الإسرائيلية والإيجابي للفلسطينيين، مطالباً المقاومة الفلسطينية باستغلال هذه الحالة من التناقض في حكومة الاحتلال إيجابيا، وأن تحسن توظيفها واستثمارها.

وأوضح المختص في الشأن “الإسرائيلي” أن نتنياهو هو الأكثر توجهاً في قادة الاحتلال بالذهاب إلى تحقيق تهدئة طويلة المدى مع قطاع غزة، في إطار تقديم المعونات الإنسانية مقابل الأمن وتخفيف حدة مسيرات العودة.

وقال: إن المجتمع “الإسرائيلي” في المرحلة الحالية يعيش حالة من الترقب والانتظار حول الانتخابات المبكرة، مشيرا إلى أن ساحة غزة هي الأكثر أهمية في هذا الاتجاه.

دعاية انتخابية
وأشار إلى أن رؤساء الأحزاب اليمينية “الإسرائيلية” يعدون غزة المحور الأساسي في الدعاية الانتخابية، وخاصة أن غالبية الرؤساء يدعون باتجاه العدوان تجاه قطاع غزة وتوجيه ضربة عسكرية لها والإثخان بدماء الشعب الفلسطيني، وفق صالح.

ولفت صالح إلى أن نتنياهو لديه وجهه وفلسفة استراتيجية باتجاه غزة من المنظور السياسي، ولا يريد أن يغلب التصعيد العسكري على الموضوع السياسي.

ويرى صالح أن التصعيد العسكري هو آخر الخيارات الواردة في قطاع غزة، مستدركاً أن الاحتمالات قائمة مع فشل الحراك الدبلوماسي المصري المكثف في محاولة للتوسط ومحاولة تقريب المصالح بين الأطراف للوصول لتهدئة طويلة المدى.

وطالب المختص بالشأن الإسرائيلي المقاومة الفلسطينية أن تأخذ التهديدات الصهيونية بعين الاعتبار والجدية ولا تلقيها خلف ظهرها.

تباينات الكابينت

من جانبه اتفق الكاتب والمحلل السياسي حيدر المصدر مع سابقه أن التهديدات الناجمة عن قادة الاحتلال تجاه غزة، تأتي في سياق النزاع الداخلي الاسرائيلي، خاصة أن بعض التقارير الإسرائيلية تحدثت عن وجود خلاف بين قادة الجيش الإسرائيلي ورئيس الوزراء نتنياهو وليبرمان من جهة أخرى.

وأوضح المصدر في تصريح خاص لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” أن هذه الخلافات لها علاقة مباشرة بالدعوة للانتخابات المبكرة داخل “إسرائيل”، لافتاً إلى أن كل حزب اسرائيلي يحاول تسجيل نقاط داخلية لتأمين جبهته الانتخابية.

واستبعد المصدر أن يكون لهذه التهديدات أي علاقة مع مسيرة العودة.

وأشار إلى أنه في حال تأكدت رواية التقارير “الإسرائيلية” نزع نتنياهو لبعض الصلاحيات من وزير حربه، فإن ذلك يدلل على وجود خلاف داخل الكابينت “الإسرائيلي”، الأمر الذي يوضح وجود إجماع داخل الكابينت يعارضه ليبرمان.

وبيّن أن تقديرات الجيش الإسرائيلي متناقضة مع وزير الحرب نفسه، موضحاً أنه حسب المعطيات الواردة فإن “الكابينت” بات يأخذ استنتاجاته وقراراته بناءً على التقارير التي تصله من الجيش الإسرائيلي مباشرة وليس من وزير الحرب، وهذه أول حالة سجلت داخل الحكومة الإسرائيلية، وفق قوله.

ورأى المصدر أنه يمكن استغلال هذه التناقضات بين قادة الجيش “الإسرائيلي” من خلال زيادة الضغط من خلال مسيرات العودة لتحصيل نتائج سريعة، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يلعب على عامل الوقت، وبالتالي هذه الزيادة في المسيرات تعمل على إرباكهم وإعادة حساباتهم، ودفعهم لإعادة تقييم الوضع من جديد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...