الأربعاء 26/يونيو/2024

رحلة الدراجات النارية بالأغوار.. ظاهرها المغامرة وباطنها حفظ الهوية

رحلة الدراجات النارية بالأغوار.. ظاهرها المغامرة وباطنها حفظ الهوية

ينطلق صباح كل يوم جمعة تقريبا ثمانية شبان من بلدات عقربا وبيتا وأوصرين جنوب شرق نابلس، على دراجاتهم النارية، يجوبون المناطق الغورية المتاخمة للأغوار الفلسطينية، عبر دراجاتهم النارية، في مغامرة يلفها حب المعرفة للمكان والتراث.

يتجمع الشبان وهم من بلداتٍ ثلاثٍ متجاورة، منذ أكثر من عام في مكان مرتفع قرب بلدة عقربا، قبيل انطلاقهم صباحا صوب السفوح لغور الأردن عبر مسالك وعرة وشاقة، ولكنها مناسبة لمرور الدراجات النارية.

روح المغامرة

كغيره من أعضاء الفريق، يقف الشاب منذر بني فضل، (24 عامًا) من سكان عقربا، بين أقرانه يستعد نهاية كل أسبوع للانطلاق نحو المسار، وصولا إلى منطقة فصائل بأريحا، بعد تجهيز ما يلزم من معدات السلامة والمياه، وتفقد الدراجة، تمهيدًا للانطلاق والسير.

ويضيف: منذ عام تقريبًا ونحن كل جمعة نسير في جولة الدراجات، والعدد بدأ بنفر قليل، والآن يصل إلى 8 وأحيانا عشرة، والباب مفتوح لانضمام آخرين، منبّها إلى أن روح المغامرة والاكتشاف تسيطر على المشاركين.

وحول بدايات الفكرة قال بني فضل، وهو أصغر المشاركين سنا: إنها كانت من شبان بلدة بيتا المجاورة، ثم توسعت لعقربا وأوصرين، ولها نحو عام ونيف، وتشهد نجاحا لافتا، والمجموعة لها حضور في الأغوار، وهناك مجموعات شبيهة في وسط الضفة والغربية وجنوبها.

ويقول مشارك آخر رفض الإفصاح عن اسمه: إن أهم عقبة أمام أعضاء الفريق سعر الدراجة النارية المرخصة قانونيا، حيث يصل إلى 70 ألف شيكل، وهذا ليس بمقدور كثير من الشبان اقتناؤها، وبالتالي غالبية الدراجات النارية تصنف من (المشطوب)، ما يجعلها توجد فقط في السفوح الجبلية والأودية، ولا تسلك الطرق الخارجية.

وتابع “نشعر بالسعادة ونحن نخترق الجبال والوديان البعيدة التي نشاهدها ونحن صغار من أسطح منازلنا، والآن أصبحنا نعرفها بالتفاصيل بعدما، وصلناها عددا كبيرا من المرات”.

مفهوم الوجود والهوية

من جانبه، قال الناشط حمزة ديرية العقرباوي، لمراسلنا: إن هذه المبادرات الشبابية نوع رياضي يقوم على المغامرة، وهو مختلف عن مفهوم السياحة البيئية والتجول للتعرف على فلسطين، والدافع الأساسي هنا هو المغامرة والترفية، وهو أمر مهم ومفيد وضروري، ولا نتعارض معه نحن النشطاء في السياحة البيئية والمسارات.

ونبّه إلى أن مجموعات الدراجات النارية ليس من هدفها التعرف على الأغوار ومعرفة مساراتها فقط؛ لكن تساهم في الحضور في تلك المكان، وعدم تركه مرتعا للمستوطنين.

ويرى الباحث في التاريخ والتراث عبد السلام عواد، أن وجود الفلسطينيين في كل مكان فيه نبع ماء أو خربة أو موقع أثري وحتى حدائق بيئية، وبخاصة في الأغوار والمناطق المستهدفة من المستوطنين، رسالةٌ ومساهمة وطنية ونضالية، لترسيخ مفهوم الوجود والهوية الوطنية في الأرض.

ويشدد على أهمية تشجيع كل المبادرات ومنها مجموعة الدرّاجين الناريين لاختراق ربوع الوطن، والتركيز على الجبال والأغوار، بسبب استهداف المستوطنين لها كثيرًا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...