السبت 19/أكتوبر/2024

أعراس الشهادة توحد غزة والضفة

أعراس الشهادة توحد غزة والضفة

ما بين طوباس، في الضفة الغربية، والوسطى في قطاع غزة، تعانقت دماء الشهداء، ودوت الهتافات ذاتها في مواكب التشييع لترسم ملامح وحدة الضفة وغزة، في وجه محاولة الفصل وتكريس القطيعة.

بالروح بالدم نفديك يا شهيد .. هتاف صدح به الآلاف في طمون بطوباس، والنصيرات وسط قطاع غزة، في وداع شهيدين ترجلا برصاص الاحتلال “الإسرائيلي” ليحددا معالم وحدة الوطن.. التضحية والمقاومة.

بشارات في طوباس
ففي طوباس، شيع الآلاف من أهالي بلدة طمون، ظهر اليوم الأربعاء، جثمان الشهيد محمد بشارات، وسط حالة من الغضب.

وأفاد مراسلنا أن جثمان الشهيد نقل من مستشفى جامعة النجاح في نابلس إلى بلدته بمسيرة محمولة، ثم توجه به المشيّعون إلى منزل ذويه، حيث ألقيت عليه نظرة الوداع قبل التوجه إلى مقبرة البلدة.


في وداع الشهيد محمد بشارات

وهتف المشاركون للمقاومة وضد الاحتلال مرددين اسم الشهيد، ومطالبين بمعاقبة الاحتلال على جرائمه، سيما وأن جنود الاحتلال قتلوا “بشارات” وأصابوا آخرين دون مبرر.

واستشهد بشارات (22 عاما) فجر اليوم بعد إصابته بعيار ناري اخترق صدره، ونفذ من الظهر، أطلقته قوات الاحتلال بعدما اقتحمت بلدته، وسرعان ما أعلن عن استشهاده متأثرًا بإصابته الخطرة.


الشهيد محمد بشارات

وعدّ رئيس بلدية طمون بشار بني عودة، استهداف بشارات “جريمة إعدام”، مبينا أن الاحتلال استهدف ستة شبان من البلدة بدم بارد، بعد أن حاصرهم؛ ما أدى لاستشهاد الشاب محمد بشارات.

الباز في النصيرات
أجواء الغضب على جرائم الاحتلال، التي سادت في طمون، هي ذاتها، التي سادت في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، الذي كان هو الآخر مع موعد جديد لأعراس الشهادة.

وشيّع آلاف المواطنين ظهر اليوم في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة جثمان الشهيد منتصر الباز (18 عاما)، الذي أصيب برصاص الاحتلال على حدود دير البلح.


الشهيد منتصر الباز

وأصيب الباز برصاصة متفجّرة في رأسه خلال مشاركته السلمية في احتجاج قرب موقع بوابة (النمّر) شمال موقع (كسوفيم) الحدودي أدت إلى استشهاده بعد ساعات من إصابته وإصابة ستة آخرين بجراح.

وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، وصولاً إلى مدخل مخيم النصيرات، حيث حمل المشاركون جثمان الشهيد على أكتافهم إلى بيته قرب المحكمة الشرعية.


وداع الشهيد منتصر الباز

وأدى آلاف المواطنين صلاة الظهر قبل أداء صلاة الجنازة عليه في مسجد الشهداء الذي واظب الشهيد على الصلاة فيه طوال حياته.

وأكد فادي أبو هندي، أحد الدعاة في مخيم النصيرات، في كلمة له، بعد دفن الجثمان، أن الشهيد الباز ضحية عدوان الاحتلال المتواصل على حدود غزة ومسيرة العودة.

وأشار إلى أن الشهيد معروف بالخلق الكريم وحسن المعاملة في مسجده ومخيمه، وأن غزة لا تزال تقدم التضحيات في سبيل نيل حقها في الحياة.

وحدة الفعل الثوري
تعانق دماء الشهداء، وهذا الفعل الثوري، وإن بمستويات مختلفة بين غزة والضفة، بدا ملحوظًا من الاحتلال الإسرائيلي، الذي بات يدرك أن “التنسيق الأمني المقدس” لم يوفر له الأمن المطلق في الضفة مع وجود الشباب الثائر فيها.

وذهبت صحيفة “يديعوت احرنوت” العبرية إلى أن الأحداث بالضفة (العمليات والمواجهات) تثبت أن الأخيرة (الضفة) ليست بمعزل عن ما يحدث بقطاع غزة.

وقال “يوآف زينون” المحلل في الصحيفة: إن ‫”محاولة إطلاق النار على قوة تابعة للجيش الإسرائيلي الليلة الماضية شمال الخليل، والحادث الذي وقع في طمون صباحا، والذي انتهى بمقتل (استشهاد) فلسطيني، هو مؤشر على استمرار الاتجاه نحو التصعيد الذي يتوسع في الضفة.

وأضاف: “الضفة غير منفصلة أو معزولة عن غزة، والبث المتبادل بينهما يمكن أن يشعل حرباً في الجنوب والمواجهات في جميع أنحاء الضفة الغربية كما حدث في صيف 2014”.

هذه الوحدة الميدانية، وتعانق الدماء، تأتي على وقع تهديدات من السلطة بالمزيد من العقوبات الجماعية على غزة، يرى فيها الخبراء وصفة الانفصال، فهل يلتقط المجتمعون في المجلس المركزي الذي يوصف بـ”الانفصالي” (يجتمع في 28 من الشهر الجاري بغياب غالبية الفصائل) معالم الإرادة الشعبية ويرتقون إلى مستوى آمال وتضحيات الشعب، أم يكرسون الانقسام والانفصال؟!! هذا ما ستجيب عنه الأيام المقبلة!.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

أبو زهري: شمال غزة يتعرص لإبادة كاملة

أبو زهري: شمال غزة يتعرص لإبادة كاملة

إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام أكد القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري أن بشاعة الجريمة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في شمال غزة هي أكبر من أن...