الإثنين 12/مايو/2025

لا تتركوا الأسير خضر عدنان وحيدا

خالد معالي

يخوض الأسير خضر عدنان وحيدا معزولا عن العالم، إضرابا عن الطعام منذ قرابة شهرين إلا قليلا، ويتحدى سجانيه بسلاح العزيمة والإرادة وجوع المعدة وصبر ساعة؛ وهو بذلك يشحن الشعب الفلسطيني من جديد في مواجهة مغتصبيه المارقين والخارجين عن كل ما تعارفت عليه البشرية من قوانين وقيم وأخلاق.

الأسير المضرب خضر عدنان، كشف عورة عالم منافق لا يحرك ساكنا ويتفرج على ظلم الاحتلال، فهو يحمل الإيمان بعدالة قضيته وبرفع الظلم عن شعبه، لينتصر عليهم لاحقا رغم جبروتهم وظلمهم له ولشعبه.

دماء الأسير خضر التي نشفت وكادت تجف خلال الشهرين من الإضراب، جددت الأمل بقرب الخلاص من الأسر والاعتقال، حتى وإن بدا ذلك بعيد المنال بنظر البعض المشبع بفكر الهزيمة.

سبق أن انتصر الأسير خضر بامتياز بسلاح الإرادة الناجع، وهو الإضراب، رفضا لظلم السجن ومواصلة الاحتلال وهو ما علم شباب فلسطين وفهموا درس عدنان جيدا؛ بأن هناك أسلحة تملكونها وتستطيعون تحريكها، مهما ظن البعض أن الاحتلال له قوة لا تواجه.

لم يطلب الأسير خضر عدنان سوى إنهاء اعتقاله الظالم الذي هو اعتقال بغير وجه حق من محتل ظالم غاشم، فهل هذا مطلب عسير وشاق وصعب؟!.

ميدانيا استطاع حراك الأسير خضر عدنان، في إضرابه السابق أن يحرك الكثيرين في الخارج، لكن الآن في إضرابه الثالث، ما زال مستوى التضامن معه مخجلا حتى الآن، ولا يرقى للحد الأدنى من المستوى المطلوب.

المطلوب هو مشاهدة المسيرات والمظاهرات في مدن الضفة وغزة نصرة للأسير المضرب خضر عدنان وبقية الأسرى المضربين، وتحريك موضوع الأسرى بشكل قوي، فلا يعقل أن يكون هناك قرابة سبعة آلاف أسير بين طفل ومريض وفتيات ونساء، ولا يتم نصرتهم في كل وقت وحين، فالاحتلال وزع صور أسراه لدى مقاومة غزة على كل دول العالم مستعطفا، ومشوها للمقاومة التي هي شرعية بنظر القانون الدولي وجميع الشرائع الدولية.

يبعث على الفخر رفض الأسير خضر عدنان الاعتقال، وترجمة الرفض بالإضراب المتواصل عن الطعام حتى كتابة المقال، لكن لا يصح تركه وحيدا يواجه سجانيه، فالدعم مسئولية القوى الفلسطينية جميعا، دون استثناء ولا عذر لمن اعتذر.

في كل الأحوال لاحقا سيرضخ السجان لمطالب الأسير المضرب خضر عدنان، كونها مطالب عادلة وعادية، بفعل صموده وإصراره على حريته، وغدا سيزول الاحتلال وسيتم الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، والأمر هو مجرد مسألة وقت فقط.

حتى تحين ساعة رحيل الاحتلال، يجب التوحد فلسطينيا، والاتفاق على برنامج وطني موحد ولو بالحد الأدنى، وهذا مسئولية قادة القوى، وكل ساعة يجري فيها مقاومة الاحتلال بحسن تعقل وتدبير تقرب ساعة رحيلة، فهل يغتنم قادة القوى والشعب الفلسطيني الفرصة، ويتوحدوا قبل فوات الأوان، نأمل ذلك.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات