لا تتركوا الأسير خضر عدنان وحيدا

يخوض الأسير خضر عدنان وحيدا معزولا عن العالم، إضرابا عن الطعام منذ قرابة شهرين إلا قليلا، ويتحدى سجانيه بسلاح العزيمة والإرادة وجوع المعدة وصبر ساعة؛ وهو بذلك يشحن الشعب الفلسطيني من جديد في مواجهة مغتصبيه المارقين والخارجين عن كل ما تعارفت عليه البشرية من قوانين وقيم وأخلاق.
الأسير المضرب خضر عدنان، كشف عورة عالم منافق لا يحرك ساكنا ويتفرج على ظلم الاحتلال، فهو يحمل الإيمان بعدالة قضيته وبرفع الظلم عن شعبه، لينتصر عليهم لاحقا رغم جبروتهم وظلمهم له ولشعبه.
دماء الأسير خضر التي نشفت وكادت تجف خلال الشهرين من الإضراب، جددت الأمل بقرب الخلاص من الأسر والاعتقال، حتى وإن بدا ذلك بعيد المنال بنظر البعض المشبع بفكر الهزيمة.
سبق أن انتصر الأسير خضر بامتياز بسلاح الإرادة الناجع، وهو الإضراب، رفضا لظلم السجن ومواصلة الاحتلال وهو ما علم شباب فلسطين وفهموا درس عدنان جيدا؛ بأن هناك أسلحة تملكونها وتستطيعون تحريكها، مهما ظن البعض أن الاحتلال له قوة لا تواجه.
لم يطلب الأسير خضر عدنان سوى إنهاء اعتقاله الظالم الذي هو اعتقال بغير وجه حق من محتل ظالم غاشم، فهل هذا مطلب عسير وشاق وصعب؟!.
ميدانيا استطاع حراك الأسير خضر عدنان، في إضرابه السابق أن يحرك الكثيرين في الخارج، لكن الآن في إضرابه الثالث، ما زال مستوى التضامن معه مخجلا حتى الآن، ولا يرقى للحد الأدنى من المستوى المطلوب.
المطلوب هو مشاهدة المسيرات والمظاهرات في مدن الضفة وغزة نصرة للأسير المضرب خضر عدنان وبقية الأسرى المضربين، وتحريك موضوع الأسرى بشكل قوي، فلا يعقل أن يكون هناك قرابة سبعة آلاف أسير بين طفل ومريض وفتيات ونساء، ولا يتم نصرتهم في كل وقت وحين، فالاحتلال وزع صور أسراه لدى مقاومة غزة على كل دول العالم مستعطفا، ومشوها للمقاومة التي هي شرعية بنظر القانون الدولي وجميع الشرائع الدولية.
يبعث على الفخر رفض الأسير خضر عدنان الاعتقال، وترجمة الرفض بالإضراب المتواصل عن الطعام حتى كتابة المقال، لكن لا يصح تركه وحيدا يواجه سجانيه، فالدعم مسئولية القوى الفلسطينية جميعا، دون استثناء ولا عذر لمن اعتذر.
في كل الأحوال لاحقا سيرضخ السجان لمطالب الأسير المضرب خضر عدنان، كونها مطالب عادلة وعادية، بفعل صموده وإصراره على حريته، وغدا سيزول الاحتلال وسيتم الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، والأمر هو مجرد مسألة وقت فقط.
حتى تحين ساعة رحيل الاحتلال، يجب التوحد فلسطينيا، والاتفاق على برنامج وطني موحد ولو بالحد الأدنى، وهذا مسئولية قادة القوى، وكل ساعة يجري فيها مقاومة الاحتلال بحسن تعقل وتدبير تقرب ساعة رحيلة، فهل يغتنم قادة القوى والشعب الفلسطيني الفرصة، ويتوحدوا قبل فوات الأوان، نأمل ذلك.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...