الأحد 30/يونيو/2024

صلاح الحموري.. مناضل فلسطيني فرنسي في سجون إسرائيل

صلاح الحموري.. مناضل فلسطيني فرنسي في سجون إسرائيل

ما بين الاعتقال المتكرر، والحرمان من الاجتماع بزوجته وابنه المبعدين قسرًا، تتوزع معاناة الأسير الفلسطيني الفرنسي صلاح الحموري، ومعه عائلته التي تترقب حريته للاجتماع مجددًا.

في شقته بكفر عقب شمال القدس المحتلة يجلس أبو صلاح الحموري وزوجته الفرنسية الأصل ينتظران مجددًا تحرر نجلهم صلاح من سجون الاحتلال بعد أن فرحوا بالإفراج عنه ساعات فقط.

اعتقال متكرر
وأعادت قوات الاحتلال اعتقال صلاح في 30 سبتمبر الماضي، بعد ساعات قليلة من الإفراج عنه في اليوم نفسه، بعد أن اعتقل في 23 أغسطس/آب الماضي، من منزله في كفر عقب قضاء القدس المحتلة، في واحدة من سلسلة اعتقالات متكررة.

“ألا يكفي أننا محرومون من رؤية زوجته وابنه البكر ..؟ ألا يكفي سنوات اعتقاله الطويلة التي أمضاها في السجن؟ تساؤل مليء بالوجع ردده والد صلاح، مضيفا “ماذا فعل حتى يعاد اعتقاله؟”.

يقول والد الأسير لمراسلنا: “كنت أنا وأمه نخشى أن نغادر هذه الحياة قبل مشاهدته وخروجه من الأسر!! لكن عنصرية الاحتلال تصر أن تعيدنا إلى المربع الأول، في الانتظار المميت لصلاح حتى يتحرر من السجن مرة ثالثة”.


null

ورغم حجم الألم الذي يشعر به والد الأسير أبو صلاح الحموري إلا أنه يبدي عزيمة قوية، وهو يقول: “سنبقى صامدين، ولن نسمح للاحتلال أن يحطم نفسياتنا.. ابني صلاح بطل ومناضل، ولن يغلق عليه السجن.. يا جبل ما يهزك ريح!!”.

الفرنسي المناضل
صلاح الحموري، شاب مقدسي (33 عاما) كان مخيراً بين أن يقضي أحلى سني شبابه في السجن بين الجدران، أو في شوارع باريس حراً طليقاً لكونه حاملا الجنسية الفرنسية، حيث والدته فرنسية، وهو متزوج من امرأة فرنسية، ولديه منها ولد، وأبعدتهما قوات الاحتلال من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومنعتهما من العودة ودخول الضفة والعيش فيها.

والحموري كان قد حكم عليه في السابق بالسجن مرتين، حيث قضى سنتين فيه، وبعد أن أفرج عنه أعيد اعتقاله مجددا عام 2005، وصدر عليه حكم بالسجن 9 سنوات، وذلك بذريعة العضوية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والتخطيط لعمليات منها محاولة اغتيال الحاخام اليهودي عوفاديا يوسف.


null

وأفرج عن صلاح بعد 6 سنوات في إطار صفقة تبادل الأسرى بين “إسرائيل” وحركة حماس (صفقة وفاء الأحرار) عام 2011.

وبعد خروجه من السجن بدأ بدراسة الحقوق، وحصل على اللقب الأول، وباشر بدراسة اللقب الثاني في جامعة القدس في أبو ديس.

عنصرية غير مسبوقة
ويؤكد أمجد أبو عصب -رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين- أن إعادة اعتقال صلاح الحموري بعد الإفراج عنه بساعات، عنصرية غير مسبوقة، فهي رسالة له ولأهله للموافقة على إبعاده إلى فرنسا، وسبق وأن طرحوا عليه ذلك أكثر من مرة!!.

وأضاف أبو عصب في حديث خاص لمراسلنا: لقد خير صلاح عندما حكم عليه بالسجن 11 عاما سابقا، أن يقضيها في فرنسا ويتمتع بهواء باريس ويعود بعد قضاء مدّة حكمه بضمانات فرنسية.. لكنه مناضل فذّ! رفض هذا العرض، وفضل أن يبقى في السجن خيرًا له من الإبعاد. مؤخرًا أعيد اعتقاله بعد 13 شهرا من السجن، بعد ساعات من الإفراج الذي لم يتمكن والده وأمه من احتضانه والعيش معه ولو لحظات.

الانتماء والتحدي
صديقه الحميم علاء أبو دياب كان على قناعة أن قوات الاحتلال لن تدع الحموري يتنفس الصعداء.

وقال لمراسلنا: صلاح نموذج فريد في الانتماء والتحدي؛ فقد أخضعه الاحتلال للتحقيق في اعتقاله الثاني، وتعرض للتعذيب الشرس والشبح واقفا على مدار ساعات طويلة، وشبح على الكرسي، وحرم من النوم، وتعرض للضرب القاسي والشتائم والإهانات، ورغم كل ذلك قهر سجانه وبقي صامدا. عرض عليه الإبعاد فرفض، كان يشكل شوكة في حلوق المحققين الصهاينة.

وأضاف أنهم (الاحتلال) حاولوا الضغط عليه باستدعاء ذويه للسجن وهو في التحقيق، لكن لم تلن له قناة!! منع من دخول الضفة الغربية، كما منع من السفر إلى الخارج لمشاهدة زوجته وابنته، لذلك قرر وزير الأمن الداخلي الصهيوني إعادة اعتقاله إداريًّا فورًا بعد الإفراج عنه.

المقاتل الصلب
الأسير صلاح الحموري نموذج نضالي داخل السجن، وأسير مجمِّع، وقائد شرس في البحث عن حقوق الأسرى. شارك في الإضرابات عن الطعام أكثر من مرة؛ يصفه القيادي البارز في الجبهة الشعبية على جرادات، وهو أسير سابق، يقول: صلاح الحموري مقاتل صلب، ومناضل وثوري شهم، يرفض المساومة، ولا يقبل المهادنة مع الاحتلال. لديه الجاهزية أن يضحي بكل ما يملك مقابل قهره للسجان.

ويضيف جرادات، في حديث خاص لمراسلنا: عشت مع الحموري داخل السجن، وأعرف نفسيته الصلبة عن قرب، كان في الإضراب عن الطعام نموذجا فذا لا يقبل الانكسار، ويبحث عن الانتصار له ولجميع الأسرى.

سياسة الباب الدوار
سياسة الباب الدوار التي يتبعها الشاباك الصهيوني، تهدف -وفق أسرى محررين- إلى قهر الأسير؛ فتارة تفرج قوات الاحتلال عنه وتعيد اعتقاله على باب السجن، وتارة يفرج عنه ويسمح له بتذوق طعم الحياة ساعات ثم يحرم منها!! يجدد له الإداري ساعة الإفراج عنه.. يفرج عنه ويركب في باص البوسطة عائدا إلى البيت فرحا والجماهير تنتظره، وعند أحد الحواجز ينتظره جيب عسكري صهيوني ليعيد اعتقاله من جديد!! سياسة قهر عنصرية وظالمة لمحاولة كسر إرادة الأسرى، ولكنها في كل مرة تفشل في تحقيق أهدافها، وفق تأكيدات المحررين وذوي الأسرى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات