السبت 10/مايو/2025

تصعيد غزة- السبَع .. دلائل ومعانٍ

ناصر ناصر

سقوط صاروخ على بئر السبع الساعة 3.39 من صباح 17-10، وإصابة أربعة إسرائيليين بالهلع واثنين أثناء هروبهم للملاجئ، ووقف التعليم في كل المدينة، إضافة إلى سقوط صاروخ آخر في البحر بالقرب من إحدى مدن مركز البلاد وما تلاه من غارات إسرائيلية على كل أنحاء القطاع مما أدى لارتقاء شهيد، وإصابة العديد من الفلسطينيين. يأتي ذلك على خلفية عدم التقدم في عملية رفع الحصار والعدوان على غزة، بل وفي وقت تستمر فيه الضغوط لإضعاف مسيرات الاحتجاج على هذا الوضع والحد من فعاليات مسيرات العودة، إضافة إلى تهديدات أبو مازن بمزيد من العقوبات، وفي ظل مساعي الوفد المصري للتوصل إلى تهدئة دون نتائج تذكر على الأرض حتى هذه اللحظة.

إن التصعيد الأخير يدل بالدرجة الأولى على مدى الضغط والتوتر الذي تعيشه المنطقة، فغزة لم تعد تحتمل، ويمكن لأي جهة كانت أن تتسبب في تدهور غير مقصود للأوضاع الأمنية، سواء أكان ذلك عن طريق إطلاق صاروخ أو عن طريق اتخاذ المزيد من الخطوات الضاغطة على غزة.

إن اعتبار المقاومة إطلاق صاروخ السبع محاولة لتشويش وتخريب جهود الإخوة المصريين، لا يعني بالضرورة خشية المقاومة من مواجهة الاحتلال وإجراءاته التصعيدية، إنما تعني أولا وقبل كل شيء أنها تحترم كلمتها وتقدر جهود المصريين وبقية الوسطاء للتوصل لحل مشكلة الحصار الخانق والذي تظهر جميع المؤشرات أنه لن يتحقق إلا بعد المزيد من احتكاكات أو مواجهات عسكرية أخرى مع الاحتلال، بمعنى آخر أن الاحتلال ليس مستعدا أو ليس قادرا على دفع الثمن المطلوب واتخاذ القرارات الصحيحة لرفع الحصار عن غزة.

إن صاروخ السبع هو إشارة أخرى لحكومة الاحتلال -وإن كانت غير مقصودة وبعيدة عن قرار المقاومة- لمدى خطورة وشراسة الحرب القادمة إن وقعت، وهي تذكير لكل الأطراف أن مسيرات العودة هي البديل المنطقي والمعقول عن التصعيد الصاروخي والحرب الواسعة للاحتجاج ومحاولة كسر الحصار، الذي يصر الشعب الفلسطيني في غزة على كسره مهما كان الثمن، حتى وإن اضطر أو أجبر على المواجهة الواسعة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات