مدرسة الساوية.. عندما يكون التعليم في فوهة البندقية الإسرائيلية

عادت قضية معاناة مدرسة الساوية- اللبن المختلطة للصدارة من جديد، بعد قرار الاحتلال إغلاقها، بزعم رشق طلبتها سيارات المستوطنين بالحجارة، لكن هذا الاستهداف الصهيوني لم يصمد أكثر من ساعات، إذ انتفض أهالي القريتين (الساوية واللبن الشرقية) وفكوا الحصار رغما عن قوات الاحتلال.

وخلال عملية كسر حصار الأهالي للمدرسة، أصيب رئيس مجلس قرية اللبّن الشرقية برصاصة معدنية في منطقة الكتف، والمصور الصحافي جعفر شتية بقنبلة غاز في الرأس، ونقل الاثنان إلى مستشفى سلفيت لتلقي العلاج، حيث وصفت إصابتهما بالطفيفة، وفق ما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية.

وقال رئيس مجلس قروي الساوية، مراد أبو راس، في تصريحات صحفية، إن قوات الاحتلال قمعت الأهالي والطلبة أثناء إخلاء المدرسة العنيف، وأطلقت قنابل الغاز بكثافة، ما تسبب بإصابة العشرات من الطلبة الذين استطاعوا الوصول إلى المدرسة من أجل كسر قرار الاحتلال، وأكد أن العملية التدريسية ستستمر ولن تتوقف، رغما عن الاحتلال.

معاناة لا تتوقف

ويتلقى العلم في مدرسة اللبن – الساوية، 460 طالبا من الصف الخامس حتى الثاني ثانوي، مع 24 معلماً من الهيئة التدريسية، وتتعرض لانتهاكات “إسرائيلية” يومية منذ سنوات، تتجسد في الكثير من التصرفات من الجنود، وهي تؤثر مباشرة على المستوى العلمي للطلبة، وهو ما يريده الاحتلال.

وتعاني المدرسة  التي تأسست في العام 1947، منذ فترة طويلة من إجراءات الاحتلال كونها تقع على الشارع الرئيس الذي يربط بين مدينتي رام الله ونابلس، فكثيرا ما يتعرض الطلبة للتفتيش والتأخير أثناء ذهابهم إلى المدرسة، وإعاقة طريقهم من جنود الاحتلال المتواجدين دوماً في محيط المدرسة وعلى طول الشارع عند قريتي اللبّن والساوية، بالإضافة إلى المضايقات والتلفظ بكلمات نابية على مسمع الطلاب والطالبات.

إغلاق المدرسة
ويقول إياد عواد، مدير العلاقات العامة في مديرية تربية جنوب نابلس، لمراسلنا، إن الاحتلال أبلغ الارتباط الفلسطيني بقرار إغلاق المدرسة يوم السبت الماضي، ولكن الوزارة ومؤسسات البلدة رفضوا القرار، وأعلنوا افتتاحها في اليوم التالي (الأحد) رغم محاصرتها من دوريات الاحتلال وقمع الطلبة والأسرة التدريسية وممثلي البلدة والفعاليات بقوة مفرطة.

بدوره، يؤكد  أنور الديك، الموظف في مجلس قروي الساوية، أن انتهاكات الاحتلال سواء جنود ومستوطنين، في تزايد خاصة من مستوطنة “عيليه”، (أقرب مستوطنة على المدرسة)، إلى جانب جنود الاحتلال الذين يتواجدون دوما حولها وأحيانا يقتحمونها.

ونبه إلى أن المدرسة أغلقت سابقا عدة أيام، وتم التراجع عن القرار بعض ضغوطات دولية وشعبية.

وفي محاولة لحماية طلبتها، أوضح رئيس مجلس قروي اللبن سامر عويص، أنه تم شق شوارع فرعية لربط المدرسة ببلدتي الساوية واللبن من الجهة الخلفية، ولكن هذا الإجراء لم يحل دون استمرار اعتداءات المستوطنين بحقهم.

يشار أنه على أراضي قريتي اللبّن والساوية والقرى المجاورة، تجثم أربع مستعمرات صهيونية، وهي “عيليه ورحاليم ومعاليه ولبونة”، المقامة على أراضي الفلسطينيين في قرى اللبن والساوية قريوت جنوب نابلس، وهي قريبة من هذه القرى، ما يجعل حركة المستوطنين نشطة في تلك المنطقة.