هكذا أعدمت إسرائيل بائع الزجاجات الفارغة

على مدار سنوات، لازم أبو سمعان صديقه وجاره القديم، البحر، واستخرج من شاطئه قوت يومه لينفق على أسرة مكوّنة من (12) فرداً.

ختم قناصة الاحتلال يوم الجمعة قبل الماضية الفصل الأخير من حياة أبي سمعان حين سددوا له رصاصة متفجّرة في القلب قتلته على الفور.

وكان الشاب محمود أبو سمعان (24 عاما) من مخيم النصيرات ويعمل في بيع الزجاجات الفارغة استشهد في ساحة مسيرة العودة بمنطقة ملكة شرق غزة.

المعيل الوحيد
عينا والد أبو سمعان متورّمتان من البكاء على فلذة كبده ومعيل الأسرة الوحيد؛ حيث يعمل قرابة (15) ساعة في جمع وبيع مخلفات المواد البلاستيكية من شوارع غزة.

لسنوات تنقل محمود بين غزة ومخيم النصيرات مشياً على الأقدام خلال العمل، وقد واظب على المشاركة في مسيرة العودة السلمية على حدود قطاع غزة حتى ساعة استشهاده الجمعة الماضية.

يقول: “كل يوم يخرج من الصباح الباكر لجمع الزجاجات الفارغة، ويعود آخر الليل بعدد قليل من الشواكل يعطيها لأمه، فهو مصدر دخلنا الوحيد حاليا”.

اعتاد محمود المشاركة في فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار كل أسبوع حتى آخر جمعة في حياته حين ارتقى شهيدا وهو يمسك بالعلم الفلسطيني.

أما حسن (22 عاما)، شقيق محمود، فقد أصيب بجراح على حدود قطاع غزة قبل أن ينضم إليه شقيقه الطفل حمادة (15 عاما) أصيب في فخذه في مسيرة العودة. 

الوداع
لم يبد طلال أبو سمعان عمّ الشهيد محمود اهتماماً كبيراً لآخر حديث بينهما على شاطئ البحر الذي يعمل فيه مسئولاً للمنقذين بمنطقة الشيخ عجلين حين أخبره أنه سيغادر الحياة قريباً.

يقول طلال: “آخر أيامه كان يقول لكل من يقابله سامحني فقد لا أرجع هذه المرة من الحدود، وتحدث إليه قائلاً إنه لن يعود، ويشعر أنه سيفارق الحياة، أنا أقابله كل يوم وهو يجمع الزجاجات الفارغة من كورنيش شاطئ غزة”.

وتولّى طلال تجهيز محمود بعد استشهاده للدفن مؤكداً أنه شاهد الرصاصة المتفجّرة التي اخترقت جسده وتسببت في استشهاده على الفور قبل أن يشيّع في مخيم النصيرات.

ويتساءل عن ذنب الشبان المشاركين السلميين في مسيرة العودة مثل محمود الذين يقتل الاحتلال منهم كل جمعة ويصيب المئات.