الأربعاء 07/مايو/2025

جبارين يناجي والدته الفقيدة: شاب الدمع في عيونّا

جبارين يناجي والدته الفقيدة: شاب الدمع في عيونّا

بعد 30 عاماً، بالتمام والكمال، قضاها بين زنازين الأسر “الإسرائيلية”، وجدران العتمة الصهيونية، حلق الأسير المحرر محمود جبارين بحريته في سماء مدينته أم الفحم، شمالي فلسطين المحتلة.

وبين والده وإخوانه وأخواله، وأهالي مدينة أم الفحم، يجلس المحرر جبارين، تحت سماء الحرية وفي فضائها الثمين، مستنشقاً عبق الحرية وعيونه ترنو لحرية وطنه وباقي الأسرى.

“يمّا شاب الدمع في عيونّا”
تلك الفرحة، التي ملأت قلب جبارين، لم تكن تسعه بحجم الألم الذي عايشه في سجون الاحتلال، بين غرفها وزنازينها، منتظراً عبق الحرية ومعانقة والدته التي فقدها قبل 9 أشهر من حريته.

ذاك العناق الذي حلم به طوال سنوات الأسر، حرم منه جبارين، ليعانق تراب ضريحها فور الإفراج عنه قائلاً لها: “يمّا شاب الدمع في عيونّا”.


محمود جبارين يزور قبر والدته

جبارين صاحب اللحية السوداء حين أسره بتاريخ أكتوبر 1988م بعمر 25 عاماً، تغير لون لحيته إلى اللون الأبيض، لتصبح مكتظة الشيب كاملةً.

وفي حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” بيّن جبارين أنه ترك الأسرى خلفه، يعيشون في قبور الأحياء باحثين عن حريتهم التي لا تقدر بثمن.

قبور الأحياء
وتعد رحلة الأسر لابن أم الفحم التي مرت بعقود ثلاثة، ليست عادية أو ذات غرف تتوفر فيها الرفاهية والنزهة؛ فقد أنه عاش بين حجارة وقضبان حديدية.

في تلك الغرف الصماء حلقت روح الخمسيني في باحاتها مع قرينيْه كريم وماهر يونس اللذين يدخلان عامهما الـ37 على التوالي في الأسر، منتظراً تنسمهما للحرية على أحر من الجمر، راوياً لحظات عاشها معهم على مدار أعوام أسره متحدثين عن الحرية التي لا تقدر بثمن.

تحت سماء الحرية، يجلس الأسير المحرر رفقة والده وإخوانه، أمام بيته، مستذكراً عقوداً ثلاثة قضاها في سجون الاحتلال، واصفاً إياها بـ”قبور الأحياء وشماتة الأعداء”.

وقال لـ “المركز الفلسطيني للإعلام“: “في داخل الأسر الظروف صعبة جداً، وأنهيت 30 سنة، يريدون نزع الحرية والفرحة منك في كل يوم تقترب فيه للحرية”.

ووصف جبارين تلك الفرحة بالمنقوصة والكبيرة في الوقت ذاته؛ إذ تمنى إهداءها لوالدته التي رحلت قبل حريته بـ 9 أشهر.

وقال: “والدتي رحلت دون علم أحد، وتمنيت إهداءها هذه البهجة والفرحة، لكن هذا قدر الله، ونقول إنا لله وإنا إليه راجعون”.


محمود جبارين مع والديه في الأسر

الأسيرات يعانين الأمرّين!
وحول وضع الأسيرات في سجون الاحتلال “الإسرائيلي”، أوضح جبارين أنهن بحاجة ماسة لإطلاق سراحهن.

وذكر أن الاحتلال “الإسرائيلي” يمارس بحقهنّ شتى أصناف التعذيب والقهر، مشدداً على أن الأسرى يتابعون أخبارهنّ وظروفهنّ أولاً بأول.

وأكد أن حال الأسرى لا يختلف كثيراً؛ فواقعهم في الأسر قاسٍ جداً، قائلاً: “الأسرى كبار السن والأسيرات والأطفال والمرضى بحاجة ماسة للحرية والإفراج والاهتمام بهم”.

التحية لـ “غزة” ومسيرات العودة
ووجه جبارين التحية لأهالي قطاع غزة ولمسيرات العودة الكبرى التي ترسم الطريق الصحيح لعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها، وفق قوله.

وأكد جبارين في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن هذه المسيرات ضرورية ولمصلحة الشعب الفلسطيني وكسر للحصار عن قطاع غزة، وهو أكبر سجن في العالم.

وأضاف: “اللاجئون تعذبوا على مدار 70 عاماً مشتتين في دول خارج وطنهم الأصلي، ويحلمون أن يلمسوا ويعانقوا تراب وطنهم”.


الوحدة الوطنية
وبيّن أن رسالته إلى الشعب الفلسطيني العمل الحقيقي على الوحدة الوطنية، موجهاً الدعوة للفصائل الفلسطينية لتحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس.

ووجه رسالته إلى أهالي قطاع غزة قائلاً: “أنتم في قلوبنا، وفي الصف الأول من المعاناة والكفاح”، آملاً كسر الحصار عن أكبر سجن في العالم.

وتمنى المحرر جبارين أن تُزال الحدود المصطنعة بين الأراضي الفلسطينية، ويُجمع الشتات الفلسطيني في صف واحد.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...