الأربعاء 26/يونيو/2024

القيادي حسن يوسف.. 23 عامًا في سجون إسرائيل

القيادي حسن يوسف.. 23 عامًا في سجون إسرائيل

مع معانقة القيادي البارز في حماس النائب حسن يوسف، الحرية بعد 11 شهرًا من الأسر في اعتقاله الأخير، يدرك هو ومحبوه، أنها محطة جديدة للعمل المكثف، في ظل هاجس الاعتقال المتكرر الذي طاله 17 مرة أفنى خلالها نحو 23 عاما من سني عمره خلف قضبان الأسر.

“لن يكسروا إرادتنا”.. يقول القيادي يوسف بإيمان عميق، وهو يستقبل جموع المهنئين بتحرره، موجها رسائله بالوحدة والمصالحة والتمسك بالحقوق.

وأفرجت قوات الاحتلال “الإسرائيلي”، مساء الخميس (11-10)، عن البرلماني يوسف، أحد أبرز قادة حماس في الضفة الغربية.

 


الاعتقال المتكرر.. لماذا؟

يدرك يوسف، مرامي الاحتلال في اعتقاله المتكرر “يريدون كسر إرادتنا، وإبعادنا عن شعبنا، ولكن شعبنا في القلب، وإرادتنا لن تكسر”.

وبعزم شامخ يضيف: “ماضون في هذا الطريق حتى انعتاق شعبنا من الاحتلال ونيل حريته”.

وأمضى القيادي في حركة حماس والنائب في المجلس التشريعي 11 شهرا في الاعتقال الإداري الأخير، عقب اعتقال قوات الاحتلال له فجر 13 ديسمبر 2017.


وصول القائد حسن يوسف إلى منزله برام الله

رحلة عطاء وتضحية
رحلة القيادي حسن يوسف حكاية عطاء وتضحية وصبر، فلا يكاد ينال الحرية حتى يعاد اعتقال من جديد، فالاحتلال لا يحتمل حضور قائد بحجمه وتأثيره في مساحة العمل الوطني بالضفة المحتلة.

هو يُبقي ملابسه وأغراضه في السجن، مذياعه، مسبحته الطويلة، طاقيته الشتوية البنية، قشطه البالي، ساعته السوداء وغيرها، يضعها في شنطة ويحتفظ بها في مخزن قسم (12) في سجن عوفر، ويكتب عليها اسمه من الخارج”، يقول الصحفي أحمد البيتاوي، تحت عنوان “لمن لا يعرف، شهادة حق، بالشيخ حسن يوسف”.


حسن يوسف داخل الأسر

يتابع “البيتاوي” الذي لازم الشيخ يوسف بالأسر: “في يوم الإفراج عنه، يهمس في أذن الأسرى دوماً: راجع.. مش مطول”.

ويحصي العارفون بالشيخ حسن يوسف، 17 اعتقالا تعرض لها، أمضى خلالها نحو 23 عاما من سني عمره، في سجون الاحتلال، منها إبعادٌ إلى مرج الزهور جنوب لبنان عام 1992.

بمجرد الإفراج عنه يعود إلى سيرته الأولى، “لا يترك مناسبة وطنية أو اجتماعية أو دينية إلا وتجده أول الحاضرين، كما أنه يصر على رسالة الوحدة رغم البطش والتفرد والإقصاء من فريق السلطة الحاكم في الضفة المحتلة”.

فبعد ساعات من تحرره، كان يذيع رسالة الأسرى، بالتأكيد على الوحدة الوطنية، والدعوة لتحقيق المصالحة، والابتعاد عن التراشق الإعلامي، قائلا: “وحدتنا هي الأساس”، مناديا بإنهاء العقوبات الجماعية على غزة.

بطاقة تعريف
ولد الشيخ حسن يوسف دار خليل، في مدينة رام الله شمال فلسطين المحتلة في نيسان عام 1955 في قرية الجانية، وتلقى تعليمه الأساسي فيها، وأكمل تعليمه في الإعدادية والثانوية في بلدة كفر نعمة المجاورة.

كان والد الشيخ حسن يعمل إماماً ومؤذناً وخطيباً لمسجد القرية؛ ما جعل انتماءه للمساجد وللإسلام شيئا متجذراً، وواحدة من صفاته الملازمة التي لا تفارقه، فتربى على حب الإسلام والانتماء له والالتفاف حوله، ما صقل شخصيته، وانعكس ذلك على انتمائه وسلوكه.

وعندما بلغ عمره 15 عاماً كان مسؤولاً عن مسجد رام الله التحتا، وبعدها التحق بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة القدس، وتزوج من السيدة صباح أبو سالم، وهي من بلدة بيتونيا، وأنجب منها ستة أولاد.

نظرة مغايرة
بالرغم من الخطابات المحبطة على لسان الساسة، إلّا أن نظرة “يوسف” تبدو مغايرة عن أقرانه؛ يبين البيتاوي: “لديه قدرة كبيرة على رفع المعنويات وشحذ الهمم، رغم سوداوية الواقع وضبابية المستقبل، خطيبٌ مفوه، يصرخ حتى يبح صوته، كلماته آسرة، حُجته قوية. في الليل تراه قوّاماً يصلي أكثر من ثلث الليل، وفي النهار صوّاماً يصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع”.

“هو خفيف الظل، يمتلك روح دعابة ونَفَسا طيبة في إعداد الطعام، يشرف عليه ويعده بنفسه كل يوم دون كلل أو تعب”، ويستذكر البيتاوي: “دعاني ذات مرة للغداء في غرفته، فأخذ يطعمني بيده، كما تفعل الأم مع طفلها الصغير”.

متى الاعتقال القادم؟
ويستذكر الصحفي علاء الريماوي، في تعليق سابق تجربته مع الشيخ حسن يوسف: “في مقابلة صحفية سألته، متى اعتقالك القادم؟ ضحك، وقال أنا ما زلت في المعتقل، تراني الآن في “الفورة” (استراحة السجن).

يتابع الريماوي: “لم أجد في حياتي رجلا في حركته، ونشاطه، واستعداده للعمل، فبرنامجه اليومي لا يخلو من عشرة أنشطة”.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات