السبت 29/يونيو/2024

الجامعة الأمريكية.. هكذا تتشكل فسيفساء الطيف الفلسطيني في جنين

الجامعة الأمريكية.. هكذا تتشكل فسيفساء الطيف الفلسطيني في جنين

تضم الجامعة العربية الأمريكية في جنين، نحو عشرة آلاف طالب أكثر من نصفهم ينحدرون من فلسطين 1948، إذ تعدّ الوجهة الأولى لهم من بين مختلف جامعات الضفة الغربية، ما يشكل لوحة فسيفسائية ترسم كل ألوان الطيف الفلسطيني. 

وتشكل الجامعة لوحة رائعة لامتزاج فئتين من الشعب الفلسطيني يعيشان في نمطي حياة مختلفين، ما يجعل هذا الالتقاء بين طلبة الضفة وفلسطيني 48، فرصة فريدة لإعادة مزج الهوية تعزز وحدة الشعب الفلسطيني الذي قسمه الاحتلال ولكنها لا تخلو من ملاحظات ومنغصات.

ويقول الطالب أحمد الأسدي من فلسطينيي 48، لمراسلنا، إن التمازج الحاصل في الجامعة العربية الأمريكية يشكل فرصة للالتقاء، ويسهم في بناء العلاقات بين الشباب من مختلف المناطق، ويضيف: “يتركز وجود طلبة فلسطينيي 48 في كلية العلوم الطبية المساندة بشكل خاص، إذ توفر تخصصات هامة لهم مثل طب الأسنان والقبالة والأشعة والقانون والهندسة”.

ويشير إلى أن غالبية طلبة الداخل المحتل يسكنون في بلدة “الزبابدة” المجاورة أو في البنايات السكنية في محيط الجامعة، فيما يعتاد فلسطينيو 48 على التسوق في جنين، سيما أيام السبت، ما يجعل وجودهم في المدينة أمرا اعتياديا.

 صراع الهوية والاندماج

وفي الوقت الذي يقر فيه الطالب من جنين محمد ياسين بإيجابية ما أسماها “ظاهرة فلسطيني 48” في الجامعة، إلا أنه يشير وبصراحة إلى وجود سلبيات تحتاج إلى علاج، وهي مرتبطة بالاندماج بشكل أساسي، منبها إلى وجود حالة من العزلة بين طلبة الداخل وطلبة الضفة، وإن لم يصلح التعميم معها، على حد قوله.

ويضيف، لمراسلنا: “يعتاد طلبة الداخل التجمع مع بعضهم في ساحات معينة في الجامعة، ما يجعل وجودهم في غالب الأحيان على شكل مجموعات منعزلة وتخندق مناطقي، هذا عدا عن الفوارق الاقتصادية والقدرة الشرائية المتباينة لصالح فلسطينيي 48”.

وفي أحاديث لطلبة عديدين من الضفة ومن فلسطينيي 48، فإنهم جميعا يؤكدون على الهوية المشتركة، ولكنهم يجمعون على وجود نمطي حياة مختلفين، وسياق مختلف يخلق نوعا من العزلة لدى بعض المجموعات، وفي المقابل هناك اندماج وتداخل بين فئات أخرى.

ورغم الملاحظات والإشكالات التي تنتج بين الفينة والأخرى نتيجة سوء الفهم أو قلة الاندماج، فإن مدير العلاقات العامة في الجامعة العربية الأمريكية فتحي العمور يؤكد، لمراسلنا، أن الجامعة شيدت نموذجا فريدا للتعايش بين مكونات الشعب الواحد، وأن ما يجري أحيانا هو تعبير عن ظواهر طبيعية لا تلغي الفكرة المثلى المتمثلة في وحدة الشعب بين مختلف مكوناته.

ويرى قيادي في الحركة الطلابية، في حديثه، لمراسلنا، أن خارطة فلسطينيي 48 في الجامعة أثرت على واقع الكتل الطلابية، فهم يشكلون نصف الطلبة، ولكنهم حساسون جدا تجاه الانخراط فيها نتيجة متابعة مخابرات الاحتلال لهم، إذ يتم التعامل معهم بشكل أكثر قسوة من طلبة الضفة في حال انخرطوا بالعمل الطلابي، وهذا بدوره يؤثر سلبا على قوة الحركة الطلابية مقارنة بجامعات أخرى.

ولكنه يؤكد أن ما تفرزه تجربة الاندماج في الجامعة العربية الأمريكية تتطلب من القيادات والنخب السياسية أن تلتقطها وتتدارس إيجابياتها وسلبياتها، وتستخلص العبر، وعدم التغاضي عن السلبيات بدفن الرؤوس بالرمال من أجل أن تكون هذه التجربة مفيدة في تعزيز الوحدة بين مكونات الشعب الواحد، وفق قوله.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات