السبت 03/مايو/2025

التفكجي لـالمركز: أخطاء استراتيجية بالتعامل مع ملف الاستيطان

التفكجي لـالمركز: أخطاء استراتيجية بالتعامل مع ملف الاستيطان

تحدث خليل التفكجي مدير دائرة الخرائط بجمعية الدراسات العربية في القدس المحتلة، عن قضية الخان الأحمر، وآليات معالجة الاستيطان في الضفة الغربية، بدءًا من الحراك المتأخر، مرورًا إلى الأخطاء الاستراتيجية في التعامل مع ملف الاستيطان، ومؤكدا أن التحرك برمته يأتي بعد فوات الأوان وخارج السياق.

ويرى التفكجي في مقابلة مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أن التأخر في التعامل مع هذا الملف جرَّأ “إسرائيل” لتفعل ما تريد وتنتشر، مشيرا إلى أن الجانب الفلسطيني لم يقرأ بشكل مبكر وجيد مفهوم “القدس الكبرى” لدى الاحتلال.

واستعرض التفكجي جملة من الأخطاء القاتلة، ومنها عدم إعطاء تسمية قرى وبلدات من الحكومة الفلسطينية وبشكل مبكر للتجمعات المحيطة بالقدس، ومنها الخان الأحمر، لتأخذ صفة قرى بدل صفة تجمعات بدوية.

وتحدث عن الوصول في الوقت الحاضر لنهاية الرواية؛ حيث كان سابقا بالإمكان أن نتحرك لنوقف هذا التوسع، ولكن الآن يخوض المستوطنون انتفاضة ضد الفلسطينيين بعد أن ازداد عددهم واستفحلوا في الأرض.

نص المقابلة:

– أين أصبنا وأين أخطأنا في معركة الخان الأحمر؟

أولا بالنسبة للجانب الفلسطيني لم يقرأ الفكرة الإسرائيلية في قضية القدس الكبرى، وبالتالي ترك هذه التجمعات دون التعريف بها، وأصبحت دون أسماء، وأصبحت تجمعات بدوية أمام الرأي العام الدولي وهو ما يعني التنقل من مكان لآخر، كان من الأفضل الاعتراف بهذه القرى مبكرا وإعطاؤها تسميات جغرافية بمعنى أنها قرى فلسطينية وليست تجمعات بدوية.

وهذه التجربة قام بها الفلسطينيون عام 48 عندما لم تعترف “إسرائيل” بأكثر من 40 قرية فلسطينية، وبعد نضال طويل اعترف بها الجانب الإسرائيلي على الرغم من أنها تجمعات بدوية.

وعلى هذا الأساس، الجانب الإسرائيلي عدّها ضمن تجمع القدس 5800 لعام 2050 والذي يقضي بإزالة هذه التجمعات من المنطقة وإقامة أكبر مطار في “إسرائيل” لاستقبال اليهود القادمين من أوروبا وغيرها، بالإضافة لهذا وذاك، أن هذه المشاريع بهذه المنطقة وأكبرها معاليه ادوميم، تقضي بإزالة أي تجمع فلسطيني يعيق التطور الاستعماري في المنطقة.

هل كان التحرك متأخرا مقارنة بتاريخ قضية الخان الأحمر؟

بكل تأكيد كان تحركا متأخرا جدا مقارنة مع ما كان عام 1994 حيث عملت “إسرائيل” على إزالة عرب الجهالين في منطقة بيت لحم، إضافة إلى عملية التطهير العرقي في منطقة كردلا وبردلا “الفارسية” و”الحديدية” وهي تجمعات بدوية في الأغوار تم إزالتها بحجة أنها مناطق عسكرية، ومن ثم انتقل هذا التطهير العرقي إلى الخليل كما يحدث في سوسيا ومسافر يطا مما شجع الإسرائيليين للانتقال لمنطقة القدس.

ما هي أبرز ملامح وأهمية قضية الخان الأحمر وتداعياتها؟

يريد الجانب الإسرائيلي تنفيذ مشاريعه الاستيطانية واستباق قضية المرحلة النهائية للقدس، وتطبيق قانون القومية على أرض الواقع باعتبار أن القدس غير قابلة للتقسيم، وهي عاصمة لدولة واحدة وهي الدولية العبرية، وعلى هذا الأساس بدأ بإثارة هذه القضية والمتمثلة بإزالة هذه التجمعات البدوية، باعتبار أن القدس هي العاصمة الأبدية للدولة العبرية ولا شريك لها.

ماذا تعني قضية الخان الأحمر على صعيد تهويد القدس؟

بالنسبة للجانب الإسرائيلي في قضية الخان الأحمر اتخذت خطين متوازيين وهما القدس الكبرى وتعني مساحة تقارب 10 % من مساحة الضفة الغربية، ما يعني استحالة إقامة أي دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي، وإضافة إلى عدِّ القدس عاصمة لدولة واحدة وتنفيذا للمشاريع الإسرائيلية بعدِّها همزة وصل مع أوروبا والشرق الأوسط،  وهذا يعني أن أي سائح قادم من الخارج بإمكانه زيارة المناطق الدينية والعلاجية والعادية بكل أريحية دون أي عوائق لأنها تقع بمنطقة متوسطة متصلة.

– ما هي أبرز ملامح الاستيطان في الضفة الغربية رقميا اليوم؟

بداية استغلت “إسرائيل” قضية السلام للوصول إلى الأهداف الاستراتيجية التي وضعت عام 1967 وقدوم مليون مستوطن، واستغلتها للتوسعات الاستيطانية، إضافة إلى أن الجانب الإسرائيلي طبق نظرية شارون “الكنتونات” على أرض الواقع؛ فجعل منطقة الأغوار منطقة عسكرية مغلقة علما بأنه ليس لها أهمية أمنية على عكس ما يروج؛ ووسع الخط الاستيطاني.

كما عمد إلى البناء الكبير الذي يجري الآن فيما يسمى “ظهر الجبل” ويعني المستوطنات المعزولة، واليوم فإن أي فلسطيني قادم من الشمال للوسط أو من الجنوب للشمال لا يستطيع المرور إلا عبر حواجز محاطة بتجمعات استيطانية، وأحيطت جميع التجمعات الفلسطينية بمستوطنات وتجمعات عسكرية وهو ما يسمى الجبنة السويسرية.

– كيف يجب أن يكون الحراك من أجل مكافحة الاستيطان حتى يكون ناجعا ومثمرا؟

في الوقت الحاضر وصلنا لنهاية الرواية؛ وكان سابقا بالإمكان أن نتحرك لنوقف هذا التوسع، ولكن الآن يخوض المستوطنون انتفاضة ضد الفلسطينيين، وبزيادة المستوطنين أصبحت خطورتهم أكثر من السابق، فهم يعتدون بشكل يومي على العديد من التجمعات الفلسطينية في منطقة نابلس مثلا، وكيفية المواجهة في الحقيقة يجب أن تكون في إطار برنامج سياسي وحتى اللحظة لا يوجد أي برنامج سياسي.

– ماذا يعني الاستيطان في الضفة بالعقل الصهيوني؟

يعدُّ الإسرائيليون أن ما بين نهر الأردن والبحر هي وقف يهودي، وهو جزء من الدولة التوراتية التي تم الحصول عليها بداية عام 48، وجاءت 67 وأكملت الرؤية الإسرائيلية لبناء هذه الدولة التوراتية، وهي ما ذكره موشي ديان أن حدود الدولة تنتهي عند وقوف آخر جندي، وأقيمت هذه المستعمرات لفرض الأمر الواقع على الأرض، إضافة لعملية تبادل الأراضي مثل غور الأردن، وعلى الرغم من أن وجود المستوطنين في الضفة الغربية غير قانوني، لكنه فرض أمرا واقعا على المفاوض الفلسطيني.

-ما هي أخطر التوجهات التشريعية لحكومة الاحتلال على صعيد الاستيطان في الضفة؟

إن أخطر وآخر ما أفرزته المؤسسة التشريعية الصهيونية هو قانون القومية، والذي في مضمونه توافقت كل الأحزاب الإسرائيلية على ملفي الاستيطان والقدس، وحسم هذين الملفين بالنسبة للحكومة الصهيونية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الآلاف من اليمنيين، الجمعة، في 14 محافظة بينها العاصمة صنعاء، دعما لقطاع غزة في ظل استمرار الإبادة...