إبعاد الطلبة عن جامعاتهم بالضفة: الاحتلال يعبث والسلطة تتفرج

يمضي الطالب “يوسف دويكات” يومه بالعمل في تمديد الكهرباء في المنازل، بعد أن أصدر الاحتلال قراراً بمنعه من الوصول إلى جامعة النجاح في مدينة نابلس، ستة أشهر، دون أن تحرك السلطة الفلسطينية ساكنا، علما أن المنطقة تخضع إداريا وأمنيا لسيطرتها.

ويقول دويكات في حديثه، لمراسلنا: إن “القرار يعد سابقةً بحق أحد طلبة جامعة النجاح، رغم أنه نفذ في جامعات أخرى، لكن المفارقة في القرار الصادر بحقي، أنني أسكن في المنطقة المصنفة (أ) والجامعة في نفس المنطقة، وهي خارجة عن سلطته الإدارية والأمنية بحسب اتفاقية أوسلو”.

نهج جديد

يوسف دويكات كان أول طالب يحصل على قرار بمنعه من دخول جامعة النجاح بسبب نشاطه الطلابي، لكنه لم يكن الأخير، فالطالب “براء عصام ريحان” من نفس الجامعة، حصل على قرار مماثل، ما يشير إلى أن هذا الأسلوب سيكون نهجاً في معاقبة الطلبة.

ولقد تلقى الطالب  بكلية الهندسة “ريحان” قرار حرمانه خلال اعتقاله قبل شهر تقريباً، ويقول “لمراسلنا“: إن “القاضي الصهيوني في محكمة سالم أصدر قراراً بالإفراج عني بكفالة، من تهمة العمل النقابي في الجامعة، لعدم كفاية الأدلة، وتفاجأ بعد عشرة دقائق بطلبه ثانية، لكن هذه المرة ليست للمحكمة، بل لمقر المخابرات في ذات المعسكر، ليسلمه قراراً، بمنعه من دخول الجامعة ستة أشهر أيضاً”.

وسيحرم القرار الصهيوني الطالب “ريحان” من الدراسة في جامعته عاماً دراسيا كاملاً، خاصة أنه تزامن مع بداية الفصل الأول، وسيستمر حتى منتصف الفصل الثاني، بمعنى أنه سيؤخر تخرجه عن زملائه وأقرانه الطلبة عاماً كاملاً، وفق قوله.

حلول قاسية

وعن دور جامعة النجاح لدى إطلاعها على إجراء سلطات الاحتلال، يقول دويكات: إن “الجامعة قالت إنها لن تستطيع عمل أي شيء إزاء هذا القرار”، مضيفاً: “الجامعة لم تقدم لي شيئاً، سوى أنها أعطتني كتاباً لإكمال فصلي الدراسي في جامعة الخضوري بمنطقة طولكرم، طالب زائرا”.

ويتابع دويكات: “المفاجأة كانت أن جامعة خضوري طلبت مني ثمن الساعة الدراسية مبلغ 48 ديناراً، رغم معرفة سبب قدومي للدراسة لديهم، علماً أن الساعة الدراسية فيها 24 ديناراً فقط، بمعنى أنها طلبت مني دفع مبلغا مضاعفا، وهذا ظلم، مبلغ يفوق طاقتي كثيراً، خاصة وأني دفعت قسط الفصل الذي حرمت منه لجامعة النجاح، بما يزيد عن 700 دينار، وجامعة خضوري طالبت نظير دراسة الفصل 840 ديناراً، وهو الأمر الذي لا أطيقه، ولا أستطيعه”.

فيما يوافق “ريحان” على رأي زميله “دويكات”، ويزيد: “هذا المبلغ الكبير، ناهيك عن تكاليف المواصلات من نابلس لمدينة طولكرم، ما سيضاعف تكاليف الفصل الواحد لثلاث مرات، علاوة على الجهد البدني والوقت الطويل الذي سيضيع في المواصلات بين المدينتين”.

احتلال فوق القانون

ويعدّ قرار سلطات الاحتلال بحق الطالبين (دويكات وريحان)، مخالفاً لاتفاقية أوسلو بين “إسرائيل” ومنظمة التحرير، كون الجامعة تقع في المنطقة المصنفة تحت مسؤولية السلطة الفلسطينية الإدارية والأمنية.

ويرى مدير برنامج مؤسسة “الحق” لحقوق الإنسان تحسين عليان: “أن هذا القرار فيه انتهاك للحق بالتعليم بحسب اتفاقية جنيف الرابعة، التي تكفل للمدنيين الحق في تلقي التعليم، ويمثل أيضا انتهاكا لحق المواطن في حرية التنقل والحركة، والمتمثل بمنع هؤلاء الطلبة من التوجه لجامعاتهم”.

وعن دور القضاء الصهيوني في مثل هذه القرارات، أكد عليان في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “أنه يعد ذراعاً من أذرع الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، إذ يتوجهون للمحكمة لإعطائهم الغطاء اللازم لتمرير رؤية المخابرات بثوب القانون”.