المزارع محمد عطاري.. حكاية الجذر الممتد في الأرض المهددة

للمزارع الفلسطيني محمد عطاري حكاية أرض مهددة بالمصادرة، في بلدة دير شرف شمال مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية.

تلك الحكاية يرويها عطاري يومياً حيث يسلك طريقاً خطراً وقريباً من مستوطنة “شافي شمرون”، ويبعد عن منزله بضعة كيلو مترات، والاحتلال يحاول بكل الطرق منعه من الاقتراب منها. 

null
وللوصول إلى أرض عطاري، يجب عبور الطريق الوعرة، ما يكشف معاناة المزارع الذي يتكبدها شبه يومي، حتى لا يتمكن الاحتلال من سرقة أرضه وتثبيتها والصمود فيها.

فصول الحكاية

يحكي عطاري قصة الأرض التي تبلغ مساحتها 4 دونمات، قائلا: “بدأت القصة قبل عامين، عندما بدأت باستصلاح الأرض بعد مشروع حصلت عليه من الإغاثة الزراعية، وقررت حينها بناء خزان مياه، بغرض ري المزروعات، حينها تعرضت للعديد من التهديدات والانتهاكات”.

وتابع “منذ تلك اللحظة، تعرضت لانتهاكات جنود الاحتلال ومستوطنيه، ومع أول محاولة لبناء خزان مياه، تسلمت أمرًا بوقف العمل في البناء، ولكن إصراري وتمسكي بأرضي دفعني للمخاطرة بكل الطرق والبناء”. 

null
وأضاف “تمكنت من بناء خزان مياه وزراعة الأرض رغم المعاناة الكبيرة والانتهاكات التي تعرضت لها من المستوطنين”، مؤكداً “أنه سيبقى بالأرض مهما كلفه الأمر”. 

ولفت إلى أن المعاناة تكثر رغم أنه يحاول التأقلم مع قلة المياه، وصعوبة الطريق، وتهديد الجنود ومستوطنيه، وطلبات استدعائه من الاحتلال. 
 
ونبّه إلى أن المياه العادمة التي تضخها مستوطنة “شافي شمرون” أدت إلى إتلاف عشرت أشجار الزيتون في قرية دير شرف.
 
إصرار على العمل بلا خوف

ولا يواجه المزارع عطاري الخطر وحده؛ وإنما يواجهه مزارعون آخرون في الأراضي المحيطة والقريبة، إلا أنهم يواصلون عملهم بلا خوف، فزراعة الأرض بالنسبة لهم أسلوب آخر لمقاومة الاحتلال.

null
وفي السياق نفسه، أكد ضرار أبو عمر -مدير الإغاثة الزراعية بمحافظة نابلس- أن مشاريع استصلاح الأراضي تأتي بهدف حماية وتطوير الأراضي الزراعية وتعزيز صمود المزارعين في الأراضي المهددة بالمصادرة وتحسين دخلهم.

وأوضح أن المشاريع تشمل استصلاح أراضٍ زراعية بالآليات الثقيلة، وشق طرق زراعية لتسهيل وصول المزارعين إلى أراضيهم، وإنشاء خط ناقل للمياه لريّ المزروعات، وبناء الجدران الاستنادية، وإنشاء آبار جمع مياه الأمطار، وتسييج الأراضي وحراثتها وزراعتها بالأشتال.