المركز ينشر نص مقابلة السنوار مع الصحفية الإيطالية

ينشر “المركز الفلسطيني للإعلام” النص الكامل للمقابلة التي زعمت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أنها أجرتها مع رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة يحيى السنوار، وستنشر الصحيفة نصها الكامل غدا الجمعة، لكن حماس نفت بشدة أن تكون المقابلة أجريت مع الصحيفة الإسرائيلية، وأكدت أنها أجريت مع الصحفية الإيطالية فرانشيسكا بوري لمصلحة صحيفة لاربوبليكا الإيطالية.
وقال مكتب السنوار في وقت سابق، اليوم الخميس: إن الصحفية تقدمت بطلب رسمي للقاء قائد حماس في غزة لمصلحة صحيفتين: إيطالية وبريطانية، وإن تحريات الإعلام الغربي في حركة حماس أثبتت أن الصحفية ليست يهودية أو إسرائيلية، وليس لها سابق عمل مع الصحافة الإسرائيلية.
واتهم المكتب في تصريح وزع على وسائل الإعلام الصحفية أنها “لم تحترم مهنتها، وعلى ما يبدو فقد باعت اللقاء لصحيفة يديعوت احرونوت”.
من جانبها نشرت الصحفية بوري على حسابها على تويتر أن مقابلة لها مع قائد حماس في غزة ستظهر على الموقع الالكتروني لصحيفة لاربوبليكا فجر الجمعة، دون أن تشير للصحيفة الإسرائيلية.
يشار إلى أن صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية نشرت صباح الخميس خبرا عن أنها أجرت مقابلة خاصة مع السنوار، وأكدت أنها ستنشر المقابلة كاملة يوم غد الجمعة، لكن حماس نفت بشدة ما ذكرته الصحيفة، واتهمتها بتحريف السؤال الأول منها ليبدو وكأن السنوار يجيب على سؤال لأول مرة لصحفية إسرائيلية وليس صحيفة غربية.
نص المقابلة:
– أنا لا أعلم أي شيء عنك. يُقال بأنك منعزل تماماً ورجل قليل الكلام. فأنت نادرا ما تتحدث مع الصحفيين. وفي الواقع: هذه هي المقابلة الأولى لك مع وسائل الإعلام الغربية. لكنك تقود حماس منذ أكثر من عام. لماذا تتكلم الان؟
لأنني الآن أرى فرصة مواتية لتغيير هذا الواقع السيئ لتحقيق الأمن والاستقرار هنا.
فرصة؟ الآن؟
نعم. الآن. وليس غداً.
– لأكون صادقة فإن الأرجح هنا على ما يبدو هو حرب جديدة. كنتُ في غزة في يونيو الماضي، وكان الأمر كالمعتاد: رصاص عشوائي وغاز مسيل للدموع وجرحى في كل مكان. ثم غارات جوية وصواريخ وغارات جوية أخرى. كانت فرصة ذهبية للمرء كي يُقتل. لديكم الآن ما يقرب من 200 قتيل منذ بدء هذه الموجة الأخيرة من الاحتجاجات في نيسان/أبريل الماضي.
بداية أود التحفظ على مصطلح الحرب، فنحن شعب تحت الاحتلال، ويمارس عليه العدوان يوميًّا، وشعبنا يقاوم بأدوات بسيطة، ومع ذلك، الحقيقة هي أن الحرب ليست في مصلحة أحد. وبالتأكيد، ليس في مصلحة شعبنا، نحن نواجه قوة نووية بـ”مقاليع”؟ لكن إذا لم نتمكن من الانتصار، فإن انتصار نتنياهو سيكون أسوأ من الهزيمة؛ لأنها ستكون الحرب الرابعة. ولا يمكن أن ينتهي الأمر كما انتهى في الحرب الثالثة، التي انتهت بالفعل كما انتهت الحرب الثانية، والتي كانت قد انتهت بالفعل كما انتهت الأولى. يريدون أن يسيطروا على غزة وهم يبذلون قصارى جهدهم للتخلص من فلسطينيي الضفة الغربية، والحفاظ على أغلبية يهودية. لا أعتقد أنهم يريدون مليوني فلسطيني آخرين. الحرب لن تحقق لهم شيئا.
– يبدو الأمر غريبا بعض الشيء من شخص ينحدر من الجناح العسكري لحماس.
إن واجبي الأول قائدًا وطنيًّا فلسطينيًّا يقود حركة تحرر وطني هو حماية شعبي والدفاع عن حقوقه في الحرية والاستقلال.
– لكنك تقاتل طوال حياتك.
وأنا لا أقول في الواقع أنني لن أقاتل بعد الآن، أريد نهاية الحصار وحرية شعبي، فإنني عندما أمشي بالقرب من الشاطئ عند غروب الشمس وأرى كل هؤلاء المراهقين يدردشون ويتساءلون عن شكل العالم وراء هذا البحر وكيف تبدو الحياة. هذا يفطر القلب، ويجب أن يفطر قلوب الجميع. أريدهم أحراراً.
– لقد أغلقت الحدود عملياً 11 عامًا. لم يعُد في غزة مياه حتى. توجد مياه البحر فقط. ماء مالح. كيف هو العيش هنا؟
ما رأيك؟ 55 في المائة من السكان تحت سن 15 سنة. هل هؤلاء إرهابيّون؟ هؤلاء أطفال. ليس لديهم أي فكرة حقيقية عن طبيعة الصراع، هم ببساطة أطفال. ولم يعرفوا في حياتهم سوى الحصار والعدوان وأريدهم أحراراً.
– 80 في المائة من السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية، و50 في المائة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، 50 في المائة يعانون من الجوع. ووفقا للأمم المتحدة، فإن غزة لن تكون صالحة للحياة. لكن في هذه السنوات وجدت حماس موارد لبناء أنفاقها.
هذا جزء من الدعاية الإسرائيلية؛ فليست الأنفاق هي المسؤولة عن الكارثة الإنسانية في غزة، فالكارثة موجودة سنوات قبل أن يبدأ حفر الأنفاق، المسؤول هو من يغلق الأبواب على مليوني إنسان، ويمنع عنهم الدواء والغذاء، ويحرمهم فرص العمل والعيش الكريم، كما أن عددًا كبيرًا من هذه الأنفاق استعمل لإدخال المواد الأساسية كحليب الأطفال والغذاء والدواء حتى نتمكن من مواجهة الحصار والتجويع، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن حماس وفرت بجهودها الذاتية والخاصة الأموال اللازمة لاحتياجات المقاومة، ولم تستعمل قط أيًّا من الأموال العامة أو أموال الدعم الدولي.
– أنت تعرف ما أقصده. ألا تظن أنكم تتحملون بعض المسؤولية؟
المسؤولية تقع على من يفرض الحصار، وليس على المحاصَرين. ونحن مسؤوليتنا تقع في العمل مع الجميع وخاصة المجتمع الدولي لرفع هذا الحصار فورا ودون شروط.
– لماذا لم تشتروا الحليب، بدلا من الأسلحة؟
لو لم نشترِ الحليب لما كنا على قيد الحياة حتى الآن. لقد اشتريناه. لا تقلقي. نحن نبذل كل ما نستطيع ونسخر كل مقدراتنا لمساعدة شعبنا على الصمود والبقاء وتحقيق حد أدنى لشعبنا في العيش الكريم.
– إذن فحماس تدير الحكومة بشكل جيد؟
ولكن ما هو رأيك؟ هل إدارة الحكم في غزة يشبه إدارة الحكم في باريس؟ لقد أدرنا عدة بلديات لسنوات، ونجحنا في ذلك بالضبط بسبب سمعتنا في الكفاءة والشفافية. ثم في عام 2006، فزنا في انتخابات ديمقراطية شفافة برعاية دولية ورغم ذلك قد وضعنا المجتمع الدولي على القائمة السوداء. لا يوجد كهرباء، هذا صحيح. وهذا يؤثر على كل شيء آخر. لكن هل تعتقدين أنه ليس لدينا مهندسون؟ إننا غير قادرين على بناء التوربينات؟ بالطبع نحن قادرون. ولكن كيف؟ باستخدام الرمل؟ يمكن للمرء أن يذهب لأفضل جراح في المدينة لكنه لن يرضى أن يتعامل معه باستخدام الشوكة والسكين. انظري إلى بشرتك: إنها تتقشر بالفعل. هنا إذا كان المرء قادماً من العالم الخارجي، فقد يصيبه المرض بسبب تلوث المياه. ما يجب أن يلفت انتباهك هو أننا ما زلنا على قيد الحياة.
– ولذلك لقد وافقتم في حماس على مبدأ وقف إطلاق النار مع “إسرائيل”. ماذا يعني وقف إطلاق النار لكم؟
وقف إطلاق النار يعني تحقيق الهدوء ورفع الحصار.
ما يهم حقا هو بالأحرى ما يحدث من تغيير جوهري على الأرض لأنه إذا كان وقف إطلاق النار يعني أننا لا نتعرض للقصف، لكننا ما زلنا لا نملك الماء، ولا الكهرباء، ولا شيء، وما زلنا تحت الحصار، فهذا لا معنى له؛ لأن الحصار هو نوع من الحرب،إنها حرب من خلال وسائل أخرى. وهي أيضًا جريمة بموجب القانون الدولي. لا يوجد وقف لإطلاق النار تحت الحصار.
لكن إذا حدث العكس من ذلك، ورأينا غزة تعود تدريجياً إلى حالتها الطبيعية. إذا لمسنا وجود استثمارات وتنمية وليس فقط مساعدات، لأننا لسنا متسولين، نريد أن نعمل، نريد أن ندرس ونسافر، مثلكِ. نريد أن نعيش، وأن نعتمد على أنفسنا، ونؤكد أننا في حماس سنذلل كل العقبات التي تقف في طريق نجاح هذه المهمة، لكن لا بد من التأكيد أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في المنطقة دون الحرية والعدالة لشعبنا، لا نريد هدوء القبور.
– حسنًا، ولكن… ربما تكون مجرد خدعة لإعادة تنظيم نفسك. وفي غضون ستة أشهر تعود للحرب. لماذا يجب على الإسرائيليين أن يثقوا بك؟
بادئ ذي بدء، لم نشنّ الحرب من قبل؛ لقد شُنت الحرب علينا. وسؤالي، بكل صدق، هو عكس ذلك. لماذا يجب أن أثق بهم؟ لقد انسحبوا من غزة في عام 2005، وأعادوا ببساطة انتشار الاحتلال، كانوا بالداخل والآن يغلقون الحدود. من يدري ما يدور في أذهانهم؟ لكن ما يمكن أن أؤكده أن التجربة أثبت أننا نحترم التزاماتنا رغم أن الاحتلال تاريخه معروف في التنكر للاتفاقيات والشواهد على ذلك كثيرة.
– مجددًا؛ هل يمكن ألا ينجح وقف إطلاق النار؟
هل يمكننا مرة واحدة أن نتخيل ما قد يحدث إذا لم ينجح؟ لأن هذا قد يكون دافعًا قويًّا لبذل قصارى جهدنا لإنجاحه، أليس كذلك؟ إذا تصورنا غزة كما كانت في الواقع في الماضي، وليس منذ مدّة طويلة، هل شاهدتِّ بعض الصور في الخمسينيات من القرن الماضي؟ عندما كان يزورنا السياح من كل مكان في الصيف؟
وكان لدى غزة الكثير من المقاهي والمتاجر وأشجار النخيل. لقد رأيت تلك الصور. نعم.
لكن اليوم أيضاً.. هل رأيتِ على الرغم من كل ذلك مدى براعة شبابنا، وموهبتهم، وإبداعهم، وحيويتهم؟ فباستخدام أجهزة الفاكس القديمة وأجهزة الحاسوب القديمة، جمّعت مجموعة من الشباب في العشرينات من أعمارهم طابعة ثلاثية الأبعاد: لإنتاج معدات طبية نحن في أمس الحاجة لها. هذه هي غزة، وهذا هو شعبنا الفلسطيني العظيم. لم نستسلم لحالة الفقر وأنّ أطفالنا حفاة. يمكن لغزة لو أعطيت الفرصة أن تكون كأفضل مدن العالم.
لقد مكثت في السجن 25 عاما. لقد فقد باسم [يشير السنوار إلى أحد مستشاريه] ابنًا قُتل في غارة اسرائيلية. وفقد مترجمكِ شقيقين. الرجل الذي قدم لنا الشاي ماتت زوجته بسبب المرض، لم تكن مشكلتها كبيرة، كان هناك قطع، لكن لم تكن هناك مضادات حيوية. وهذه هي الطريقة التي ماتت بها. أي صيدلي يمكنه معالجة هذا الأمر. هل تعتقدين أن هذا سهل بالنسبة لنا؟ دعونا نعطي أطفالنا الحرية والحياة التي لم نحظَ بها أبداً. وسوف يكونون أفضل منا، وأقدر على بناء مستقبلهم ومستقبل وطنهم والمساهمة في خدمة الإنسانية، فحرمان شعبنا على مدار عقود من حقوقه هو الذي أطال أمد الصر اع وجلب الدمار للمنطقة، فلا تحرموا الأجيال القادمة هذه الحقوق.
– أنت تستسلم؟
لقد كافحت طوال حياتي لينال شعبي الحرية ويحظى بحياة طبيعية. أنا لا أستسلم. أنا مستمر، وكذلك شعبي.
– أثناء وقف إطلاق النار هذا. هل ستحتفظ حماس بأسلحتها؟ أو هل تقبل، لا أعرف، حماية دولية، مثل أصحاب الخوذ الزرقاء؟
مثل سربرنيتسا؟!!
– أعتقد أن الجواب لا.
أنتِ على حق.
– أنا آسفة إذا كنت قد ألححت على هذه النقطة، ولكن هل يمكن ألا ينجح وقف إطلاق النار؟ليس للنحس، لكنك تعلم أن الماضي ليس مشجعاً حقاً. فحتى الآن، أعاق “المتشدّدون” أي محاولة للصفقة.
يبدو أنك متفائلة جدا حول الاتفاق؛ فحتى الآن لا يوجد اتفاق، ومن طرفنا فإن الغالبية الكبرى للفصائل الوطنية الفلسطينية متوافقة على أسس ومتطلبات الاتفاق، وسنحترم تعهداتنا في حال وُقِّع، ولكن حتى الآن نجحت الأصوات الدموية لدى الاحتلال في تعطيل الاتفاق، لكن إذا تعرضنا للهجوم، فواضحٌ أننا سندافع عن أنفسنا كما هو الحال دائما، وسيكون لدينا حرب جديدة. ولكن في غضون عام، سوف تكونين هنا مرة أخرى. ومرة أخرى سأكون هنا لأقول: الحرب لا تحقق أي شيء.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...