عاجل

الأحد 06/أكتوبر/2024

المزارع وَنه.. موسم زيتون في مهب الريح بسبب اريئيل

المزارع وَنه.. موسم زيتون في مهب الريح بسبب اريئيل

ينظر صوب حقول زيتونه الواقعة داخل مستوطنة “اريئيل” وتكاد الدمعة تغالبه، فموسم الزيتون على الأبواب ولا يعرف هل يسمح له الاحتلال أن يدخل أرضه أم لا.

جاء مستوطنون من مختلف دول العالم، وأصبحوا يشاركونه أرضه وموسمه، بل حتى إنه ينتظرهل يسمحون له بدخول أرضه أم لا، فكل حدث أصبح يخضع لمزاجهم وتقديراتهم.

 إنه المزارع يوسف ونه، من قرية مردة شمال سلفيت، حيث ترنو عيناه إلى أرضه التي تقع أيضا خلف الجدار ما بين المستوطنة وقريته، ومع تحضيرات الموسم الحالي يقول ونه: إن الاحتلال والاستيطان يقتل في كل عام فرحة وسعادة قدوم عرس موسم الزيتون.

يقول: سلب الجدار والاستيطان جزءا كبيرا من أرض العائلة، وممنوع أن أدخل أرضي إلا في أيام قليلة خلال العام، وفي موسم الزيتون يسمحون لنا بأوقات قصيرة لجني ثمار الزيتون، ولساعات محدودة خلال اليوم دون الاكتراث لحالنا نحن المزارعين الذين سلبوا أرضنا جهارا نهارا.

يضيف ونه: “في إحدى المرات بعد طول عذاب سمحوا لنا بدخول الأرض، ومن ثم منعوا أن ندخل تراكتور لحمل ثمار الزيتون، كما إنهم سيفتحون البوابة مع العصر، إلا أنهم فتحوها بعد صلاة العشاء في معاناة كبيرة ولا اكتراث، حيث يغلقون علينا البوابة ويتركوننا وحدنا، فإن وقع أحدنا وكسرت يده أو لدغته أفعى فسوف يموت بسبب إغلاق البوابة”.

وعن الأيام الجميلة في قطف ثمار الزيتون قبل بناء الجدار يقول ونه: “كنا مع تسابيح الفجر والصباح نمضي نحو حقول الزيتون، ونستمتع بصوت العصافير العذب، وكانت أيامنا أفضل وأجمل وكلها سعادة؛ وندخل وننام في أرضنا وكأننا في جنة، إلى أن جاء الاحتلال وقلب الوضع رأسا على عقب، وحول فرحتنا وسعادتنا إلى شقاء وإذلال وتفتيش على البوابات وإهانات وشتائم قذرة أحيانا”.

ويشير ونه لأرضه خلف الجدار ومباني مستوطنة “اريئيل” ويقول: “أصبحت العيشة لا تطاق بسبب التفتيش والإذلال على بوابات الجدار، ومنع الدخول والخروج إلا بتصاريح، ولا يسمح لنا أن نعرف ما جرى بأرضنا طوال العام إلا خلال موسم الزيتون عندما يسمحون لنا بدخول أراضينا”.

وعن مواصلة التحدي يقول: “الأرض هي الحياة والروح في الجسد، وسنبقى متشبثين بالأرض والعناية بها رغم ضيق الوقت، فالأرض تعني لنا كل شيء: المحبة والطيبة والحياة، والرزق الطيب، والمستقبل والوطن، والعزة والكرامة، رويت بالعرق وبالدماء الزكية الطيبة من أجدادنا ونحن على العهد والدرب سائرون حتى تعود الروح لباريها”.

وعن موسم الزيتون الحالي والتحضيرات، يشير جمال الأحمد المختص بشؤون الاستيطان، أن الأراضي خلف الجدار أو داخل المستوطنات وقربها، سواء في سلفيت وبقية محافظات الضفة، تتعرض لخسائر جسيمة خلال موسم الزيتون، نتيجة للأوقات الضيقة المعدة سلفا، والمسموح خلالها فقط قطف الزيتون، ونتيجة للتجريف والمصادرة، واعتداءات المستوطنين سواء على حقول الزيتون أو المزارعين.

وعن قانونية ما يقوم به الاحتلال خلال موسم الزيتون يقول، الباحث د. خالد معالي إن الاحتلال مجبر بحسب القانون الدولي على عدم عرقلة موسم الزيتون والتضييق على المزارعين، كونه مصدر دخل وعمل يمنع المساس به للسكان المدنيين الواقعين تحت الاحتلال بحسب المادة 52 من اتفاقية جنيف الرابعة.

وأشار معالي إلى أن قرية مرده محاصرة من الجهات الأربعة ببوابتين وطريق التفافي ومستوطنة “ارئيل”، والقرية تعاني خلال موسم الزيتون من تضييقات الاحتلال وانتهاكاته، الهادفة إلى الطرد وتهجير المزارعين لصالح المستوطنين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات