موسم الزيتون بسلفيت.. 3 أسباب وراء تكبد المزارعين خسائر فادحة

وسط الحسرة والألم،  يقف المزارع أحمد المصري من بلدة بديا غرب سلفيت داخل حقله وبين أشجار زيتونه، وهي بالكاد تحمل عددا قليلا من حبات الزيتون، بعدما كانت تثمر في السنوات السابقة بشكل غزير يعزز اقتصاده المنزلي ويسدد ما تراكم عليه من ديون.

وأرجع مزارعون ومسؤولون بالزراعة الخسائر التي ضربت المحصول العام الجاري إلى 3 أسباب، أولها ظهور حشرة غريبة تسببت في ضرر للثمار، وثانيهما التغير المناخي، وأخيرا غياب دعم المزارعين للتغلب على الآفات الزراعية.

آفات زراعية

يقول المزارع المصري في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أوراق الزيتون مجعدة وغير طبيعية، وثمار الزيتون أيضا وكأنها مضروبة، ولا يوجد حل لهذه الحشرة التي تسبب قلة الثمار لهذا الموسم، عدا عن أن موجة الحر أثرت على نضوج الزيتون بشكل مبكر، وهو ما تسبب في التأثير على الموسم بشكل عام، وجعله قليلا، ولا يجني تعبه وما صرف على حقول الزيتون من حراثة وتنقيب وعناية أخرى.

من جهته؛ ذكر المزارع محمود سلامة من بلدة الزاوية غرب سلفيت لمراسلنا: “نتكبد خسائر لهذا الموسم نتيجة مرض أو حشرة ضربت الثمار بشكل لم نره طوال السنوات السابقة”، داعيا إلى دعم المزارعين للتغلب على هذه الآفة الزراعية التي وصفها بالمدمرة لموسم الزيتون الحالي، وجعلته في حالة مادية يرثى لها.

ويشكو المزارع محمود العبد الله من دير استيا قلة الثمار لهذا الموسوم، دون أن يعرف سبب لذلك، ويشكو أيضا من عدم وجود طرق زراعية تصل لأرضه مباشرة بسبب الطريق الالتفافي الاستيطاني غرب بلدته، والذي وضعت على جانبيه حراسة حديدية لا يمكن للدواب القفز عنها والوصول لأرضه.

وعن أسباب المرض وتداعياته يشير مدير زراعة سلفيت إبراهيم الحمد، إلى أن التغير المناخي لهذا العام، وظهور وانتشار حشرة تفسد الأوراق، وضربت العناقيد الزهرية لثمار الزيتون، وبالتالي أثرت على محصول الزيتون لهذا الموسم بشكل سلبي غير متوقع، وهو ما تسبب بخسائر للمزارعين.

مواجهة الحشرة

وعن المناطق التي ضربتها هذه الحشرة يضيف الحمد: “ضربت الحشرة المناطق الغربية لمحافظات: جنين طولكرم قلقيلية سلفيت، وكانت الإصابات متفاوتة إلا أنها بالمجمل العام ضربت الموسم”.

ولفت المهندس حمد إلى أن الحشرة لم تنتشر حتى الجهة الشرقية، وأن الوزارة تتعاون مع مراكز الأبحاث والجامعات لمعرفة حقيقة هذه الذبابة، وكيفية نشرها لمرض يضرب ثمار الزيتون كي يتم التغلب عليها لاحقا والقضاء عليها، حيث وضعت مصائد للذباب في جهات مختلفة لصيدها ومعرفة ماهيتها ومكافحتها لاحقا.

وكانت وزارة الزراعة الفلسطينية في بيان سابق لها، قد حددت يوم 12-10-2018 موعدا لقطف ثمار الزيتون، وهو موعد متقدم عن السنوات السابقة، حيث -بحسب الحمد- إن موجة الحر ساهمت بسرعة نضوج الثمار، وهو ما استدعى تقديم موعد القطاف لثمار الزيتون في محافظات الضفة الغربية كافة.