الأربعاء 07/مايو/2025

الخلاف بين ليبرمان وبينت حول غزة – قراءة أيديولوجية

ناصر ناصر

رفض الوزير اليميني والعنصري ليبرمان اتهامات زميله المزايد عليه في العنصرية والتطرف نفتالي بينت، باتباع سياسة ضعيفة وانهزامية أو (يسارية) على حد قوله اتجاه الفلسطينيين في غزة، والاتهام بالضعف وعدم استخدام العنف والقوة هو آخر ما يريده أو يتوقعه وبالتالي أكثر ما يستفز وزير يميني أو حزب قومي متطرف ينتمي لمدرسة كبار الصهاينة كجبوتنسكي وأحمئير، الذين نهلوا من أفكار نيتشه في تقديس القوة والعنف والجسارة، ليس من أجل الحق بل لاحتلال وقهر الشعب الفلسطيني، ليس كخيار المضطر بل كخيار مفضل مبني على العقيدة والايدولوجيا، ولهذا كانت ردة فعل ليبرمان الغريزية هي استحضار ما سفكه من دماء سبعة فلسطينيين، وجرح 500 آخرين على حدود قطاع غزة مباشرا لإثبات بطلان تهمة زميله في التطرف والعنصرية الوزير نفتالي بينت.

كلا الرجلين على ما يمثلانه من أفكار ينتميان إلى عقيدة (الجدار الحديدي)، التي تجمع (تقريبا) كل تيارات الحركة الصهيونية منذ تأسيسها، وتهدف -في إحدى قراءاتها- لإجبار العرب، وفي هذه المرة عرب غزة، على الفهم والإدراك والاستنتاج أن المقاومة وبأي شكل من أشكالها، ومنها مسيرات العودة المتميزة لن تضعف من عزيمة “إسرائيل”، فالجدار الحديدي هنا غاية وليست مجرد وسيلة لتحقيق شروط أفضل في عملية التفاوض، ومع ذلك فيمكن القول إن الخلاف بين ليبرمان وبينت هو في درجة استخدام القوة وفي الغاية منها.

في مقابل هذا قذف ليبرمان بينت بتهمة المسيحانية المتعصبة، وهي تهمة أقرب إلى الوصف منها إلى التشهير، فحزب البيت اليهودي الذي يترأسه بينت والذي يعد النسخة الأكثر تطرفاً من حزب المفدال (الحزب الديني القومي)، والذي يدعو إلى تكامل التوراة والشعب والأرض، لا يخفي دوافعه الدينية والتوراتية في مقاتلة العرب والفلسطينيين.

كما أنه يرى بالمشروع الصهيوني فصلا من فصول الخلاص الديني وحلقة مهمة من حلقاته، وهذا ما أكدته مدرسة (مركاز هراب) بزعامة الحاخام كوك.

لا يختلف ليبرمان وبينت في رؤيتهما العنصرية للعرب عموما (وعرب غزة خصوصا) كجماعة منحطة متخلفة من الأغيار، فهم في الداخل المحتل لا يستحقون مبدأ المساواة في بلدهم الأصلي، فهم سكان في الدرك الأسفل من المواطنة، كما أنهم في غزة مجرد مشكلة إنسانية أو بيئية بحاجة إلى حلول سريعة كي لا تلوث شواطئ بحر عسقلان أو تنفجر في وجه الأسياد في تل أبيب.

وعليه فالرجلان متهمان من بعض التيارات الصهيونية الأخرى بسحق ومحاربة ما يعدونه ديمقراطية إسرائيلية، وبالقضاء على أي حل سياسي معقول مع الفلسطينيين، حتى وإن كان برئاسة (المعتدل) أبو مازن.

لا تكفي القراءة الأيدولوجية لتفسير الخلاف الداخلي بين اليمين القومي العلماني الاستيطاني وأحد ممثليه ليبرمان، وبين اليمين القومي الديني الاستيطاني وممثله نفتالي بينت، فالشخصيتان ساسة صغار، يسعون لإرضاء (المعلم) نتنياهو، لذا لا يوجهان له النقد المباشر بأي حال من الأحوال. كما يسعى كل منهما لمنصب “وزير الدفاع” (الجيش) المرموق في السياسة الإسرائيلية، والضحية على أي حال هو الشعب الفلسطيني المستضعف والمقاوم بشرف حتى زوال الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...