شريط شاليط.. ذكرى تجدد الأمل للأسرى وذويهم

كل الذكريات تحمل معها ما تحمله من رسائل عز وفخار وتقدير، إلا ذكرى صفقة “شريط شاليط” التي لازالت تلازم أذهان أهالي الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال لتشكل لهم بصيص أمل أنّها قد تعاد في أي لحظةٍ من اللحظات.

ففي 2 أكتوبر من العام 2009 أطلقت قوات الاحتلال سراح 20 أسيرة فلسطينية من قطاع غزة والضفة المحتلة، مقابل شريط فيديو مصور لمدة دقيقة واحدة يظهر أنّ الأسير الصهيوني لدى المقاومة الفلسطينية منذ خمس سنوات في ذلك الحين، لا زال على قيد الحياة.

أداء المقاومة

وطبقاً للصفقة، فقد سلّمت كتائب القسام ومعها فصائل المقاومة الآسرة للجندي شاليط “إسرائيل” شريطاً مصوراً لمدة دقيقتين و40 ثانية يظهر فيها شاليط أنّه على قيد الحياة ويتمتع بصحة جيدة، وذلك مقابل إطلاق سراح 20 أسيرة من بينهن فاطمة الزق وطفلها يوسف من قطاع غزة.

ورغم قصر مدة الشريط، إلا أنّه شكل رافعة لأداء المقاومة الفلسطينية في اتخاذها التدابير الأمنية اللازمة التي لم يستطع الاحتلال بكل خبراته وإمكاناته العسكرية والأمنية والاستخباراتية فكفكة اللغز في مكان إخفاء “شاليط” في شريط ساحلي ضيق لا تتجاوز مساحته 2% من مساحة فلسطين.

واتفق محللون ومراقبون محليون ودوليون، أنّ هذه الصفقة شكلت إنجازاً مهمًّا للشعب الفلسطيني.

صفقة تاريخية

وشكلتْ صفقة “وفاء الأحرار” التي كانت صفقة “شريط الفيديو” الجزء الأول منها، نقطة فاصلة في تاريخ القضية وصفحة مشرقة في أجندة العمل المقاوم، فلأول مرة في تاريخ القضية الفلسطينية تتم عملية أسر ومكان احتجاز وتفاوض داخل أرض فلسطين.

وما تخلل سنوات الاحتجاز من عمل حثيث عكفتْ فيه أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية كافة، أملاً في الوصول إلى مكان احتجاز “شاليط” ولكنها جميعًا باءتْ بالفشل، وما أظهره المفاوض المقاوم من صلابةٍ في الموقف وثبات على المبدأ حتى كان المُراد.

ومما يُحسب لصالح الصفقة؛ أنها شملت أسرى من الأراضي الفلسطينية كافة،(قطاع غزة، الضفة الغربية، القدس والأراضي عام 1948) بالإضافة لأسرى من الجولان السوري.

الأمل المعقود

ولا زال أهالي أكثر من 7 آلاف أسير في سجون الاحتلال يعقدون الآمال على المقاومة بعقد صفقات جديدة مع الاحتلال الصهيوني، حيث لا زالت المقاومة الفلسطينية تحتجز منذ انتهاء عدوان 2014 على القطاع عددا من الجنود والضباط “الإسرائيليين” الذين تتحفظ المقاومة على أي معلومة تتعلق بهم لحين البدء بمفاوضات حقيقية مع الاحتلال الصهيوني.

وبحسب إحصائيات رسمية، فلا يزال يقبع في سجون الاحتلال حوالي سبعة آلاف أسير، بينهم 300 طفل و25 امرأة و17 نائباً في المجلس التشريعي، إضافة إلى عشرات الحالات المرضية، بينها حالات صعبة لا توفر سلطات الاحتلال الحد الأدنى من العلاج اللازم لها.