عشية موسم قطف الزيتون.. دعوات لتعزيز حراسة المزارعين

دعا مختصون وخبراء في الاستيطان، إلى أخذ الحيطة والحذر وضرورة تواجد لجان حراسة شعبية في مناطق لا يتواجد فيها أمن فلسطيني لحماية المزارعين خلال موسم قطف الزيتون الأسبوع المقبل.
 
تأتي هذه الدعوة مع ارتفاع حجم انتهاكات واعتداءات المستوطنين على القرى والبلدات الفلسطينية بنسبة كبيرة وفق تقارير الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي واللجان الفلسطينية التي ترصد اعتداءات وجرائم المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأشار الناشط نضال أبو عمرو من لجان العمل الزراعي، إلى تجارب لجان الحراسة الشعبية، في قرى نابلس، كقصرة ومأدما وعصيرة القبلية؛ حيث تم صد عشرات الاعتداءات من المستوطنين، ما مكن المزارعين من قطف الزيتون ومنع الكثير من الاعتداءات.

دعم الفصائل

وقال إن هذه النماذج الناجحة في القرى الفلسطينية المستهدفة يجب دعمها وتشكيل مثل هذه اللجان لحراسة القرى القريبة من المستوطنات والتي تعرضت لهجمات المستوطنين.

وأكد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” على ضرورة مشاركة الفصائل الوطنية والإسلامية كافة في هذه اللجان بالإضافة إلى طلاب الجامعات والكتل الطلابية من شبيبة وكتل إسلامية وجبهات اليسار الفلسطيني، مضيفًا أن “العمل على حماية أراضينا ومزارعينا يصب في صلب العمل الوطني والنشاط الجماهيري والاجتماعي، فمساعدة المزارعين، والوقوف إلى جانبهم، يمنع الزحف الاستيطاني، ويوقف أطماع المستوطنين، ويدعم المزارع الفقير، ويزيد من مصدر دخله ويعزز صموده”.

بدوره قال منسّق لجان مقاومة الجدار والاستيطان بجنوب الخليل راتب الجبور إنه لابد من توفير الدعم اللوجستي لهذه اللجان بالتواجد الشخصي في المناطق المهددة من الاستيطان والمستوطنين لحمايتها وحماية المواطنين في موسم الزيتون.

وأضاف: “لا يعقل أن نفرغ 15 إلى 20 شابًّا للعمل والحراسة في كل قرية من المناطق المستهدفة دون أن نوفر لهم مقومات الدفاع عن أنفسهم وحمايتهم، وتوفير دخل مناسب ليتفرغوا لهذه المهمة”.

وشدد على أهمية الدعم السياسي والاجتماعي والمادي، والالتفاف الجماهيري خلف هذه اللجان، التي قال إنها تعمل الآن في بعض المناطق مثل “توانا” و”سوسيا” لكنها بحاجة لعملية تشجيع ومساندة حتى تأخذ هذه اللجان دورها الفاعل بشكل أوسع وأفضل للتصدي لهجمات المستوطنين.

آليات الحماية

وعن آلية عمل اللجان يقول الجبور لمراسلنا: “هم شبان يقومون برصد وصد أي هجوم للمستوطنين بالاتصال بالأهالي الذين يطلقون الاستغاثات عبر مكبرات الصوت بالمساجد، وأحيانًا يضرمون النار لإشعار المستوطنين بوجودهم، وبالتالي بث الرعب فيهم. فيتجمع سكان القرية والقرى المجاورة، فيخرج المستوطنون، وأحياناً الجيش يأتي لمساندتهم وحمايتهم وينسحبوا معًا”.

إلى ذلك، يرى غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية، أن فكرة لجان الحراسة فكرة عظيمة ومهمة وفاعلة، وبرزت واقتبست من الانتفاضة الأولى، حيث تجلى تكافل وتضامن الشباب في لجان عمل وحراسة القرى والتي بدأت في قصرة ثم تم تعميمها على بقية المناطق المعرضة لهجمات المستوطنين، ونجحت في العديد من القرى الفلسطينية.

وأضاف دغلس لمراسلنا: “هي عمل وطني اجتماعي داخلي دون سلاح ودون عنف، يرصد حركة المستوطنين إذا اقتربوا من القرى والمزارعين في حقولهم عبر الأذان الموحد في المساجد للدفاع عن النفس، ومنع التمادي في الاعتداءات”.

وأوضح أن هذه اللجان بحاجة إلى دعم لوجستي من كشافات وملابس لرفد هذه اللجان وإعادة تعميمها وإنشائها في القرى المستهدفة، مشيرًا إلى أن هناك تقصيرًا من فصائل العمل الوطني والإسلامي.

وتابع أن هذه اللجان من المفروض أن تمر من بوابة التنظيمات الوطنية، وهي التي يجب أن تتبنى هذا الموضوع ليس إعلاميًّا فقط، وإنما عمليًّا.

وطالب دغلس المزارعين وأصحاب حقول الزيتون بأن لا يتوجهوا للمناطق المستهدفة والتي يُعتدى عليها بشكل دوري، منفردين، وقال: “لا بد من تواجد مكثف في تلك المناطق من كل العائلات في هذه القرية أو تلك، وفي المناطق المستهدفة ليسهل الدفاع عنها، وصد هجمات المستوطنين”.

يذكر أن لجان الحراسة في قرية قصرة شكلت نموذجًا، خاصة بعد احتجازها لـ 16 مستوطنًا العام الماضي وتلقينهم درسًا، بل صعّدت من نشاطها عقب جريمة حرق عائلة دوابشة في قرية دوما جنوب نابلس على يد مستوطنين متطرفين.