الأحد 11/مايو/2025

خطاب عباس في عيون الفلسطينيين.. هناك أمورٌ أهم!

خطاب عباس في عيون الفلسطينيين.. هناك أمورٌ أهم!

بالرغم من حالة التحشيد التي تسعى لها وسائل الإعلام الرسمية الفلسطينية وفرضها بالساحة الفلسطينية قبيل خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالأمم المتحدة الخميس المقبل، إلا أن حالة الإحباط وعدم المبالاة لا تزال سيدة الموقف في الشارع الفلسطيني.

من يتجول بالشوارع في مدن وبلدات الضفة الغربية لا يلمس أدنى اهتمام بالشأن السياسي، ولا توقعات من الممكن أن يسفر عنها الخطاب، نظرًا للتجارب المريرة التي مرت بها القضية الفلسطينية على مدار سبعة عقود من الزمن.

ويقول المواطن فادي سلمان إن “الشعب الفلسطيني لا يثق بكل دول العالم ولا بمجلس الأمن ولا بالأمم المتحدة، وبالتالي لا نتوقع منهم لا خيرًا ولا تحركًا بالتأكيد”. ولا يختلف معه المواطن عبد الرحمن الأغبر، بقوله “الخطابات الرنانة لا تسمن ولا تغني من جوع، وكل ما يجري لن ينفع الشعب الفلسطيني بل قد يضره كثيرًا”.

بعيدًا عن السياسة

وفي مقهى الشيخ قاسم في البلدة القديمة من نابلس، التف خمسة زبائن على طاولة وسط المقهى، الذي يزيد عمره عن مائة عام، يتناقشون في أخبار الكشف عن مستنبتات زراعة المخدرات والحشيش في الضفة الغربية، دون التطرق للشأن السياسي، أو حالة التخمين لخطاب أبو مازن.

وفي مخيم عسكر القديم شرق نابلس انهمك مسن وأربعة مواطنين في حديث عن تقليصات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وانعكاس ذلك على حياة أبناء المخيمات، خاصة في مجالي الصحة والتعليم، دون التطرق لموضوع خطاب أبو مازن.

وقد نشر الباحث والكاتب هاني المصري، مدير مركز مسارات للدراسات مقالاً يقول فيه: “وسط وعود متواضعة، وتوقعات أقل، سيلقي الرئيس محمود عباس خطابه السنوي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعينه الأولى صوب ضرورة المضي في الموقف الشجاع الرافض لصفقة ترمب. أما العين الأخرى فتخشى من مواصلة هذا الرفض، وتبحث عن سلم للنزول عن الشجرة، الأمر الذي جعل إمكانية عقد لقاء قمة بين عباس وترمب مطروحًا، ما سيفتح الباب لمزيد من التدهور في الوضع الفلسطيني”.

لا تصعيد

ويضيف في تقريره: “لقد ذهبت السكرة وأتت الفكرة، فلم يهدد الناطقون باسم الرئيس بأنه سيلقي خطابًا ناريًّا يزلزل الشرق الأوسط، أو سيفجر قنبلة في الأمم المتحدة، لا من حيث اللهجة أو المضمون، مثلما فعلوا عشية خطابات سابقة، أي لن يصعّد ضد الإدارة الأمريكية، بل سيهدئ الوضع كما أخبر اللجنة التنفيذية، لأن هناك حاجة للتهدئة مع إدارة ترمب، في محاولة لتجنب مواصلة وتصعيد حربها الشعواء ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه ومؤسساته وقواه رغم الخلافات ما بينها وقيادته، كما سيواصل التهدئة مع “إسرائيل”، لأنه “لا يستطيع فتح جبهتين مع أميركا وإسرائيل في نفس الوقت، مع أن الجبهتين كانتا دائمًا -وهما الآن أكثر من أي وقت مضى- جبهة واحدة”.

واستطرد المصري: “والأخطر أن هناك من يهمس في أذن الرئيس بأن عليه الآن الذهاب أكثر من تهدئة الأمور مع إدارة ترمب باتجاه استئناف العلاقات السياسية معها، أسوة بالعلاقات الأمنية التي لم تنقطع، لأنها لم تطرح الصفقة حتى الآن، وربما تطرح صفقة قابلة للتفاوض، ولأنها فعلت أقصى ما تستطيعه ضد الفلسطينيين ولن تفعل أكثر، وأنها كما قال ترمب (ستنتقل للضغط على إسرائيل التي يتوجب عليها أن تدفع ثمنًا كبيرًا)”.

من جهته أشار الكاتب والمحلل نشأت الأقطش لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أنه لم يعد لدى الرئيس ما يمكن الحديث عنه إذا كانت المصالحة فشلت، والعملية السلمية لم تحقق شيئا وفشلت، وداخل السلطة الفلسطينية وفتح يوجد مشاكل، ومع الرئيس الأمريكي ترمب يوجد مشاكل أيضًا.

وأضاف: “بسبب العقوبات الأمريكية المتلاحقة على السلطة الفلسطينية من المتوقع أن يكون الخطاب أكثر نارية ولكن ما فائدة ذلك؟ لا أعتقد أنه يوجد هناك شيء لعمله وخاصة أن الوضع الداخلي مهلهل والعلاقة مع الأنظمة العربية صعبة”.

وتوقع الأقطش بأنه سيكون هناك محاولات لعودة الأمور لما كانت عليه في السابق بين السلطة الفلسطينية وأمريكا؛ “فالأمريكان قبل فترة عرضوا على السلطة -على ذمة وسائل الإعلام- خمسة مليار دولار مقابل العودة للمفاوضات، وبالتالي هناك محاولات للعودة لما كانت الأمور عليه، وتقديراتي الشخصية أن أمريكا لن تضحي بالسلطة الفلسطينية، وخاصة بعد صرف الأموال الكثيرة وتدريب كوادرها وأجهزتها الأمنية، وبالتالي تقديراتي أن لدى السلطة ما تساوم عليه، وهو الأمن الذي تضبطه لإسرائيل، لذلك من المتوقع أن ترجع علاقات أمريكا مع السلطة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات