الجمعة 27/سبتمبر/2024

الأعياد اليهودية.. موسم التضييق على سبسطية

الأعياد اليهودية.. موسم التضييق على سبسطية

تحولت بلدة سبسطية شمال غرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، خلال الأيام الماضية، إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، فلا تكاد قوات الاحتلال تغادرها حتى تعود مجددا لحماية المستوطنين الذين يتوافدون عليها للاحتفال بأعيادهم اليهودية.

وتشتهر سبسطية بأنها واحدة من أغزر المناطق بالمواقع الأثرية في فلسطين، وهو ما جعلها قِبلة للسياح والزوار من كل أنحاء العالم، لكن انتهاكات الاحتلال التي تزداد وتيرتها عاما بعد عام، تضع هذا المورد الاقتصادي الهام للبلدة في مهب الريح.

مئات المستوطنين توافدوا على المنطقة الأثرية في سبسطية خلال الأيام الماضية، لإقامة احتفالات يتخللها الرقص والغناء الصاخب عبر مكبرات الصوت التي جلبوها معهم، ورافق ذلك أعمال عربدة واستفزازات لأهالي البلدة.


null
اقتحامات متكررة

ويقول رئيس بلدية سبسطية محمد عازم لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن اقتحامات المستوطنين للمنطقة الأثرية تتواصل على مدار العام، في مسعى منهم للاستيلاء عليه، وتزداد وتيرتها في فترة الأعياد اليهودية، ما يؤدي لزيادة الضغط على البلدة في هذه الفترة.

ويبين أن قوات الاحتلال تتواجد في البلدة، على مدار الساعة في هذه الأيام، بحجة تأمين الحماية للمستوطنين.

وفور اقتحام المستوطنين للبلدة، يشرع الجنود بخطوات للتضييق على المواطنين والتجار، فيتم إغلاق المنطقة الأثرية أمام الزوار والمواطنين، وتجبر المحلات على إغلاق أبوابها.

وبات أصحاب المحلات التجارية يشتكون ضيق الحال بسبب ضعف الحركة السياحية والتجارية.

ويقول إبراهيم غزال، الذي يملك محلا لبيع التحف والهدايا: إن الحركة التجارية شبه مشلولة منذ مطلع الشهر الجاري، تبعا لضعف الحركة السياحية.

ويشير رئيس البلدية إلى أن دخول المستوطنين بأسلحتهم عادة ما يثير استفزاز المواطنين، ويؤدي إلى اندلاع مواجهات، ويلجأ الجنود لاستخدام القوة لقمع المواطنين.

وقبل عدة أيام تسببت قنبلة غاز أطلقها جنود الاحتلال، باندلاع حريق بمزرعة، وإلحاق أضرار مادية كبيرة بها.

تدمير النشاط السياحي

وتلحق إجراءات الاحتلال أكبر الضرر بالنشاط السياحي الذي يشكل عصب الاقتصاد المحلي في البلدة، وتشكل تحديا لجهود البلدية ومؤسسات البلدة لتشجيع الاستثمار بالقطاع السياحي.


null

ويقول عازم: “تواجد الجيش والمستوطنين بشكل متكرر يشكل خطورة على السياحة المحلية، وفي نفس الوقت يشكل عاملا منفرا للسياحة الخارجية”.

ويضيف: “السائح الأجنبي عندما يأتي إلى فلسطين يرغب بزيارة المواقع الأثرية، وليس لزيارة معسكر للجيش، كما هو الحال في سبسطية”.

ويؤكد أن الاحتلال يعمل من خلال سيطرته على الأفواج السياحية الخارجية، على طمس سبسطية من البرامج والخرائط السياحية.

سارية العلم.. قصة تحدٍّ

وعلى مدار عامين، اقتحم الاحتلال سبسطية عشرات المرات، لإنزال العلم الفلسطيني عن تلة عيسى الأثرية في البلدة، وفي كل مرة يعيد الأهالي رفع العلم مجددا.

وباتت سارية العلم تشكل قصة تحدٍّ وإصرار، لإثبات الوجود الفلسطيني في الموقع الأثري.


وقد لجأ الاحتلال أخيرا إلى تفجير سارية العلم، بعد أن عجز عن وضع حد لرفع العلم الفلسطيني، وعندما نصب الأهالي سارية جديدة، عمد الجنود لإنزال العلم عنها، ورفع علم الكيان بدلا منه.

ويقول عازم أن الاحتلال يسعى إلى طمس أي رمز فلسطيني في المنطقة الأثرية التي تتوزع على مناطق (ب) و (ج).


null

ويشير إلى أن الجنود أنزلوا يوم الجمعة الماضي، الأعلام المرفوعة على مؤسسات البلدة، حتى تلك الواقعة في المنطقة (ب)، وبرروا ذلك بأنه بناء على طلب المستوطنين.

وتشير انتهاكات الاحتلال في سبسطية إلى وجود مخططات تُنفذ بهدوء لفرض السيطرة “الإسرائيلية” الكاملة عليها، ومن ذلك محاولة شق طريق بديل يؤدي إلى المنطقة الأثرية في العام الماضي، لكن المواطنين أفشلوا تلك المحاولة بصلابة.


null

ويقول عازم: إن أهالي البلدة ومؤسساتها على وعي تام بالنوايا “الإسرائيلية” وخطورتها، وهم لن يسمحوا بسيطرة الاحتلال على الموقع الأثري.


null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات