مأزق إسرائيل في ايل 20

مصادر إسرائيلية تتحدث عن احتمالية قيام رئيس الوزراء نتنياهو بالاتصال مع الرئيس فلاديمير بوتين، والطلب منه مرة أخرى عدم تزويد النظام السوري بمنظومة الدفاع الجوي الروسي من نوع S300، وذلك على خلفية الإعلان الرسمي الصادر عن وزارة الدفاع الروسية نيتها تزويد النظام السوري بهذه المنظومة.

ومن اللافت قيام الناطق باسم الكرملين بالتأكيد أن هذا الإجراء غير موجه لطرف ثالث، وإنما جاء لضمان سلامة القوات الروسية وحلفائها في سوريا، مما يكرر الإشارة بأن الموقف الروسي يتم تحقيقه من خلال لعب دورين: الدور الأول وهو دور الصديق أو (المعتدل) وهو بوتين، والدور الثاني وهو المتشدد أو (الوحش) ويقوم به وزارة الدفاع والخارجية، وذلك من أجل تحقيق الهدف الروسي وهو تدفيع “إسرائيل” ثمنا سياسيا واستراتيجيا في كل ما يتعلق بالقضية السورية، ثمنا لعلاقتها الإشكالية بإسقاط طائرة التجسس الروسية ايل 20 فوق شرق المتوسط الاثنين الماضي.

ومن الجدير ذكره أن وزارة الدفاع الروسية كانت قد أعلنت قبل ساعات، وعلى أساس الموقف الروسي الرسمي الذي يرفض المعطيات والتفاصيل والتحقيقات التي قدمها الإسرائيليون للروس بواسطة قائد سلاح الجو الإسرائيلي نوركين في زيارته الأخيرة لموسكو أعلنت مجموعة من الخطوات الهادفة لضمان سلامة القوات الروسية في سوريا، من أهم هذه الخطوات: نقل منظومة S300 للقوات السورية وتزويد هذه القوات بمنظومة عالية للتحكم المركزي لأنظمة الدفاع الجوي، وإيقاف كل أجهزة الاتصالات والرادار للقوات التي قد تحاول ضرب سوريا.

مما لا شك فيه أن هذه الخطوات تشكل انتكاسة للموقف الإسرائيلي والذي كان يحاول الظهور بمظهر من يستطيع تجاوز الأزمة الجدية مع روسيا، دون دفع ثمن يذكر، لدرجة قيام بعض الجهات في “إسرائيل” برفض تسمية ما حدث بأنه أزمة؛ بل مجرد حادث وسينتهي.

إن الخطوات والإجراءات الروسية الجديدة تشكل وفي حالة تنفيذها تحولا استراتيجيا كبيرا سيؤثر حتما على قدرة “إسرائيل” على تنفيذ سياساتها وأهدافها المعلنة في سوريا وعلى رأسها منع إيران من تعزيز نفوذها في سوريا، وعدم السماح لها بتزويد حزب الله بأسلحة دقيقة وقادرة على كسر المعادلات.

كيف ستتصرف “إسرائيل” حيال ذلك، وهل ستنجح في تجاوز الإجراءات الروسية؟ وهل يمكنها مواجهة الموقف دون تدخل أمريكي واضح؟ وهل ستقوم بتغيير أهدافها في سوريا على ضوء الحقائق والوقائع التي ستفرضها الإجراءات الروسية الجديدة؟ هذا ما ستظهره الأحداث والمواقف في الأيام القليلة القادمة.