المال مقابل المفاوضات

آخر المقايضات التي سمعنا عنها ونشرتها وسائل إعلام «إسرائيلية» على لسان دبلوماسيين أمريكيين، أنّ إدارة ترمب تستعد لعرض خمسة مليارات دولار على القيادة الفلسطينية مقابل العودة إلى مفاوضات التسوية، بعدما استعصت وسائل الترهيب واستنفدت كل العقوبات التي يمكن أن تفرضها لإجبار الفلسطينيين على العودة.
وبالرغم من النفي الفلسطيني لتلقي مثل هذا العرض، فإنّ الرغبة موجودة وبقوة لدى كلا الطرفين الفلسطيني والأمريكي للالتقاء مجدداً والبحث عن قواسم مشتركة، بعد أن ذهب كل طرف إلى اتخاذ الحد الأقصى من المواقف، وبات يصعب عليه التراجع عن موقفه دون حدوث تنازلات متبادلة. فواشنطن استخدمت كل أوراق الضغط التي بحوزتها، من الاعتراف بالقدس عاصمة لـ «إسرائيل» ونقل السفارة الأمريكية إليها، إلى وقف تمويل «الأونروا»، والعمل على تصفية قضية اللاجئين، وقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية ومستشفيات القدس، وصولاً إلى إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن وطرد السفير الفلسطيني مع أفراد عائلته، فيما القيادة الفلسطينية استمرّت على رفضها لـ «صفقة القرن»، ولم يعد بإمكانها التراجع، نظراً للإجماع الفلسطيني الشعبي والفصائلي على رفضها، غير أن ورطة القيادة الفلسطينية تتمثل في إخراج الولايات المتحدة من دور الوسيط ورعاية عملية التسوية باعتبارها انحازت نهائياً إلى «إسرائيل» على حساب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
مشكلة القيادة الفلسطينية أنها تصرّ على مفاوضات التسوية باعتبارها الخيار الأوحد والوحيد الذي سيعيد الأرض والحقوق للفلسطينيين، وهي مستعدة لأن تجوب العالم بحثاً عن رعاية جديدة للتسوية، بدلاً من الرعاية الأمريكية، وتعلن عن جاهزيتها لإجراء مفاوضات سريّة أو علنيّة، ويبدو أنها وجدت ضالتها في دفاترها القديمة.. «الرباعية الدولية» المؤلفة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة، لكن هذه الخدعة (المخرج) لن تنطلي على أحد، إذ حتى في هذه الحال، فالولايات المتحدة هي العمود الفقري للّجنة الرباعية، وعندما تحضر واشنطن تكون هي صاحبة القول الفصل.
القيادة الفلسطينية لا تكلّ ولا تملّ في البحث عن أي وسيلة لإحياء المفاوضات، وتسقط كل الخيارات الأخرى، من دون أن تستوعب أن هناك حقيقة واحدة لا غير، هي أنه لم يعد هناك شيء للتفاوض عليه. هناك وطن سليب وأرض مغتصبة وحقوق منتهكة وشعب مشرّد في مخيمات اللجوء، لكن من سوء حظ كل المراهنين على التسويات والصفقات أن الشعب الفلسطيني يأبى أن يعرض فلسطين للبيع، وهذا ما يحتاج إلى معالجات من نوع آخر لا علاقة لها بالتسوية أو المفاوضات.
صحيفة الخليج الإماراتية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يفرج عن 11 أسيراً من غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، عن 11 أسيرا فلسطينيا من غزة، حيث تم نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في...

الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم لليوم الـ102 على التوالي
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ102 على التوالي، ولليوم الـ89 على مخيم...

أطباء بلا حدود: إسرائيل ترفض دخول طواقم طبية لغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ترفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي دخول الطواقم الطبية الدولية إلى قطاع غزة، في ظل الحاجة الملّحة لإمكانات وقدرات طبية...
من قتل شرين؟ وثائقي أمريكي يكشف هوية الجندي الإسرائيلي قاتل أبو عاقلة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام لأول مرة، كُشف الستار عن الجندي الإسرائيلي قاتل مراسلة قناة الجزيرة شرين أبو عاقلة، وذلك في فيلم وثائقي استقصائي...

الدفاع المدني يعلن توقف 75% من مركباته في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني اليوم الخميس، عن توقف 75% من مركباته في قطاع غزة؛ بسبب شح الوقود. وأفاد الدفاع...

عشرات المستوطنين يدنسون ساحات المسجد الأقصى
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام اقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال...

10 أعمال للمقاومة في الضفة خلال 24 ساعة
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام تصاعدت أعمال المقاومة بالضفة الغربية المحتلة، خلال الـ 24 ساعة الماضية، ورصد مركز معلومات فلسطين "معطى"، تنفيذ...