غزة أصبحت مثلا والمقاومة فيها نموذجا

لقد تحولت غزة مثالا لافتا ومثيرا للاهتمام؛ وذلك من حيث طبيعة الاحتلال الصهيوني ووسائله لمحاصرتها وتركيعها، ومن ثم – وقد يكون الأهم – من حيث إصرار أهلها الفلسطينيين على مقاومة هذا الاحتلال الغاشم وعدم الخضوع لإرادته، وما حرب الأنفاق التي تجرى يوميا وباستمرار إلا دليلا واضحا على ذلك.
يقود العميد في جيش الاحتلال عيران عوفير حرب الأنفاق من الجانب الصهيوني، وهي حرب سخرت فيها “إسرائيل” كل إمكاناتها وإمكانات حلفائها وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، وقد شملت إقامة جدار من الباطون بطول 65 كم، يتم بناؤه تحت الأرض، أما على عمق عشرات الأمتار فيتم تركيب اللواقط والمجسات التي ترصد أي تحركات أو محاولات للحفر تحت الأرض.
لا تترك “إسرائيل” فرصة إلا وتستعرض فيها (قدراتها الخارقة) في مجال محاربة الأنفاق، سواءً بالطرق التكنولوجية أو الاستخباراتية أو من خلال استعراضها لما تعتبره مشروعها الرائد في بناء الجدار، فقد عرضت يديعوت أحرنوت في الأسبوع الماضي مقابلة موسعة مع العميد عيران عوفير، وأبرزت استثمارها في الجدار، وأشارت إلى بناء خمسة مصانع باطون مخصصة للجدار بالقرب من غزة، وذلك لإنتاج 2 مليون كوب من الباطون، يعمل فيها 1200 عامل أجنبي بجد في 22 مركزًا على طول الحدود من مصر وحتى شاطئ زيكيم، أي 65 كم.
تدعي “إسرائيل” بأن طواقمها الفنية قامت بإجراء أبحاث علمية وهيدرولوجية لمعرفة عمق المياه وأنواع الأراضي لإنجاح مشروع الجدار، وقد قامت هذه الطواقم أيضا بحفر 40 حفرة عميقة للوصول إلى شقوق الصخور، وقد وصلت إلى تفرعات نهرية قديمة حول غزة.
يفتخر العميد عيران عوفير بأن مشروعه هو فريد من نوعه، وأنه لا توجد دولة في العالم قامت بمثل هذا المشروع، وأكثر من ذلك فقد لفت المشروع أنظار العديد من دول العالم فقامت بإرسال وفودها إلى حدود غزة للاطلاع والاستفادة من هذه التجربة المثيرة للاهتمام.
قد يصدق الوصف الإسرائيلي للجهود الجبارة التي يبذلها لحصار غزة، و لكنه لم يصدق أبدا في مدى فعالية وجدوى هذه الجهود، طالما لم يتم اختبار مشروع الجدار تحديدا على أرض الواقع في أي مواجهة مع غزة، وهي مواجهة تحرص “إسرائيل” على تجنبها لتكلفتها الباهظة حتى بعد اكتمال مشروع حائط الحصار الإسمنتي.
لم تنل بعض أصوات الخبراء في “إسرائيل” التغطية الإعلامية المتوقعة وذلك فيما يبدو كنوع من استخدام تكتيك معروف يهدف لإسكات كل صوت إسرائيلي يشكك في قدرة الجدار الإسمنتي في مواجهة خطر الأنفاق بشكل خاص، وخطر قدرة المقاومة على اختراق الحدود بشكل عام، وفي كل الأحوال فإن قدرة الشعب الفلسطيني على إبداع وسائل لمواجهة جلاديه ومحاصريه ثابتة ومعروفة، وما مسيرات العودة إلا دليل واحد على ذلك.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

أجبره الاحتلال على هدم منزله في العيسوية فجعل منه محرابا
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام أجبرت بلدية الاحتلال الإسرائيلي، المقدسي محمود عبد عليان على هدم منزله في حي المدارس بقرية العيسوية بالقدس المحتلة...

المظاهرات تعمّ المدن المغربية للمطالبة برفع الحصار عن غزة
الرباط – المركز الفلسطيني للإعلام طالب آلاف المغاربة، الجمعة، وللأسبوع الـ74 على التوالي برفع الحصار عن غزة وفتح كافة المعابر لدخول المساعدات...

حماس: الاحتلال يسعى لكسر إرادة شعبنا بكل السبل وسط غياب الضمير العالمي
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عبد الرحمن شديد، الجمعة، إن قطاع غزة يواجه اليوم واحدة من أسوأ...

المقاومة تعلن تفجير جرافة وقنبلة برتل لآليات الاحتلال شرق غزة
الخليل- المركز الفلسطيني للإعلام أعلن الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي " سرايا القدس" عن تفجير جرافة عسكرية إسرائيلية وقنبلة من مخلفات الاحتلال...

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الآلاف من اليمنيين، الجمعة، في 14 محافظة بينها العاصمة صنعاء، دعما لقطاع غزة في ظل استمرار الإبادة...

ايرلندا تدعو “إسرائيل” لرفع الحصار عن غزة والسماح بدخول المساعدات
دبلن – المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت ايرلندا من استمرار الكارثة الإنسانية في غزة، وأنه لم تدخل أي مساعدات إنسانية أو تجارية منذ أكثر من ثمانية...

رغم تضييقات الاحتلال.. عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
القدس- المركز الفلسطيني للإعلام أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك وباحاته، وسط تشديدات وإجراءات مكثفة فرضتها سلطة...